وقفة صراحة : حشد مدنس يسفح الدم المقدس !

بقلم: مهدي قاسم

في سابقة خطيرة أطلقت عناصر عصائب الحق النار على المتظاهرين و قتلت و جرحت عددا منهم *(مثلما فعلت عناصر عمار الحكيم في الكوت أيضا ) عندما اقتربوا من مقرهها في النجف خوفا من احتمال حرق مقرهم أسوة بمقارات الأحزاب الإسلامية الفاسدة الأخرى ، وهو العمل الإجرامي الجبان الذي جعلنا أن نتذكر مليشيات النظام السابق التي كانت مكوّنة من فدائيي صدام و غيرها العديدة وهي تطلق النار على المنتفضين و تعدم من تلقي القبض عليهم ، أو تدفنهم أحياء وهم يرزقون ، أبان الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في التسعينات من القرن الماضي ..

و هكذا نزلت مليشيا عصائب الحق و عمار الحكيم و أمثالهم في عملهم الإجرامي هذا ، إلى مستوى فدائيي صدام و أجهزة مخابراته القمعية في قتل العراقيين الذين نزلوا إلى الشارع متظاهرين ومحتجين على مظاهر الفساد و سؤ المعيشة والخدمات ، و ضد مجمل الظروف السيئة و المتدهورة يوما بعد يوم في العراق و التي لا زالت قائمة منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن ..

بينما لو كانت هذه المليشيا أو تلك ” من الحشد المقدس ” حقا و فعلا ، و مثلما يزعمون لتوجب عليها الوقوف إلى جانب المتظاهرين و حمايتهم من أية عملية اعتداء تهدف إلى سفح دمهم المقدس و أن تصبح عونا لهم و ليس فرعونا ..

مع العلم نحن لسنا بمستغربين من أفعال هذه المليشيات الإجرامية الحافلة ..

و هنا نود أن نلفت أنظار هؤلاء المرتزقة من المدافعين عن مصالح إيران في العراق و الذين يطلقون النار على المتظاهرين العراقيين ــ وفوق ذلك ــ على مَن هم من أبناء جلدتهم ـــ إلى أعمال الشغب و الفوضى التي اندلعت في شوارع باريس عقب الاحتفال بمناسبة العيد الوطني لفرنسا ، حيث تمت عملية حرق أكثر من 800سيارة في شوارع باريس ، فضلا عن أصابة أكثر من 20 عناصر الشرطة و رجال حفظ النظام بجروح مختلفة **، ومع ذلك لم تجر عملية إطلاق النارعلى أي مشاغب أو متظاهر بالرغم من أن غالبية هؤلاء المتظاهرين هم من أصول عربية وإسلامية ..

تصوروا ثمانمائة سيارة محترقة إضافة إلى محلات أخرى ..

فما من قتيل واحد ، بالرغم من أن بعض المتظاهرين أو المشاغبين كانوا يقذفون الشرطة بقنابل مولوتوف ..

بينما عصائب الحق تخشى على مقره من احتمال حدوث أضرار مادية طفيفة هناك فقتلت و جرحت العديد من المتظاهرين بكل دم بارد و كذلك فعل أزلام عمار الحكيم في الكوت و غيرهم أيضا في محافظات أخرى !!..

وهو الأمر الجلل الذي يجب أن يدفع الجماهير ” الشيعية ” إلى التفكير مليا و طويلا ، بغية إعادة النظر في مواقفها السابقة ، عندما ارتضت لنفسها ــ مخدوعة بخزعبلات باطلة ــ أن تصبح نذورا و أضحية رخيصة ووقود قتل لهذه الأحزاب و الميليشيات التي ساومت متواطئة مع ممثلي الإرهاب على التضحية المجانية بها ، و متسببة من خلال ذلك في مقتل مئات الأف من الشيعة العراقيين ،كل ذلك من أجل الحصول على المناصب والامتيازات من ناحية ، وأن تخدم اجندة النظام الإيراني في العراق من ناحية أخرى ..

يا الله !.. فكم أصبحت دماء الشيعة العراقيين رخيصة ، كمياه خابطة ، و خاصة على أيدي من يزعم الدفاع عنهم والموت من أجلهم !!

هامش ذات صلة:

*(مراسلنا: مقتل متظاهرين إثنين في النجف

قتل متظاهران إثنان، السبت، بعد محاولة المتظاهرين الدخول إلى أحد مقرات عصائب اهل الحق في النجف.

وقال مراسل NRT عربية في النجف اليوم 14 تموز 2018 إن “عددا من المتظاهرين حاولوا الدخول إلى أحد مقرات عصائب أهل الحق في حي السعد بمدينة النجف لكن حراس المقر فتحوا نيران أسلحتهم على المتظاهرين نقلا عن صوت العراق ”.

** (

توقيف 508 من المتورطين في أحداث الشغب

إحراق 845 سيارة على هامش احتفالات العيد الوطني الفرنسي

أ. ف. ب.

الشرطة الفرنسية خلال مواجهات مع مثيري الشغب

باريس: أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية مساء الأحد ان أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا ليلتي الجمعة والسبت على هامش الاحتفالات بالعيد الوطني أسفرت عن إحراق 845 سيارة وتوقيف 508 مشبوهين.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن السيارات التي احرقت على هامش احتفالات هذا العام عددها اقل من تلك التي احرقت على هامش احتفالات السنة الماضية حين اضرم المشاغبون النار في 897 سيارة. بالمقابل فإن عدد الموقوفين هذا العام هو اكبر بكثير من عددهم العام الماضي إذ بلغ يومها 368 موقوفا.

وأعرب المتحدث عن سروره لأن اعمال الشغب هذا العام “لم يتخللها أي حادث كبير”.

وبحسب حصيلة وزارة الداخلية، فقد أصيب في اعمال الشغب ليلتي الجمعة والسبت 29 عنصرا من قوات الامن مقابل 21 العام الماضي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here