لاتنظروا للمظاهرات كالعميان

فؤاد المازني

الى من ينادي ويطالب من وراء الكيبورد في الغرف المبردة ومكاتب الأحزاب والساسة بعدم التخريب والتدمير والعبث بالممتلكات العامة ومقرات الأحزاب ومكاتب السياسيين ويستهجن تصرفات بعض المتظاهرين التي حصلت هنا وهناك بغير عمد أو عمداً ولكنها تبقى في دائرة نفاذ الصبر ووضع أصبح لايطاق البته وإن كان كل عاقل بديهياً يرفض العبث بالممتلكات العامة.. ولكن الهدف من هذه النداءات ليس حرصاً على الممتلكات العامة بل حقيقة الحال أغلب هؤلاء يبتغون تحويل الأنظار من مطالب شعب مستضعف إلى مجموعة مخربة لاتريد الخير ولا أصحاب حق ..

فقط تساؤلات

– على مدى 12 سنة من عمر العراق ماذا عملت الحكومات المتعاقبة بأحزابها جملة وتفصيلاً وبدون إستثناء بإعتبار أول 3 سنوات بداية منح ثقة من المواطن إلى المسؤولين وأحزابهم وإتاحة فرصة للحكومات لوضع خطط ستراتيجية ناهضة وآلية عمل ميدانية وطنية وتثبيت ركائز العدل والمساواة بين المواطنين بدون إستثناء لطائفة أو مذهب أو دين أو قومية أو إثنية .. ماذا حصل؟؟ حتى تعرف من دمر وخرب المتظاهر الجائع أو الحكومات والأحزاب والخونة والإنتهازيين والمنبطحين والجبناء.

1- الشروع بسرقة المال العام وغسيل الأموال على مدار الساعة

2- الإستحواذ على المناصب والإمتيازات والمنافع الإجتماعية

3- الإنقضاض على الممتلكات العامة والعقارات والأراضي

4- تأمين أرقى الوظائف لعوائلهم وأقربائهم وأتباعهم

5- التآمر مع أي طرف داخلي أو خارجي من أجل الإستمرار بحكم البلد

6- غض الطرف عن الخونة والإرهابيين وعقد صفقات المساومة على حساب دماء الشهداء وضحايا الإرهاب

7- توزيع المناصب والإمتيازات والوزارات والهيئات المستقلة بمدخولاتها على الأحزاب السياسية بقادتها وأتباعها

8- تدمير ماتبقى من البنى التحتية بالكامل

9- لاوجود لأي مخطط إعمار حقيقي للبلد

10- التوجه إلى توسيع المشاريع النفطية فقط لكي يستمر حلب الأموال إلى جيوب الأحزاب المتسلطة في الحكومات

11- تقويض عجلة الإقتصاد وإبقاء الريع النفطي فقط

12- تحجيم القطاع الخاص ومحاربة نهوضه لكي لاينافس أسواق الدول المجاورة ومشاريع الأحزاب المتنفذة

13- غلق ملف الزراعة بالكامل وتحويل الأراضي الزراعية إلى موات ليستورد العراق كل شئ من الألف إلى الياء

14- القطاع الصناعي أصبح في حساب الماضي ولا وجود له على أرض الواقع

15- إنحدار التعليم إلى أدنى مستوياته ولاوجود لنهضة تعليمية حقيقية

16- مدارس الطين والقصب والأبنية المدرسية المتهالكة شاخصة لغاية اللحظة

17- زيادة طردية لأعداد الأمية وشيوع الجهل لدى شريحة الشباب والمراهقين ليتحولوا إلى قنابل موقوتة داخل المجتمع

18- القطاع الصحي أسوء حتى من أفقر دولة إفريقية

19- تحويل بوصلة العلاج والدواء إلى الدول المجاورة

20- الخدمات البلدية كارثية ترقيعية بمعنى الكلمة

21- مليارات الدولارات أنفقت على قطاع الكهرباء بدون جدوى

22- مياه الإسالة لاتصلح للحيوانات بإعتبار الزراعة إنتقلت إلى رحمة الله وجاء الدور على الحيوان والإنسان

23- إرتفاع معدل البطالة بشكل متسارع لعدم وجود أي من المشاريع الستراتيجية في عموم البلد فضلاً عن هذه المحافظة أو تلك

24- الإعتماد على العمالة الأجنبية حتى في المشاريع النفطية

25- دمار المؤسسات الخدمية بالكامل وشيوع الرشوة والمحسوبية فيها

26- وصول البلد أمنياً إلى منزلق إحتلاله بالكامل من قبل الإرهاب وعصابات داعش بتوجيه صهيوني وإدارة أمريكية وأصابع خليجية وخيانة وتواطئ قيادات عراقية حكومية وحزبية وعسكرية

27- إرتفاع معدل الجريمة والسرقة والخطف بشكل متفاوت

28- إنتشار المخدرات والإتجار بها وتعاطيها والتأمين على طرق دخولها من قبل الأحزاب وغض الطرف من المسؤولين

29- غياب القانون وتطبيقاته هامشية تطال الفقير والمعدم ولا وجود له قبال الفاسدين والمفسدين والمجرمين والعصابات السياسية المنظمة وتغلغل النفوذ المالي والحزبي في مفاصله

30-إستنزاف الطاقات الشبابية المبدعة وتهميشهم ومحاربة الطاقات العلمية وتهديدهم وحتى التجاوز عليهم ليهاجروا من البلد حفاظاً على أرواحهم وأرواح عوائلهم ……

هذا هو الدمار الحقيقي وهذا هو التخريب الواقعي وليس الجائع الذي وصل به الحال أن يعيش بلا كهرباء ولا ماء ولا بطاقة تموينية ولا دعم حكومي وبلا عمل وبلا أبسط مقومات الحياة الحيوانية فضلاً عن الإنسانية وتطلب منه أن يكون متظاهراً سويسرياً أو فرنسياً

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here