هل اعتبر الشعب العراقي من الدرس المصري

طفح كيل الشعب المصري بعد حوالي 60 عاما من المآسي والفقر والمعانات من حكم العسكر المتمثل في حكم مبارك وارث السادات وقبله عبد الناصر هادم النظام الملكي الدستوري المصري عام 1952, وبعد أن انتفض وتظاهر لاكثر من ثلاثين عاما قام بثورته المشهورة معتصما في ساحة التحريرفي 25 يناير 2011 وبقي يعاني اعتداءات البوليس المصري وقواه الامنية ورغم الشهداء الذين ضحوا حينها وأصروا في اعتصامهم حتى اعلن الحاكم المتسلط مبارك تنحيه عن السلطة في 11 فبراير من نفس العام أي بعد 16 يوما لا أكثر لم يصمد أمام تصميم شعب مصر الثائر, وبعد ان استغل الاخوان بساطة الشارع المصري وبمكائدهم المعروفة تسلقوا الى السلطة بأسم الشرعية والديمقراطية ( التي يكفرونها ) ولعبة الانتخابات المفضوحة عام 2012 حينها أفاق شعب مصر وادرك اللعبة فما كان منه إلاّ أن جدد ثورته دون ان يفوت الفرصة على حكم الاخوان الخرافي المتخلف ليسقطه بعد عام واحد لا غير, ولكن للاسف وقع المحذور وعاد البلد الى نقطة الصفر بعودة حكم العسكر مرة أخرى وكأنك يا ابو زيد ما غزيت!
يبدو أن الشعب العراقي لم يستوعب الدرس المصري, الذي فجّر ثورتين شعبيتين بعمل شعبي شاق ومجهود عظيم وتضحيات كبيرة كانت النتيجة سرقة تضحياته الاولى بوصول الاخوان وتمكنهم من التسلق وسرقة جهود الشعب وتضحياته ضد مبارك والثانيةعندما ثار على تخلف الاخوان ودجلهم وشعوذاتهم بعد اقل من عام واحد على تسلمهم حكم مصر ليأتي العسكر بكل بساطة ليستلم الحكم ويسرق جهود الشعب مرة أخرة والسبب في كلتا الحالتين هو فقدان الجماهير الشعبية للقيادات والكوادر السياسية الوطنية الكفوءة لريادة الامة وتوجيه دفة مسار الثورة نحو برّ الامان والشاطيء السليم,, ولتنشيط الذاكرة عن ثورتي الشعب المصري نذكر الآتي : 25 كاون ثاني/ يناير 2011 : انطلاق التظاهرات المناهظة للنظام وبدأ الاعتصامات لاسيما في ساحة التحرير بالقاهرة.                                                                               

ساعات الحسم الصعبة في مصر عام 2013


1- شباط / فبراير: اكثر من مليون متظاهر في البلاد وحشد هائل في ميدان التحرير بالقاهرة. مبارك يعلن انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية في ايلول/ سبتمبر 2011 والمتظاهرون يطالبون برحيله على الفور.
ساعات الحسم الصعبة في مصر عام 2013

11- شباط / فبراير 2011 : وبعد 18 عشر يوما من المواجهات اوقعت اعمال العنف خلالها حوالى 850 قتيل, مبارك يستقيل ويسلم سلطاته الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي, والجيش يعد “بانتقال سلمي” الى “سلطة مدنية منتخبة” ثم يعلق الدستور ويحل البرلمان.
19 مارت / آذار- استفتاء على مراجعة الدستور الذي نال موافقة 77,2 بالمئة من الناخبين.
13 نسيان / أبريل 2011: مبارك يوضع في الحبس الاحتياطي في مستشفى في شرم الشيخ في سيناء وحل الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم.
حزيران – نوفمبر 2011 من نفس العام تستمر المواجهات والمظاهرات والمصادمات دفع فيها المصريون غاليا من أجل انهاء الحكم العسكري. وفي نهاية نوفمبر هذا وبعد انتخابات تشريعية شابتها خروقات كثيرة يفوز فيها الاسلاميون بالغالبية.
23 – 24 أيار و16-17 حزيران من نفس العام جرت فيها انتخابات رئاسية غير متكافئة يفوز فيها مرشح الاخوان ( محمد مرسي) بكرسي الرئاسة المصرية ويؤدي اليمين الدستورية في 30 حزيران نفسه ليكون اول رئيس مدني منتخب لمصر منذ سقوط العهد الملكي عام 1952.
لم يمهل الشعب المصري الاخوان في حكمهم هذا الذي جاء بالصدفة ودون ارادة غالبية الشعب فخرج منذ حينه بتظاهرات حاشدة ضد الرئيس الجديد, جرت المظاهرات في القاهرة وفي عدة مدن اخرى مرددين هتافات “الشعب يريد اسقاط النظام” وهو نفس الشعار الذي اطلقته الجماهير واسقط حكم مبارك في عام سابق.
وفي 3 – تموز/يوليو من عام 2013: الجيش المصري يطيح مرسي ويستبدله برئيس المحكمة الدستورية لحين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويقرر تعليق العمل بالدستور حسبما اعلنه رئس اركان الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
4 تموز/يوليو 2013: ادى المستشار عدلي منصور ( رئيس المحكمة الدستورية ) اليمين الدستورية كرئيس انتقالي لمصر الى حين تنظيم انتخابات رئاسية، في مبنى المحكمة الدستورية العليا في ضاحية المعادي، جنوب القاهرة.
د. أحمد رامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here