وماذا ينفع إعتذار العامري بعد خراب البصرة !

ساهر عريبي

[email protected]

فاجأ الحاج هادي العامري أمين عام منظمة بدر, الشعب العراقي في خطابه الذي ألقاها في الحفل الذي أقيم ببغداد إحتفاءا بالمرجع الشهيد محمد محمد صادق الصدر. إذ أعلن إعتذاره للشعب العراقي مطالبا بالمسامحة ومعترفا بفشل الطبقة السياسية الحاكمة في تلبية مطالب الجماهير التي كانت ”تتوقع الكثير“ من القوى الحاكمة لكن ظنها خاب بعد مرور 15 على اسقاط النظام السابق.

تأتي تصريحات العامري بعد موجة التظاهرات التي عصفت بعدة محافظات جنوبية وخاصة البصرة الفيحاء إحتجاجا على تردي الخدمات وخاصة انقطاع الكهرباء وتفشي البطالة و الفساد في البلاد التي لاتقل موازنتها عن 100 مليار دولار يذهب معظمها الى جيوب الطبقة الحاكمه. إلا انه وبالرغم من أن هذا الإعتراف بالفشل يعكس شجاعة الحاج العامري إلا أنه غير كافٍ فخطاب من خمس دقائق لن يمحو آثار 15 عاما من الفساد والفشل ولابد من ان تستتبعه خطوات اخرى . فإن حجم الدمار الذي ألحقته هذا الطبقة السياسية بالبلد طول السنوات الماضية لايعالج بكلمة اعتذار او بخطبة رنّانه بل يستلزم إتخاذ إجراءات حقيقية تعيد الأمور الى نصابها وأهمها:

أولا: إن المطلوب من العامري باعتباره أمينا عاما لمنظمة بدر أن يطالب بفتح تحقيقات في ملفات وأداء الوزارات التي تولتها منظمة بدر خلال السنوات الماضية, ومنها وزارة النقل التي اشرف عليها العامري ووقع خلالها على عقود بمليارات الدولارات لشراء طائرات نقل او قطارات أو إحالة مشاريع مثل مشروع ميناء الفاو الكبير وإدارة المنافذ الحدودية وغيرها. بالإضافة الى فتح ملفات وزراء سابقين هم كل من رياض غريب الذي تولى وزارة البلديات ومحمد الغبان الذي تولى الداخلية والوزير حسن الراشد الذي تولى وزارة الإتصالات ووزراء ومسؤولين آخرين من بدر تولوا مناصب في الدولة العراقية.

ثانيا: لقد أثار رئيس الوزراء حيدر العبادي شكوكا حول فساد في هيئة الحشد الشعبي واتهمها بستخدام رواتب المقاتلين لتمويل الحملات الإنتخابية فهل سيفتح العامري تحقيقا بذلك؟

ثالثا: إن العامري مطالب بالكشف عن ممتلكاته مقارنة بما كان يملكه أيام المعارضة.

رابعا: وبعد اعترافه بالفشل الذي سبقه فيه حليفه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, فهل سيتمر تحالفهما لتشكيل حكومة الفاشلين؟

أخيرا إن الحاج العامري مطالب باعتزال العمل السياسي بعد هذا الاعتراف وبعد ان استوفى فرصته في الحكم لكنه فشل, ومن الأفضل له دنيا وآخرة أن يتفرغ للعمل العسكري وخدمة العراق بعيدا عن اجواء السياسة.

وبغير ذلك فإن اعتراف العامري لن ينفع بعد خراب البصرة!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here