المرجع الخالصي يدعو إلى اطلاق سراح جميع المعتقلين من المحتجين، واجراء تحقيق محايد منصف مع الذين اساء اليهم.

الاحتجاجات الشعبية تنذر بعواقب وخيمة جداً ما لم تتلق المعالجات الحكيمة

حذر المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، من عواقب الاحتجاجات الشعبية التي تنذر بعواقب وخيمة جداً ما لم تتلق المعالجات الحكيمة، فيما اعتبر ان من الطيش ان يقابل المتظاهرون بالإجراءات البوليسية الملتوية وبالاعتقالات، فيما دعا إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين من المحتجين، وإجراء تحقيق محايد منصف مع الذين قابلوا المظاهرات بممارسة العنف الذي أدى إلى إصابات جراحات واستشهاد البعض بالرصاص الحي، فيما أكد سماحته على انه وجميع طبقات الأمة مع مطالب المحتجين المشروعة حتى تحقيقها.

وقال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 7 ذو القعدة الحرام 1439هـ الموافق لـ 20 تموز 2018م، ان احتجاجات الجماهير المحقة ومظاهراتها التي تعم البلاد منذ أيام على سوء الاوضاع المعيشية وانعدام الخدمات ومستلزمات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء والماء والكهرباء وفرص العمل والتعليم بسبب الفساد المستشري في الاجهزة الرسمية، والسطو على المال العام، وتزوير الانتخابات بلا مساءلة رادعة، مما ينذر بعواقب وخيمة جداً ما لم تتلق المعالجة الحكيمة وبالمستوى المطلوب من القائمين على الأمور، وقد بلغ السيل الزبى بعد اليأس من نتيجة الانتخابات التي زورت فيها إرادة الشعب على اوسع نطاق واعقبتها جريمة حرق صناديق الاقتراع لطمس آثار الجريمة، فانطلقت الجماهير في ثورة تعبر فيها عن استيائها وتطالب بحقوقها المسلوبة بعد ان سدت في وجهها جميع الأبواب للتعبير عن محنتها الظالمة، فمن الطيش ان تقابل بالإجراءات البوليسية الملتوية لتبرير العنف والقمع والاعتقالات ضدهم، بدل الإصغاء لمطالبها المشروعة، والمسارعة إلى تلبيتها قدر الإمكان وفتح آفاق الأمل أمامها.

وإزاء الاحتقان المنذر بالانفجار الكبير يجب المبادرة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين من المحتجين الذين لم تثبت مشاركتهم في عمل غير قانوني، كما يجب اجراء تحقيق محايد منصف مع الذين قابلوا الاحتجاجات بممارسة العنف الذي أدى إلى إصابات وجراحات واستشهاد البعض بالرصاص الحي، وتقديم من تثبت ادانته للعقوبة التي يستحقها.

ونؤكد لجماهيرنا المنتفضة الغاضبة اننا وجميع طبقات الأمة مع مطالبهم المشروعة حتى تحقيقها بالحق والعدل بإذن الله، ونوصي بالاحتجاجات السلمية ما امكن كما فعلوا حتى الآن، (وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (يونس:82)، (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:42)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).

واعلموا (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) (النحل:128)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here