مظاهرات العراق.. المتظاهرون يُصرون على مطالبهم وسط استجابة حكومية خجولة

تظاهر آلاف العراقيين، أمس الجمعة، في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، مطالبين بتوفير الخدمات العامة وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين، حيث تشهد محافظات عراقية، للأسبوع الثاني على التوالي، مظاهرات غاضبة، تخللتها أعمال عنف، أوقعت قتلى وجرحى.

وأفاد مصدر طبي بأن “المتظاهر الذي قتل كان يبلغ من العمر نحو 20 عاماً، وتوفي بعد إصابته بالرصاص في مدينة الديوانية عندما تجمع مئات الأشخاص خارج مقر منظمة بدر”.

واندلعت الاحتجاجات في محافظة البصرة في 8 يوليو/تموز الجاري للمطالبة بتوفير الوظائف والخدمات الأساسية، فيما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل شخص واحد.

من جهتها نددت الحكومة العراقية بما أسمتهم بـ”المخربين” الذين تتهمهم بالتسلل إلى داخل الاحتجاجات، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت السلطات إن أكثر من 260 من أفراد الأمن أصيبوا بجروح في اشتباكات.

وبينما استمر أهالي محافظات جنوب العراق بالتظاهر ضد “الفساد والبطالة وارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه النقية”، احتشد المتظاهرون أيضاً في العاصمة بغداد يوم أمس الجمعة.

وقال يحيى حسناوي “50 عاماً”، وهو واحد من آلاف المتظاهرين في بغداد: “اعتقدنا أن هؤلاء السياسيين سيحسنون الوضع في البلاد، لكنهم لم يفعلوا شيئاً.”

وواجه المتظاهرون الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بينما كانوا يتجهون نحو المنطقة الخضراء المحصنة، وهي منطقة أمنية مشددة في بغداد حيث مقر الحكومة.

من جهته قال مرتضى محمد البالغ من العمر “19 عاماً” في ميدان التحرير ببغداد: “لا نملك كهرباء ولا عمل، كما أن المياه عادة ما تنقطع لساعات، والأمر ذاته ينطبق على الإنترنت”.

وحُجبت مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع تقريباً، وانقطع الإنترنت لمدة يومين، فيما قالت السلطات إن “الانقطاع كان نتيجة أعمال الصيانة”.

ونظمت الاحتجاجات في جميع أنحاء الجنوب يوم الجمعة، وتم إحراق عدد من مكاتب الأحزاب والمباني العامة.

وفي البصرة الغنية بالنفط، هتف الناس بشعارات ضد السلطات مع تجمع الآلاف سلمياً خارج مقر الحكومة المحلية.

وتظاهر مئات الأشخاص في الناصرية على بعد 160 كيلومتراً شمال غربي البصرة وهم يهتفون بـ”لا للفساد”، ويرددون شعارات مناهضة للفساد.

كما أحاط المتظاهرون بمنزل محافظ ذي قار في مدينة الناصرية، حيث ردت قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع.

ودعا المتظاهرون إلى إقالة وزير الكهرباء، حيث لا تحظى غالبية المناطق العراقية سوى بساعات قليلة من الكهرباء وسط درجات حرارة مرتفعة تصل أحياناً إلى50 درجة مئوية.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة أعلنت الكويت أنها ستوفر 30 ألف متر مكعب من الديزل لتعزيز إمدادات الكهرباء في العراق، وهي الأولى في سلسلة من عمليات التسليم المتوقعة خلال الأيام المقبلة.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here