وقفة صراحة : الاعتراف بالتقصير وحده لم يعد كافيا

بقلم مهدي قاسم

مع أن ثمة نقطة إيجابية تُسجل لصالح رئيس فيلق ” بدر ” هادي العامري ، مقابل اعترافه ما سماه ب” التقصير ” و اعتذاره للشعب العراقي بسبب ما عاناه من ضروب عيش صعبة ومؤلمة و حرمان وعوز وفقر شديد على أيدي الطغمة الفاسدة والفاشلة في المنطقة الخضراء ..

غير أن هذا الاعتراف المتأخر و الخجول لم يعد كافيا ، ما لم تجر بموازاة ذلك عملية تنظيف كاملة و شاملة لأجهزة ودوائر الدولة و الحكومة و مقاعد مجلس النواب والبلديات من جراثيم وبكتريا الفساد والفاسدين ومن المسؤولين الفاشلين الذين القسم الأكبر منهم لا زالوا باقين في مواقعهم منذ سنوات طويلة ، بينما القسم الباقي لا يجري فيه غير تغيير وجوه طارئة تأتي فارغة الجيب ومن ثم تخرج مليئة الجيوب فسادا و نهبا ، وفرهدة وفوق ذلك برواتب تقاعد خيالية ..

مع ان بعضا منهم لم يخدم في حياته أكثر من بضع سنوات فقط ولا زال شابا يافعا وهو متقاعد !! ..

حيث يشبه وضع هؤلاء الساسة الفاسدين ممن يعترفون بالتقصير و الفشل وضع مجرم يعترف بجرمه و يعتذر ، ولكنه في نفس الوقت لا زال يواصل أعماله الإجرامية ملحقا ضررا و تخريبا بالبلاد والعباد .

نقول ذلك لأن نوي ” سبايكر ” المالكي قد اعترف هو الآخر بالفشل وبمظاهر الفساد و كذلك بهاء الأعرجي و عمار الحكيم وأياد علاوي وصالح المطلك و غيرهم ، إلا أن هذا الاعتراف بالتقصير و الفشل لم يمنعهم من البقاء على الكراسي المخملية بالمناكب و الأنياب واللهاث خلف المناصب و الامتيازات ، ومن خلال ذلك تكريس مظاهر الفساد و عمليات النهب والفقر والتخلف و الانهيار المتواصل في البنى التحتية والفوقية منذ السنوات الخمس العشرة الماضية و حتى الآن ..

غير أنه لكي يكون الاعتراف الحقيقي بالتقصير” والفشل والفساد صادقا وحقيقيا ومفيدا، ينبغي على السياسي الفاشل أن ينزوي جانبا ، و على السياسي أو المسؤول الفاسد أن يُقدم إلى القضاء و أن تجري خطوات وإجراءات حثيثة وفعلية جدية لاسترجاع مئات مليارات دولارات مسروقة من المال العام ، و أن يُفسح المجال قبل أي شيء آخر لتبؤ نزهين وطنيين شرفاء من مهنيين و أصحاب اختصاصات مواقع المسئولية وصناعة القرار السياسي نحو التغيير الجذري و الشامل في البلد و بنتائج ملموسة ومثمرة على كل صعيد و ناحية ، يشعر بها المواطن بعد بضعة أشهر أو سنين ، سواء بالنسبة للعيش الكريم أو الخدمات اليومية الضرورية و المتواصلة و دون أية شحة أو انقطاع ..

هكذا بكل بساطة و سهولة ! ..

ما عدا ذلك ما هو سوى لعبة خديعة و تضليل و ضحكا على الذقون ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here