أي والله كلامك صحيح يا حسين سلامي !

بقلم مهدي قاسم

بدءا كم كنتُ اتمنى لو تعلّم بعض من ساسة إسلاميين شيعة عراقيين شيئا من الروح الوطنية للإسلاميين الإيرانيين الحاكمين في طهران من حيث توظيفهم أمور الدين و المذهب لصالح خدمة الأهداف السياسية و المصالح القومية العليا لإيران ..

في هذا السياق لعل بعض السادة القراء قد يتذكرون بعض من سطور مقالاتي حيث أشرتُ من خلالها إلى حقيقة كون الإيرانيين يتمتعون بحس قومي ” فارسي ” عال و كبير جدا ، بحيث يُطغى عندهم هذا الحس ” الفارسي ” على ما عداه بما فيه على حسهم الديني و المذهبي أيضا .

وهوم الأمر الذي كان يعني ولا زال ، حقيقة إخلاصهم لهذا العنصر ووضع كل إمكانياتهم ومشاعرهم وتعاطفهم الفريد من أجل خدمة مصالح إيران و الإخلاص الفريد لها في أي مكان وزمان ..

بل نستطيع القول أن هذا الإخلاص والعمل وتحقيق مصالح إيران العليا و رسوخ الانتماء القومي أكثر فأكثر قد تحقق بعد وصول رجال الدين إلى السلطة ، عبر ما يسمى ” بالثورة الإسلامية ” حيث جرى العمل حثيثا و مديدا وواسعا من أجل نشر و مد النفوذ الإيراني نحو بلدان قريبة و بعيدة ، من خلال الاستعانة ببعض شيعة ــ أفرادا و أحزابا و تنظيمات ــ في تلك البلدان إلى أن تمكنت إيران من شبه هيمنة كاملة على تلك البلدان ومن ضمنها العراق حاليا ..

ولكن لا يظنن البعض أني أحاول إدانة النظام الإيراني من خلال هذه السطور..

لا أبدا ! ..

و ذلك لاعتقادي بأن جوهر السياسة الذكية والداهية هو تحقيق مصالح و ليس إثارة تعاطف ديني أو مذهبي..

أنما يمكن اعتبار هذه السطور بمثابة إشادة لهم لكونهم ـــ أي الإيرانيين الإسلاميين و حتى العلمانيين منهم ) كم هم مخلصون لقوميتهم و كم حريصون على التحقيق مصالح إيران القومية العليا ولو من تحت عباءة أو مشاجب المذهب و استغلال ذلك بشطارة ومهارة و دهاء سياسي كبير ..

و المثير في هذا الأمر أن ساسة ومسؤولين إيرانيين لا يخفون هذه الحقيقة بل و يؤكدونها عبر تصريحاتهم و أحاديثهم بين حين و آخر ــ وفوق ذلك بافتخار و تبجح ـــ كيف أنهم يعتبرون العراق مثلا عمقهم الاستراتيجي أو جزء من إمبراطوريتهم الحالية ، و كيف أنهم دفعوا الأعداء بعيدا عن الحدود* ليؤكدوا أخيرا كم أضحت إيران بلدا آمنا و مستقرا الآن ، بفضل هذه السياسة التوظيفية للدين والمذهب أو استغلالا سياسيا لهما ..

و بما أن السياسة في جوهرها تحقيق مصالح ، قبل أي شيء آخر ، و بغض النظر عن الوسائل القذرة المستخدمة في ذلك ، فهذا بالضبط ما فعله و يفعله النظام الإيراني أسوة بأي نظام سياسي آخر في العالم ..

طبعا مع فارق واحد وكبير إلا وهو :

ــ أن النظام الإيراني يضحي بملايين من شيعة في العالم مع تسبب المعاناة لملايين آخرين من أجل تحقيق هذه المصالح و بسط النفوذ السياسي و الأمني و الاقتصادي في هذه البلد أو ذاك .

وهي وسيلة سياسية قذرة حقا ..

سيما التضحية المجانية بهذا العدد الكبير من شيعة العراق الفقراء لأجل تحقيق هذه الغاية أو المصالح و بهدف ضمان الأمن القومي ..

و الذي سيُعتبر كلامي هذا مبالغا فيه أو متحاملا فليتفضل بقراءة تصريح نائب القائد العام لحرس الثورة الإيراني حسين سلامي ليعرف كم أنا محق و صائب بما ذهبت إليه بين تصورات و استنتاجات :

(ايران: حزب هدم أحلام اسرائيل من العراق إلى مصر

أكد نائب القائد العام لحرس الثورة الايراني حسين سلامي، اليوم السبت، أن قوة دولية تشكلت للقضاء على “الاستكبار العالمي”، مبينا أن “حزب الله حال دون تحقيق حلم الصهاينة من النيل الى الفرات”.

وقال سلامي في كلمةٍ له خلال مراسم تقديم القائد الجديد للحرس في محافظة سيستان وبلوجستان “إننا في جميع الألعاب العالمية، نقوم بالدفاع في البداية، إلا أننا ننقل الكرة بسرعة إلى مرمى الأعداء في النصف الثاني”.

وأوضح انه “في البداية قمنا بالدفاع، إلا أننا تمكنا بسرعة من إبعاد تركيز العدو على البلاد، وأصبحت ​ايران​ آمنة ومضت في مسار الاستقرار والتقدم والخلود”، مشيرأ إلى أنه لا يوجد سلاح لا يمكن انتاجه داخل البلاد بأفضل جودة حسب المعايير العالمية.

وتابع سلامي “لقد انهارت كل أحلام الاعداء، فالصهاينة كانوا يريدون الهيمنة من المتوسط وحتى الفرات، إلا أن حزب الله هدم كل أحلامهم هناك”.

وأشار إلى أنهم “كانوا يريدون الهيمنة على ​سوريا​ باسم الإسلام، لكن الصهاينة اليوم يتلقون قرب حدودهم بآذانهم وليس عبر اللاسلكي مختلف اللهجات الايرانية والافغانية والعراقية واللبنانية والباكستانية، أي أن قوة دولية تشكلت للقضاء على الاستكبار العالمي ــ نقر عن صحيفة عن صوت العراق ”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here