هل فعلا رفض متظاهرو التحرير مشاركة الحزب الشيوعي؟

قبل الإجابة على هذا السؤال الغريب، الذي تم تداوله مؤخراً، لا بد من التأكيد على بديهية تشير الى إن الحزب الشيوعي العراقي، الذي قدم الاف الشهداء، طيلة عقود تسعة من تاريخ مشرف، وشارك في كل انتفاضات ومعارك الشعب العراقي، وقاد أغلبها، وترك بصماته على كل منحى من مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في البلاد، لا يمكن أبداً اختصاره بفرد واحد أو عدة أفراد، رفض البعض مشاركتهم بالمظاهرات، لإعتقادهم بإنهم ساهموا في شق وحدة متظاهري التحرير في المرحلة السابقة وبعثرة جهودهم، وفي شق وحدة القوى المدنية وعرقلة تعاونها من اجل انشاء قائمة مدنية موحدة، وأخيراً في تسخير المظاهرات من اجل مصالح فردية وحرفها عن هدفها. ومن هنا تبدو الإشارة الى أن المتظاهرين الذين انتفضوا بشكل عفوي، زاهدون بمشاركة الحزب الشيوعي العراقي كله في مظاهراتهم، اشارة غير دقيقة!
ولعل من أبرز الأدلة على ذلك، مشاركة الاف الشيوعيين في التظاهرات وفي مختلف المحافظات ومنها بغداد، وتعرض البعض منهم لإصابات وجروح ولأوامر الإعتقال التعسفية. فالشيوعيون العراقيون لا يساندون ولا يدعمون التظاهرات فحسب، بل ويشاركون فيها بكل قوة، إنهم في وسط الجمهور المنتفض داخل الوطن، فيما تساند منظمات الحزب في الخارج المتظاهرين وتساهم في ايصال صوتهم الى دول العالم والمنظمات الدولية. كما إن من الإجحاف تحميل لافتة صغيرة، حملها متظاهر واحد ضمن المئات، أكثر مما تحتمل، رغم إحترامي لأي رأي فردي ودفاعي عن حق صاحبه في عرضه، حاله حال كل المتظاهرين العفويين.
لقد بات معروفاً للجميع بأن الشيوعيين العراقيين لا ينكرون دور اي طرف او اي فرد في هذه التظاهرات ولا يستغنون عن دور اي طرف ولا يريدون الاستئثار بأي دور، بل هم ينشدون مشاركة كل القوى الرافضة للفساد والمحاصصة، وان يتم تعاون الجميع من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، لاسيما والحاجة ماسة اليوم لدور جميع المخلصين النزيهين لرسم مسيرة جديدة للبلاد، مسيرة لن تنجح الا بصراع مرير مع المتنفذين الذين لا يتورعون عن استخدام اقسى وانذل الطرق في الصراع، والذين لن يتنازلوا دون أن يستنفذوا أخر إطلاقاتهم! ولهذا فكلما كبرت قائمة ضحايا الحرية والعيش الكريم ازداد شباب الانتقاضة عزما على اسقاط الفاسدين وتحقيق اهدافهم النبيلة.
سيبقى الشيوعيون مع كل القوى المخلصة في قلب نشاطات وتظاهرات أبناء الشعب من اجل العدالة الاجتماعية والتقدم والرقي ولن يترددوا في خوض النضال مهما كان صعبا لتحقيق بناء الدولة المدنية الديمقراطية ومهما كانت اساليب القمع والترهيب، وستبقى جماهير العراق السور المنيع لهذا الحزب المناضل.
النصر لإنتفاضة تموز والمجد لشهداء الشعب في تظاهراته والسلام لكل المتظاهرين والادانة الكاملة لكل اشكال العنف الذي تمارسه حكومة العبادي والميليشيات المنفلتة.
قضية شعبنا ستنتصر لا محالةوسيلقى الفاسدون والقتلة والجلادون جزائهم العادل عما اقترفت ايديهم.
كفاح محمد الذهبي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here