الشعب يريد إسقاط النظام ؟ 3

قد عاشت بعض الشعوب في ظل أصعب مما عشنها ، لكنها نهضت من تحت ركام الحروب التي تحملت أعبائها ، بعد إن ثار الشعب على واقعها وغيرت وإصلاحه حالها لتكون في أفضل حال.
لماذا نتظاهر والجواب بسيط لان حالنا لا يسر ، نتظاهر لنحرق أو نقتل أو نقتل ، كذلك الجواب لا نريد البناء الأعمار الخدمات ، كيف الطريق إلى ذلك بحمل السلاح والفكر أو احدهما أو كلاهما ، ومن المنطق كلاهما مع قيادة شعبية حكيمة وهنا بيت القصيد .
ما يجب إن يفهم الجميع إن الطريق نحو بر الأمن والأعمار بحاجة إلى سياسية حكيمة، وتغير الأسماء أو العناوين الحالية لن يحل عقدة مشاكلنا ، لأننا مشاكلنا بحاجة إلى حلول جذرية شاملة من تحت الصفر صعودا وليس نزولا كما هو الذي يجرى اليوم من قبل حكام ، 2018 مجرد حلول فاشلة ،ولا توجد لديهم خطط أو مشاريع أو خطوات حقيقة مدروسة تغير حالة البلد ، والدلائل كثيرة على ذلك .
مشكلة اغلب تظاهراتنا سابقا وحديثا لا توجد بيه قيادات جماهيرية من كل فئات المجتمع بل منحصرة على مجموعة ما أو تيارات محدودة ، وشعبيتها إعداد بسيطة جدا ، وهناك من تظاهر وبعداد غفير كانت ورائها حسابات معينة وليست وطنية بحتة ، لنجد إن اغلب هذا التظاهرات لم تحقق شي يذكر ، غير القتل والتخريب ، وحتى تظاهرات اليوم مصيره نفس السابقة ، ولسبب بسيط عدم وجود قيادة شعبية لهذه التظاهرات .
معظم التظاهرات تكون في بعض المناطق دون الأخرى ، وهذا سبب أساسي في عدم نجاهها وسهول السيطرة أو القضاء عليها، وعدم التنسيق بين المتظاهرين على الوقت والمكان ، وحتى المطالبات فريق يدعي لتوفير الأمن والخدمات ، وآخرون لتغير مسؤول معين أو وزير ، بينما فريق يريد تغير الأحزاب ، وقلة قليلة تريد تغير النظام .
انخفاض نسبة المشاركة في التظاهر تقف ورائها عدة أسباب لعل في مقدمتها عدم قناعته الكثيرين في أصل موضوع التظاهر ولأسباب عديدة ، ومنها لا يؤمن بأنها ستحقق المطلوب،وعزوف البعض بحجة بأنها مسيسه من قبل جهات معينة ولإغراض معينة ،وهناك فئات عديدة تؤيد الحاكمين ومعارضة بشدة لمن يتظاهر عليهم أو يحاول إقصاءهم من سدة الحكم .
لتكون التظاهرات شاملة ومؤثرة وبمشاركة كل فئات المجتمع ،وإعداد مليونية، لو شملت كل المناطق البلد ستكون لها مردودات كبيره ، وقوة تفرض نفسها على الحاكمين ،ومهما اختلفت التوجهات والآراء، تكون لدينا قيادة شعبية من المفكرين والمثقفين ورجال الدين والعشائر والوجهاء الوطنيين ، من كل محافظة قيادة فرعية ينشا عنها قيادة مركزية ، تدير التظاهر وتشرف عليها وتنسق فيما بينها وتتفاوض مع الحاكمين، لتكون مطالبنا موحدة بتغير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي ، وإبعاد كل الأحزاب ( شلع قلع للجميع ) ، ليكون خيار الحاكمين( الأحزاب ) إمام ترك الساحة للآخرين ، أو مواجهة المد الجماهيري المطلب بالتغيير والإصلاح الشامل ،لكن الخيار الأول لن يكون مهمة سهلة بل صعبة للغاية ، تحتاج قيادة قوية وحكمية من عموم الشعب تفرض على الأحزاب الأمر الواقع وهو حكمكم قد انتهى ونحن مستعدون لكل احتمالات ، وان وصلت الأمور إلى المواجهة المسلحة معكم .
وهذا يتطلب أهم أمر الحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها من التعرض من مخاطر السرقة أو الحرق ، وعدم التعدي على قواتنا الأمنية بل علينا دعمها ومساندتها والتعاون معها ، وهنا يأتي دور القيادة للجماهير في كيفية التعامل مع هذا الوضع الحساس والمعقد في إدارة المهمة الوطنية .
هي دعوة لكل الشرفاء والوطنيين من مختلف فئات المجتمع للمشاركة الفعالة في تشكيل هذه الجبهة الشعبية الوطنية الشاملة لكل العراقيين لإنقاذ البلد وأهلة من السقوط والانهيار .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here