اموال التجار العراقيين بالخارج قادرة على اعمار البلد

نعيم الهاشمي الخفاجي

عندما نشأنا بفترة شبابنا في سبعينيات القرن الماضي كان التجار في محافظاتنا الجنوبية معروفين، اموالهم كان يستثمروها في مجالات التجارة والصناعة رغم مضايقات النظام البعثي الطائفي والعنصري، حيث تم استهداف تجار شيعة، على سبيل المثال في غرفة تجارة بغداد ﻷسباب طائفيةتم استهداف التجار الشيعة بحيث صودرت اموالهم وهجروا الى ايران بحجة انهم فرس مجوس والحقيقة هؤلاء هجروا بسبب اموالهم، رغم مضايقات النظام السابق لكن تجار الجنوب افتتحوا مشاريع لازالت منتجة الى يومنا هذا على سبيل المثال احد ابناء عمومتنا احد مناضلي اليسار بالعراق وهو الاستاذ سالم كاظم عطار الخشيمي الخفاجي افتتح معمل لصناعة الطابوق في قضاء الحي عام 1970 ولازال ليومنا هذا يعمل واشتغل في هذا المعمل آلاف العمال من اهالي قضاء الحي والعمارة والناصرية، ايضا بعض اﻹخوة في قضاء الحي اقاموا معامل لصناعة البلوك والكاشي ولازالت معاملهم تعمل ليومنا هذا رغم تجاوزها الاربعين عام، ايضا تم عمل حقول لتربية الدجاج ولازالت تنتج ليومنا هذا، بينما حكومة البعث اقامت العديد من المشاريع الزراعية والصناعية كان نتيجتها الفشل، تم عمل تعاوينيات زراعية بزمن المقبور البكر وبفترة حكم الجرذ الهالك تم تطبيق النموذج الاشتراكي في العمل النتيجة بنهاية عام 1981 استهلكت كل الماكنات والساحبات الزراعية وتم بيعها خردة، بينما دول اوروبا الغربية المعادية لفكر السوفيت الاشتراكي استفادت من الفكر الاشتراكي في تطبيق قوانين الرعاية الاجتماعية والصحية ودعمت القطاع الخاص وفرضت 40% ضرائب على الارباح وضمنت مصدر للدخل القومي لبلدان اوروبا الغربية، نظام البعث استهدف التجار الشيعة ﻷسباب طائفية اﻷخ الكاتب علي الناصر سيف الله علي كان اهله تجار في الكوت النظام عمل على غلق وكالاتهم في الاستيراد ﻷسباب طائفية قذرة والرجل كان ممثل اضطر لترك العراق عام 1970 والعيش في الدنمارك، بعد سقوط نظام البعث انتعش سوق التجارة بالعراق لكن بسبب اﻹرهاب والوضع الامني المتردي الكثير من التجار العراقيين اقاموا في عمان وانقرة والكويت ودبي وابلغني الصديق الاستاذ ابو احمد السلطاني استاذ متخصص بعلوم الفزياء ان التجار العراقيين احتلوا المرتبة الاولى في شراء العقار في عمان وانقرة والقاهرة، تجار العراق هيمنوا على سوق شراء العقارات في الاردن وتركيا ومصر، والذي يهيمن على سوق العقارات يعني لديهم رؤس اموال تصل لعشرات مليارات الدولارات، الاحزاب الحاكمة ايضا اصبح لديهم تجار يملكون مليارات الدولارات احد منتسبي حزب الدعوة ومقرب من نوري المالكي من اهالي الناصرية اشترى مول تجاري في بيروت الغربية، كان يفترض في هذا الاخ التاجر المحروك قلبه على العراق يستثمر امواله في مدينته الناصرية في اقامة مول تجاري او معامل بكلفة اقل وايادي عاملة رخيصة وبنفس الوقت يتم تشغيل العاطلين عن العمل، يفترض بالدولة تشجيع ودعم القطاع الخاص في المحافظات الوسطى والجنوبية وصرف الاموال لا من خلال تعين آلاف الموظفين الزائدين عن الحاجة، الانظمة الاوروبية الغربية مثل الدنمارك توجد مكاتب عمل تدعم العاطلين عن العمل من مهندسين وفنيين واشخاص عاديين من خلال تدريبهم في مراكز خاصة وتعليمهم طرق التجارة مثل فتح محلات تجارية او شركات تصدير واستيراد او اقامة مصانع انتاجية صغيرة من خلال اعطائهم قروض مقابل ارباح ويوجد مشرفين يقدمون النصائح لمن يرغب بفتح مشروع معين الى ان يسلموه الى دائرة الضرائب التي تدقق سجلات الارباح لأخذ الضريبة المفروضة على الارباح لرفد الدخل القومي والمساهمة في رفاهية وتقدم المجتمع، على الحكومة في بغداد التفكير بشكل جدي في تخصيص اموال لدعم وتشجيع خريجي الجامعات لفتح مشاريع صناعية وزراعية وتجارية وصحية افضل من تعينهم كموظفين زيادة عن ملاك الدوائر لنستفيد من تجارب دول اوروبا الغربية، البترودولار للمحافظات الجنوبية الاربعة المنتجة للبترول قادر على دعم الاف المشاريع الانتاجية وكفيل على القضاء على الفقر والبطالة، المزارات الدينية المنتشرة في محافظاتنا لو اتخذ الوقف الشيعي او العتبه العلوية او الحسينية او العباسية او الكاظمية في انشاء مشاريع على غرار مؤسسة الامام الرضا ع في اقامة مصانع ومعامل تعمل في اموال الامام الرضا ع وتوجد ادارة تشرف على الارباح

ووضع خطط ﻹنشاء معامل انتاجية جديدة، مجالات كثيرة يمكن دعمها بالعراق وغير مكلفة وتجلب ارباح للدولة والشعب اكثر من واردات البترول، لننظر لتجربة دولة الامارات العربية كل امارة لديها حكومة خاصة تدعم المجالات الانتاجية لكن مشكلتنا بالعراق ساستنا عبر التاريخ خائفون على وحدة العراق وتسببوا بقتل هذا الشعب بسبب خناثتهم وجبنهم بحيث وفروا حماية لقتلة الشعب من الذباحين بحجة الخوف على وحدة العراق، لدينا جماهير تحتاج قائد يوجهها وهذه الجماهير كفيلة وقادرة على سحق رؤوس قتلة الشعب من حثالات فلول البعث الاراذل اﻷنجاس مع تحيات نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here