رسالة شكوى الى سيدي رسول الله (ص)

شاكر حمود
كُان اجدادنا قَوْمًا اهل جاهلية ، َيَأْتِون الْفَوَاحِشَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنّهم الضَّعِيفَ ، وَكُانوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَك اللَّهُ تَعَالَى فيهم رَسُولا مِنَّهم ، فكنت رحمه وامن وامان، وكيف لا وانت سيد الأخلاق وكيف لا وكنت قاب قوسين او ادنى ، سمح سخي سيد العرب لين الجانب مقدام وكنت أسوة حسنة في التواضع ،َفعْبُدَوا االله دون سواه ، وتعلموا الامانة وصدقوا الحديث ،وَأَقاموا ِالصَّلاةِ وادوا َالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ والحج من استطاع اليه سبيلا ، ومرت الايام والسنين على هذا الحال حتى جاء من يريد بغير ذلك لِيَرُتد عن ديننا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ فعاث في الارض فسادا وعاش مجونا وتنكر للاسْلامِ فَعَذَّبُ قَوْمُنَا وَفَتَنُهم واذلهم
قال تعالى: )  ادْعُ إِلَى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ  أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (
ركب الحسين عليه السلام فرسه، رفض الظلم، لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرج لطلب الاصلاح في امة جده، ثورة الإمام الحسين ثورة ضد الظلم والفساد والاستبداد والزور والذل
إحتضن الحسين وآل البيت الموت في كربلاء، فعاشوراء في ضمير الأمة الى الأبد،وكانت دمائهم ثمنا للقيم الانسانية التي جاء بها الاسلام
قتل الحسين وعاشت ثورته على مدى كل العصور ،قتل ابن الطهر البتول وبضعة الرسول،وصنع به ماصنع،فكان الخزي والعار نصيب من قتله
قتل الحسين وظل العاشر من محرم من كل عام ذكرى انتصار الدم على السيف ، نبراساً لكل الأحرار الرافضين للطغيان
القصه معروفه للجميع ،قرون مرت على تلك الفجيعة المأساوية وما شهدته من قتل وسبي وتعذيب على أهل بيت النبوة ونحن نبكي الحسين وننوح ياليتنا كنا معكم فتفوز فوزا عظيما، ونهتف في كل مناسبة ،ماكو ولي الا علي نريد حاكم جعفري
ومرت القرون حتى جاء فينا من كان يبكي معنا وينوح ،فَصَدَّقْنَاهُم وَاتَّبَعْنَاهُم عَلَى مَا جَاءَوا بِهِ مِنَ حب ال بيتك ، وما ان تمكنوا حتى حرَّمْوا علينا ما احلوا لهم ،اغنوا انفسهم واهملونا، حرقوا الاخضر باليابس، فَلَمَّا ضَاقت عَلَيْنَا ارزاقنا خَرَجْنَا عليهم وَرَجَوْنَا الله أَنْ لا نُظْلَمَ بعد اليوم

ياسيدي يارسول الله
انهم يقلدون علي ويلبسون عمامتك ،انشغلوا بتوزيع الكراسي والمحاصصه، واهملوا الرعية وانشغلوا بنهب الاموال حتى بات البلد يسوده نظام الغاب، كل من يحمل السلاح يدعي انه من اهل السلطة ،عناصر خارجة عن سلطة القانون في كل مكان، البرلمان يشرع له مايحلم به ويشاء والوزير يستلم 100 ضعف الموظف البسيط من عامة الشعب ، متنعمين بمكتسباتهم وحياتتهم ويتقاسمون واردات النفط ، النفط يهرب في وضح النهار وباشراف قادة الكتل والاحزاب، الصبر والجوع للشعب فقط أما الدلع و البذخ للنخبه الحاكمة ، لا يسمع الناس خططا بل مطالبات بالصبر والحلول الوهمية وسنضرب الفساد بيد من حديد
مافيات الفساد تقودها الاحزاب السياسية فضلا على المحاصصة الحزبية في مناصب الأجهزة الرقابية في البلاد، عصابات منظمة في كل مرافق الحياة، وبدلا من ان يفكروا كيف تدار الدولة اهتموا بادارة اموالهم وتوزيع الكراسي بينهم ، كلهم ليسوا بعراقيين بل لديهم جنسيات أمريكية وبريطانيا وكنديه وغيرها

الظلم، يكبر كل يوم، كأنه يأكل من مال اليتامى بلا رقيب، ولا أحد يعلم متى سيتوقف هذا الانحدار
مسميات لاحصرلها لرواتبهم الوهمية دون حق ،سجناء، رفحاء،وخدمه جهاديه واخرى لاعلم لنا بها
مستشفياتنا سيئة تفتقد ابسط المقومات، خربة لا علاج ولا دواء ،تعامل سيء مع المرضى ،فساد في مشتريات المستلزمات الطبية، اما هم يتداون في ارقى المستشفيات العالمية وعلى حساب الدولة ،لماذا لا يشاركونا في مستشفياتنا ،لماذا لا يشاركونا مثل رواتبنا وخدماتنا ،لماذا لايشاركوننا في نفس القوانين،لماذا لايشاركونا العيش في بلدنا ويعيشون في ارقى الدول هم وعوائلهم، الموظف البسيط الذي عنده خدمه 14 سنه ونص لايقبلون تقاعده اما السادة النواب فان 4 سنوات كافية للتقاعد وتؤمن عيشه لما تبقى من عمره برغد
إنحدروا بنا إلى منحدرات سحيقة، وان الخروج منها يحتاج إلى معجزه، وصرنا بفضل هؤلاء المسئولين من اكثر الناس شقاءا والما في ارجاء المعمورة
خمس عشر سنة مرت على حكمهم لم يتركوا مناسبة إلا تحدثوا فيها عن تقوى الله والنزاهة والعدل وخدمة الآخرين،وحبهم لال البيت ،ولا هم لهم سوى دعوة الناس إلى الصوم والصلاة والزكاة وعنما تاتي مواعيد الحج يسرقون حقوق الناس في الحج ويسافرون بدلا عنهم ، لا يتخلفون عن مواعيد الصلاة، وان تحدثوا زخرفوا كلامهم بكلام الله ورسوله والأئمة الأطهار، فهل يعقل أن فساداً بهذا الحجم لم يلاحظوه، نريد منهم فقط يطبقوا بعض هذه القيم على أنفسكم ، قبل اتباع بما يدعون له في منابركم

ياسيدي عن ماذا اشتكي
 عن الرشوة اتكلم ،فقد اكلت المواطن وتحوّلت الى طريقة عيش ، ولم تعد أمراً مخجلاً أو عيباً إجتماعيّاً حتى تحولت إلى ما يشبه الثقافة العامّة، ام عن البنوك و شركات الصرافة الوهمية التي سرقت الاموال وأهدرت احتياطي البنك المركزي ببيع العملة لأصحاب هذه المصارف التخريبية التي تغسل أموال المتنفذين وتهربها الى الخارج، ام الشركات الوهمية التي تنفذ مشاريع الدولة،شركات لبنانية تركية اردنية ايرانية اماراتية ،دوائر العقاري التي لاتستطيع ان تحرك ساكنا حتى تدفع ولاتخرج منها الا وقد نفضت كل ما في جيبك
معاملة سيئة في دوائر الدولة، على المواطن أصطحاب معه مبالغ ماليّة، كي يعطيها إلى الموظّفين في الدوائر الرسميّة الّتي يقصدها لأجل انجازل معاملاته الرسميّة مثل تحويل عقار أو الحصول على بطاقات أحوال مدنيّة او الجوازات العامة فضلا عن عناء الانتظار لأشهر، و متاعب في المراجعات، تدسّ ورقة نقدية في كف موظف من أجل تسهيل وتسريع خدمة ما دون مبرر قانوني واضح، أمر شائع ومعروف 
عمليات الرشوة تحدث بين موظفين ليسوا اهلا لمناصبهم بسبب ضعف تحصيل مستواهم العلمي، وانحدار قيمهم الأخلاقية، وضعفهم أمام المال والإغراء، دوائر التسجيل العقاري والجنسية والضريبة تتصدر بقية المؤسسات والدوائر الحكومية في تعاطي الرشوة،المرتشي يصوم ويصلي والراشي كذلك ،ياللعجب
طوابير طويله للمواطنين بانتظار انجاز معاملاتهم تحت رحمة حرارة الشمس اللاهبة ولا احد يبالي به ،اما الموظف فهو منعم تحت التكييف
مولاي
الماء والكهرباء وغيرها متوفره في افقر الدول وتعتبر من ابسط حقوق الانسان لكننا نحن البلد النفطي لم نحصل عليها فكانت معظلة مستديمة لنا، مصر وفي بدايه عام ٢٠١٥ تقدمت الحكومه المصريه بطلب عروض من شركات عالميه لانشاء اربعه محطات كهربائيه لانتاج اربعه عشر الف ميكا واط وفي نهايه ٢٠١٥ باشرت الشركه بالعمل واليوم مصر افتتحت هذه المحطات التي إضافة ١٤ الف ميكا واط اي أن العرض والتوقيع والإنشاء والانتهاء تم في سنتين فقط
أما الحكومه العراقيه فقد اعلنت عن توقيع اتفاق مع شركه جنرال موتورز لانشاء محطات كهربائيه ابتداءا من عام 2003 لاكثر من 4 مرات وعلى مدى ال 15 سنة الماضية وفي كل مرة ننتظر كثيرا ولم يحدث شي يسر الحال
العملية التربوية والتعليمية تراجعت في العراق واصبحت المدارس يسودها الفساد وضعف اهتمام الحكومة العراقية بها فزاد عدد المتسربين من المدارس بسبب الفقر والجوع ،ومثلهم من المشردين والنازحين والهاربين والمهاجرين والعاطلين عن العمل من الخريجيين الذين استبدلتهم الحكومه بالاميين من المولايين،أكثر من نصف مليون طفل عراقي منخرطون في سوق العمل عوضا عن الذهاب للمدارس
امانة العاصمة فالحديث عنها طويل اذ ان الازبال والقاذورات تملاء بغداد والمحافظات الاخرى دون ان تكلف نفسها باي عمل،طفح المجاري في اغلب مناطق بغداد، ابتزاز وترهيب المواطن بطريقة خسيسة،موظفيها اشبه بالذئاب الجائعة ينقضون على الفريسة والضحية هو المواطن بمخالفات وهمية
تصحر واندثار الزراعة وتجديف الأشجار والحدائق وغياب المناطق الخضر داخل المدن وعند مقترباتها وتقطيع اواصر الحزام الاخضر حول المدن بدل إنشاء الجديد منها بحيث تحولت البساتين والمزارع لعشوائيات ومخازن واراضي توزع لهم
بغداد والمدن الأخرى تحولت جميعها لعشوائيات وفوضى مدمرة واختفت المدن الجميلة الراقية بعد أن اختنقت بابتلاع المساحات الخضر وتحويلها لخربات ولمولات ودكاكين حسب الطلب
 نستورد اليوم كل شيء،المواد الاستهلاكية اليومية، من فواكه وخضر، كلها تستورد من «دول الجوار»، بعدما كانت المزارع وبساتين الفاكهة العراقية مصدراً اساسياً لهذه السوق،ولانصدر الا النفط والعملة الصعبة
الدعارة اليوم اكثر من اي وقت وعلى مسميات شتى ”مراكز المساج الصحية”،زواج المتعة ،المسيار شركات تقدم الخدمات الجنسية (الدعارة) فيها وغير مرخصة، ولم تعد تجارة مخفية، ومشبوهة، ومن السهل ارتيادها او الوصول اليها كما كانت من قبل، فهذا المراكز تمتلك ارقام هواتف وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومقرات
المخدرات التي انتشرت في ارجاء البلاد ويتعاطاها فئات الشباب في المقاهي والمدارس والجامعات،مما اوقوعت المجتمع العراقي في مصيبة كبرى، وهي ارتفاع نسبة متعاطي المخدرات مع عدم وجود مراكز صحية متخصصة لعلاج المدمنين، ما يرفع نسب الجريمة والسرقات والسطو المسلح”.
عصابات مختصة بسرقة الاعضاء البشرية بمستشفيات العراق،مستغلين الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن الفقير 
 حاربوا القطاع الخاص في ارزاقهم وفرضوا ضرائب تكسر الطهر بالاضافة الى الرشوة في المنافذ الحدوديه والموانيء ، فالبضائع التي تخرج من المنوانيء وعندما تصل الى السيطرات الامنية تجبر السواق على دفع رشاوى من أجل العبور من هذه السيطرات  او انزال بضاعتهم والعبث بها رسرقتها بحجة اداء مهمتهم
المسؤولين عن المنافذ الحدوديّة والجمارك يعرقلون إنجاز المعاملات لمدّة تصل إلى شهر بهدف إجبار المواطنين على التعامل مع الوسطاء لتقليل الوقت إلى أسبوع
لا هيبة للقانون  وغياب لقانون وسلطة الدولة وانتشار العصابات الإجرامية، في العاصمة والمدن الأخرى، التي غاب الأمن والاستقرار فيها، حتى تحولت بعض من القوات الحكومية من حماية الأمن وحفظ هيبة الدولة وسلامة المواطن، إلى جهات تساوم المدنيين،رجال الأمن والقانون يتعاطون الرشوة وهم الّذين يقع على عاتقهم محاربتها، كرسي الموظف المسوؤل يباع ويشترى وصارت الرشوه علنية
شاع الفساد بين المسئولين الكبار والوزراء، اتاح جوا شجع الموظفين الصغار على القيام بأعمال مشابهة، وصارالطريق الأقصر لانجاز المعاملات الرسمية وكل ما يتعلق بقضايا المواطنين هوالرشوه
ولأن الحكم محاصصة فان الوزارات تتبع لاحزابها ويحكمها اخوان الوزير او ابناءه ومن خلالهم تدار عملية السمسره في التعيينات والترقيات وقبول العطاءات وتنفيذ المشاريع فيها
مصانع الدولة معطلة وموظفين عاطلين عن العمل لايتجاوز نسبة ادائهم 2% ولا امل في اعادتها وتحولت هذه المصانع الى اراضي مهمله بانتضار بيعها او تاجيرها وان قاموا باستثمارها فغالبا ماتكون من حصصهم وبمبالغ رمزية او لمسثمر بعد ان يدفع المقسوم لهم، بينما العمل يسير على قدم وساق في الخصخصه والضرائب ونهب مايكن نهبه

ياسيدي يارسول الله
اني لخجل منك ان قلت لك عدنا قَوْمًا اهل جاهلية ، َناكل الْفَاحِشه والرشوة ،، ونقول الزور، ونأكل مال اليتيم ونقذف المحصنة،ونسفك الدماء، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنّا الضَّعِيفَ ،ونسيء الجوار ،لا امن ولا امان ولا رحمة،الامانة ضاعت ،النخوه انعدمت ،وصار الكذب شائعا وقل اهل الخير وصدق الحديث ،تنكرنا لقيم الاسلام لكننا نقيم الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ والحج من استطاع اليه بالرشوه والمحسوبية والسطوه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here