ثلاث (لاءات) بوجه الظلم…

اتحاد الأدباء يطلق حمام الحرية بوجه مكمّمي الأفواه

انتصاراً للحرية, وحرصاً على الديمقراطية التي تسعى إليها كل الأوطان, يقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليوم, ليعلن عن رأيه الصريح, وموقفه الواضح, بمساندة الزميلين الشاعرين أحمد عبد الحسين وأحمد عبد السادة, فيما يتعرضان إليه من تعسّف إداري في عملهما بوصفهما صحفيين في شبكة الإعلام العراقي, ويدين الاتحاد التقييد الموجّه لهما, وعلى آرائهما التي يكتبانها عبر مدونتيهما الشخصيتين في منصة (فيسبوك) أو في وسائل الإعلام الأخرى.
إن ما يثير الاستغراب وجود تعميمات حكومية تقضي بتكميم أفواه المتحدثين في بلد يشير دستوره إلى الحرية, وهذا الاستغراب يبدو واضحاً في محاسبة موظف وإنهاء عقده, أو التضييق عليه مهنياً, وهو لم يستغل موقعه الوظيفي للتعبير عن رأيه, وهذا التصرف الإداري لا يُجيّر إلا في خانة الابتزاز الحكومي للكتّاب ممن يشغلون وظائف عامة, والبادرة المذكورة التي سحبت على المؤسسة الإعلامية اليوم, من الممكن أن تعمم على بقية الوظائف, مما سيقود لكوارث كبرى في نظام العمل.
إن زمن العبودية انتهى, وللدوائر الحكومية على الموظف ساعات عمله فقط, وحدودها الإدارية تنتهي بانتهاء واجبه فيها, أما آراؤه وقلمه وتصريحاته فهي بنت موقفه الخاص, وللمتضرر اللجوء للقضاء إن وجد في كتابات أي شخص ما يسيء إليه.
اتحاد الأدباء يوجه جامَّ رفضه لكل ممارسة تضيّق على المواطنين أسباب عيشهم, ويستنكر كل محاولات تكميم الأفواه, والاتحاد حين يقف هذا الموقف فإنه لا يتبنّى بالضرورة كل ما يقوله الكتّاب, فالاتحاد يقف مع المواقف الوطنية المشرّفة التي يستشرفها من كينونته الراسخة في بلد الأدب والأدباء, وما عدا ذلك, فللجهات القضائية دور الفصل فيما يقال, لكنه يدين من حيث المبدأ كل محاولات فرض الصمت على الموظفين, وإجبارهم على كتابة التعهدات, وفصلهم حين لا يتماشى موقفهم مع مزاج المسؤول.
ايتها الحكومة التي يثور عليها الشعب كل لحظة بسبب إهمالها وفشلها, بدلا من أن تصدروا تعليمات وتعميمات تحميكم من الغضب المبرر للمسحوقين, عدّلوا مسيرتكم, واخدموا شعبكم فيما كلّفكم به, فقد وقّع المتظاهرون والمحتجون على أوامر فصلكم منذ أن عجزتم عن تحقيق أقل مقتضيات الحياة. فلا تجرحوا الغضب الجامح للشعب وهو يريكم صوركم في مرآة صوته العالي.
ويا شبكة الإعلام العراقي… سيزول مُصدر التعليمات والقرارات الجائرة قريبا, ولن يظل سوى التاريخ, فلا تبيعوا المستقبل بالزمن الراهن السيّء.
لا لكبح الحرية…
لا لإخراس الأقلام…
لا لاعتقال الآراء…
لا لكل متنفّذ يمنح قلمه الأحمر أو الأخضر سلطة شنق الكلمات, في زمنٍ وشّحه الساسة بالسواد.
سوادهم… الذي سنصرُّ على محوه ببياض قلوبنا الذي يختصر الوطن دائما.

المكتب التنفيذي

لاتحاد أدباء العراق

٢٥ تموز ٢٠١٨

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here