المرجع الخالصي يدين موجة الاغتيالات الأخيرة في البلد ويصفها بالغدر والخيانة، ويحذر من دعوات إنشاء إقليم البصرة

مطالباً الحكومة العراقية بأن تثبت وجودها السياسي في القضايا التي تمس مصالح العراق

المرجع الخالصي يدين موجة الاغتيالات الأخيرة في البلد ويصفها بالغدر والخيانة، ويحذر من دعوات إنشاء إقليم البصرة

أدان المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، موجة الاغتيالات الأخيرة بغداد والمحافظات الجنوبية، ووصفها بالغدر والخيانة، فيما جدد دعوته بأن تكون المظاهرات سلمية وان يكون هدفها وحدة العراق واستقلال قراره السياسي والسيادي. كما وحذر سماحته من الدعوات الانفصالية الرامية إلى تحويل العراق إلى دويلات اقليمية محذراً من تكرار خطأ اقليم الشمال، فيما خاطب سماحته الحكومة العراقية بأن لا تلهيها المشاكل الداخلية عن الاحداث المصيرية في العالم لا سيما اعلان الدولة العنصرية اليهودية القومية وما يتعرض له الشعب اليمني من ابادة وقتل، وما حققته انتصارات الجيش العربي السوري ضد الكيان الغاصب، مطالباً الحكومة العراقية بأن تثبت وجودها السياسي في القضايا التي تمس مصالح العراق.

وأكد سماحته (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 14 ذي القعدة الموافق لـ 27 تموز 2018م، على ضرورة حل المشاكل الداخلية، وتلبية مطالب الشعب في توفير الاحتياجات الضرورية، وخاصة ان الاحتجاجات لازالت مستمرة في وسط وجنوب العراق.

كما وأدان سماحته (دام ظله) وبشدة موجة الاغتيالات التي تشهدها البلاد لاسيما في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، فيما وصف سماحته (دام ظله) هذه الأعمال بالغدر والخيانة، لتخويف الناس ومنعم من الاستمرار باحتجاجاتهم السلمية المحقة.

وجدد سماحته (دام ظله) دعوته للمتظاهرين المنتفضين بأن تكون مظاهراتهم سلمية، وعدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، وان تكون مطالبهم مطالب وطنية تهدف للحفاظ على وحدة العراق واستقلال قراره السياسي والسيادي، فيما حذّر سماحته (دام ظله) من الدعوات الانفصالية المريبة الرامية إلى تحويل العراق إلى دويلات اقليمية، وحذر سماحته من تكرار خطأ اقليم شمال العراق.

كما وناشد الحكومة وسائر السلطات الرسمية والجهات السياسية والدينية ان لا تسمح بالمشاكل الداخلية رغم أهميتها الحياتية ان تكون عاملاً يجعلها غائبة ولو بتسجيل موقف إعلامي من الاحداث المصيرية التي تجتاح دول الجوار والعالم الإسلامي، ففيما يتعلق بإعلان الدولة العنصرية اليهودية القومية في فلسطين، تساءل سماحته (دام ظله) عن موقف العراق الرسمي والسياسي والديني من هذا الحدث الذي له ما بعده في شرعنة العنصرية الفاشية اليهودية ومصادرة القضية الفلسطينية، وحقوق العرب والمسلمين فيها جملة وتفصيلاً، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقضية اليمنية وجهاد الشعب اليمني ضد التحالف الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي، الذي تستخدم المال العربي، والسلاح العربي، والدم العربي، لإبادة شعب عربي بالقصف والحرب والتجويع ونشر الأمراض والأوبئة.

وتساءل سماحته (دام ظله): أليس العراق الرسمي عضواً في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وسائر المنظمات الإقليمية والدولية كالأمم المتحدة ومنظماتها؟!

وطالب سماحته (دام ظله) بشكل جدّي حكومة العراق الرسمية ان تبدي وجودها السياسي فيها، ولو بدعوة اجتماع لهذه المنظمات للنظر في هذه الأحداث الخطيرة التي تمس السلام العالمي والاقليمي، وتمس مصالح العراق بالذات، باعتباره دولة ذات سيادة تتعرض مصالحه لأفدح الأخطار.

كما ناشد سماحته جميع هذه المنظمات الدولية والإسلامية والعربية والمسيحية والعالم الديمقراطي تلبية نداء الشقيقة تركيا في إعلان موقف موحد ضد إسرائيل، بعد ان كشفت عن وجهها القبيح واعلنت عن حقيقتها العنصرية الفاشية.

وبهذه المناسبة قدّم سماحته (دام ظله) التهاني لتركيا حكومة وشعباً وبمناسبة انتصاراتها التي سجلته مؤخراً في التوجه الرسمي ومن خلال الانتخابات وقيام الحكومة الجديدة، ودعا لها بالتوفيق والاستمرار والثبات في استرجاع الهوية الإسلامية الشرقية التركية بعد ان عجزت المؤامرات وحكومات العسكر اللادينية خلال اكثر من سبعين سنة، من سلخ الدولة والأمة التركية من هويتها الإسلامية وفرض التخلف والتبعية عليها، فإن الشقيقة تركيا بهذه الخطوات تستحق التهنئة والتأييد والترحيب في البيت الإسلامي والعربي.

كما وأشاد سماحته (دام ظله) بالموقف التاريخي للشعب والجيش في سوريا والقيادة الشجاعة، التي جابهت مؤامرة الهجوم على سوريا وكيانها، والتي انتهت بتحقيق الانتصارات الأخيرة على الجبهة الجنوبية، حتى عاد الجيش العربي السوري وقوى المقاومة والدول الإسلامية الحليفة لرفع العلم السوري في مواجهة الكيان الصهيوني والأرض المحتلة في الجولان وفلسطين.

كما وأدان سماحته (دام ظله) الجريمة المروعة التي قامت بها قوى التكفير العميلة والعمياء وبدعم القوى الأمريكية في منطقة (التنف) وما أدت إليه هذه الجريمة من سقوط المئات من الضحايا والجرحى في جنوب سوريا.

وأشار سماحته (دام ظله) إلى انه لا ينبغي لجميع محاولات مشاغلة الدول والشعوب العربية وكياناتها السياسية بالمشكلات المحلية والداخلية أن تشل هذه القدرات الكبيرة من ان يكون لها دور حقيقي فيما يجري حولها، لاسيما في ظل الهجمة اللادينية الشرسة ضد الإسلام والمسلمين كجزء لا يتجزأ من مشروع جريمة صفقة القرن التي تتبناها الإدارة الامريكية حتى ضد مصلحة شعبها لمجرد تحقيق مصلحة الكيان الصهيوني العدواني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here