النفط مقابل البــــــــــــــــــــــــلاء ..!

من بين نتائج حروب الدكتاتورالمقبور، اعتماد اتفاقية (النفط مقابل الغذاء) التي وقعها النظام مع الأمم المتحدة، بأوامر أمريكية بعد حرب العام 1991، لتامين الغذاء والدواء والاحتياجات الاساسية للمؤسسات الخدمية العراقية، تخفيفاً لآثارالحصارالامريكي المفروض على العراق بعد احتلاله الكويت .
كان الهدف الامريكي المعلن من الاتفاقية هو الاعتراف الدولي بعدم أهلية النظام لادارة موارد النفط لصالح الشعب، ومنعه من استغلال تلك الموارد لتطويرقدراته العسكرية، ليكون ذلك قاعدة أساس لاهداف لاحقة تأتي تباعاً للسيطرة على العراق، وقد وافق النظام على ذلك مكرهاً ليبقى في السلطة، على الرغم من تعارض مضامين الاتفاقية واهدافها وأساليب تنفيذها مع الاسس والمنظلقات الفكرية والسياسية للنظام، ومع خطابه الاعلامي (الثوري) على مدى تأريخه .
بعد اسقاط النظام اختارالامريكيون الطائفية منهجاً للادارة، لتكون الاساس (الفعًال) لتفشي الفساد وتنامي قوى الارهاب، واعتمدوا رعاية طرفي الصراع ( السلطة ومعارضيها) لموازنة نقاط القوة والضعف بينهما، ضماناً لادامة الفوضى في كل الملفات ماعدا ملف النفط (المقدس) منذ الساعات الأول لدخول الدبابات الامريكية الى بغداد، والتي أحاطت (أمًنت) بوزارة النفط ، من بين كل الوزارات العراقية، وهو تفصيل (موثق) شاهده العالم باسره بالصوت والصورة .
خلال سنوات تنفيذ برنامج (النفط مقابل الغذاء) فعل الأمريكيون الكثيروهم يديرون ملف العراق من الخارج، فمابالك بوجودهم بعد الاحتلال في قلب بغداد، يتحكمون بالمعلن والمخفي في كل الملفات، ولهم أذرع وأقدام وعيون وآذان في الزوايا والدهاليز والمجالس والمنصات، وسفرائهم بعد بريمرأكثرنشاطاً وضرراً على العراق وشعبه، أمس واليوم وغداً وفي كل الازمان .
مازال العراقيون يدفعون أثماناً باهضة نتيجة الاخطاء الفادحة لحكامهم الطغات، وخلافاً لكل شعوب الأرض، مازالوا يقدمون الضحايا من أعز أبنائهم ومن ثرواتهم وقوداً للصراعات السياسية والتدخلات الخارجية ومطامع دول الجواروالعالم بثرواتهم، لتتحول تلك الثروات الى لعنة عليهم وعلى أجيالهم منذ السنوات الاولى لاكتشافها، ولادلائل ولامؤشرات على تغيير ايجابي لفائدة المواطن منها وفق المنظور القريب .
هناك محددات قانونية في بعض الدول على الوثائق الخاصة بأنشطة معينة تستمر لعقود، وليس مستغرباً أن نكتشف مستقبلاً اتفاقيات حول النفط العراقي تحت عنوان ( النفط مقابل البلاء ) .. !
علي فهد ياسين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here