(مخاوف المرجعية) من المظاهرات.. (نهاية.. مراكز القوى الكلاسيكية الشيعية.. ومنها النجف)

بسم الله الرحمن الرحيم

الصدمة التي اصيبت بها المرجعية بالنجف .. من مظاهرات الشيعة العرب (بوسط وجنوب).. هو بطرح سؤال (من يستطيع تحريك الجماهير الشيعية بالشارع.. خارج سطوة العمامة).. من (مراجع احياء، او ابناء واحفاد مراجع اموات)؟؟ (السستاني، مقتدى الصدر، عمار الحكيم.. الخ) اضافة لايران؟

فهذه المرجعية التي ساهمت برسم (النظام السياسي ببغداد .. والمؤسسات الاقتصادية العملاقة للمؤسسة الدينية بالنجف كالكفيل وغيرها اضافة لمطار النجف..).. فهي التي (دعت الناس للانتخابات بعد عام 2003 واخرجت مظاهرات من اجل الاسراع بالانتخابات).. (والمرجعية هي التي وافقت على مجلس الحكم باعتراف غسان سلامة موفد الامم المتحدة.. كجسر لانتقال العراق من الدكتاتورية للديمقراطية).. (فتمخض عن ذلك .. حكومات المنطقة الخضراء والنظام السياسي الفاسد فيه)..

(والمرجعية هي من اصدرت فتوى الكفائي ضد تنظيم داعش).. والتي تمخض عنها ركوبها من قبل (مليشيات الولي الايراني خامنئي).. تحت معرف (الحشد).. والتي يهاجم مقراتها المتظاهرين اليوم كبدر والعصائب.. الخ..

(والمرجعية هي من دعت للتصويت للدستور المازوم).. الخ.. وكل ذلك انعكس باعلى حكومات فاسدة بالتاريخ ودستور مأزوم.. ورغم ذلك لم نجد المرجعية تتدخل لتصحيح الكوارث (الاخطاء).. ليسعى الناس للبديل بعيدا عن النجف والاحزاب وايران معا..

ليطرح سؤال (من اخرج هذه المظاهرات اليوم) بعيدا عن سطوة المرجعية؟؟ وخاصة ان هذه المظاهرات ليس كسابقتها.. ولم يستطيعون ان يصفونها بحركات منحرفة حتى يقضون عليها بوحشية وقسوة كما فعلوا بالزركة بالنجف وقتلوا النساء والاطفال هناك بما سميت بحركة جند السماء التي قادها الكرعاوي.. وليست مظاهرات مسلحة حتى ينقضون عليها بوحشية ايضا.. بدعوى (مليشيات منفلتة).. ولم يستطيعون اتهامها بالبعثية.. (لان اعمار المتظاهرين بين 17-22 عاما).. أي لم يعيشون زمن البعث بل الزمن الحالي لمن حكم بعد سقوط البعث.. لتضطر المرجعية للتدخل بركوب الموجة بخطبها يوم الجمعة.. حتى لا تخرج السيطرة من سطوتها..

فخروج متظاهرين بوسط وجنوب.. يطالبون بالحقوق.. من ماء وكهرباء وفرص عمل وخدمات اخرى.. لا يحركهم الصدر ولا السستاني.. ولا الاحزاب الاسلامية ومليشياتها المرتبطة بها.. وجميعها من وحي مرجعيات.. … يطرح سؤال (من وراءهم)؟؟ علما هذه البيئة سوف تبرز نخب جديدة تقود الشارع مستقبلا.. وبالتالي شعور المرجعية والقوى الموالية لايران بنهايتهم .. بظهور منافسين لهم.. والاخطر هؤلاء النخب الجديدة مرتبطة بابناء وسط وجنوب.. وليسوا غرباء عنها..

فقوة هذه المظاهرات ليس باعداد من يخرج فيها.. والتي يصبح عدد رجالات الامن القمعية اضعاف عدد المتظاهرين.. ولكن قوة هذه المظاهرات التي اخافت السلطة ببغداد والمرجعية والاحزاب والمليشيات.. التعاطف الشعبي معها..

أي تختلف عن مظاهرات (الصدريين التي قد تصل الى 250 الف متظاهر).. والتي لم ترعب.. سلطة بغداد والنجف، بل وصل ان العبادي سمح لها بدخول الخضراء غير مباليا بها، لان هذه المظاهرات جزء من النظام نفسه.. أي الصدر الذي كتلته السياسية بالبرلمان والحكومة.. واصبحت كتنفيس فقط.. ليترك الصدر المظاهرات .. لتبقى خيمته واتباعه يفرون اذانهم..

كذلك هذه المظاهرات ارعبت السلطة ببغداد، اكثر من داعش والاستفتاء الكوردي..

والدليل مثلا السلطة ببغداد لم تقطع الانترنت.. ولم ترسل تعزيزات مثلما ارسلت لهذه المظاهرات .. .. فداعش والاستفتاء الكوردي، لم يستشعر منها الحاكمين بغداد بالخوف بقدر ما يخافون اليوم من مظاهرات وسط وجنوب، بمعنى تم مواجهة داعش .. بما صدر من فتوى.. وتم تجييش الجيش وقوات مكافحة الارهاب، ودعم دولي ضدها.. فكانت لصالح بقاء العملية السياسية المتهرئة ورئيس وزراءها.. والاستفتاء الكوردي، جيش جيش واجتيحت بدعم اقليمي ودولي المناطق المتنازع عليها مع كركوك.

لكن هذه المظاهرات.. التي تطالب فقط بالحقوق.. ارعبت كل مراكز القوى التي تتحكم بمصير الناس (المرجعية والمنطقة الخضرا وايران)..

وارعبت هذه المظاهرات النظام الايراني، رغم ان هذا النظام الخبيث يستغل الاحداث ويسيرها لمصالحه بعيدا عن مصالح الاخرين.. فالنظام الايراني وجد ان المتظاهرين قرروا ان ايران هي العدو وليس امريكا.. تحت سؤال .. (ايهما الشيطان .. (ايران ام امريكا) بالنسبة للعراق)؟

اليست ايران التي هددت في حالة اي مواجهة مع امريكا.. بحرق المنطقة ومنع تصدير نفط العراق وجعله ساحة لتصفي فيه حساباتها الدولية والاقليمية مع امريكا.. بالمقابل .. لم تهدد العراق بمواجهة ايران.. ولم تؤسس مليشيات تجهر بولاءها لامريكا وتهدد جعل العراق ساحة حرب ضد ايران فيه.. ولم تطلب امريكا من العراق دعم عسكري ضد ايران في حالة الحرب.. لذلك حرق المتظاهرين صور زعماء ايران كالخميني..

والعجيب ان الحكومة والاحزاب تظالب من المتظاهرين.. (مثل ما تطالب العمة من الجنة)

(خبزة لا تثلمين.. وباكة خضرة لا تفلين.. واكلي حتى اشبعين؟؟).. يعني تظاهروا؟؟ بس لا تعتصمون؟ لا تهاجمون اوكار الفاسدين ومنازلهم؟؟ لا تقفون امام مقرات شركات النفط والغاز التي تحرمكم من فرص العمل وتحتكرها للعمالة الاجنبية المصرية والبنغالية والصينية..؟؟ ولا تهتفون لاسقاط النظام السياسي الفاسد بالخضراء؟؟ ولا تهاجمون رموز النظام الايراني كحرق صور زعماءها.. ردا على قطع ايران للكهرباء والماء عن العراق، وتسبب ايران بتهريب المخدرات التي تفتك بالمجتمع بوسط وجنوب ؟؟

فالسؤال .. للعبادي ومليشيات ولي الفقيه الايراناي والاحزاب الاسلامية وغيرها بالخضراء.. هل يريدونها مظاهرات.. مخانيث .. او اسود بلا مخالب ولا اسنان حادة؟؟ يعني قطط؟؟ لو شنو؟

فالعبادي امر بتعويضات لمن قتل بالمظاهرات.. ومنح تعينات لعوائلهم..؟؟

السؤال من المندسين اذن الذين قتلتهم الحكومة؟؟ او بالاحرى مليشيات الاحزاب الحكومية؟ الشباب صغار العمر لم يعيشون بزمن البعث ولا صدام.. وحتى اعمارهم بين 17 سنة و22 سنة.. اي عاشوا الضيم من القوى السياسية الحالية..السؤال من يراد ان يضربون؟؟ ومن يقصدون بالخلايا النائمة؟؟ واذا الحكومة قادرة على فرز المندسين عن غيرهم؟؟ فلماذا لا تفرز الفاسدين عن غيرهم بالنظام السياسي المتهرئ بالفساد؟؟ لو بس قادرة على الضعيف المستضعف؟

وهنا نحذر:

(مخاطر المصطلحات ذات الخلفيات الخارجية الاستراتيجية).. التي تهدد وحدة الشيعة العرب

لماذا منحت مظاهرات البصرة هوية (الشعب البصري.) وتم ا لتركيز على (معاناة البصرة) دون غيرها من محافظات وسط وجنوب؟؟ بل ويطرح شعارات (نفط البصرة للبصرة.. واقليم ا لبصرة)؟؟ في حين تم محاربة اي هوية جامعة لشعب وسط وجنوب فلم يطلق عليها مظاهرات الشيعة العرب.. حتى لاتكون هوية جامعة لهم اي من الفاو لشمال بغداد.. ولم يتم التركيز على حقيقة ان معاناة الشيعة العرب واحده اساسا من الفاو لشمال بغداد..محاربة الدعوة لاقليم وسط وجنوب.. ورطح اقليم بصرة كمخطط لعرقلة قيام اقليم يوحد الشيعة العرب من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى

……….

واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

…………..

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here