النجف تشهد أكبر تظاهرات العراق بعد ساعات على خطاب السيستاني

بغداد – حسين
بعد ساعات على خطاب «شديد اللهجة» وجهه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إلى السياسيين العراقيين، معلناً «دعمه التظاهرات في البلاد»، سجّلت محافظات الجنوب وبغداد انخفاضاً ملحوظاً في عدد التظاهرات، فيما شهدت النجف أكبر تظاهرة من بين المحافظات العراقية. وكان السيستاني وجه إنذاراً إلى السياسيين العراقيين، محذراً إياهم من «أن موجة التظاهرات المطالبة بالإصلاح ستستمر في المستقبل، وقد تتطور إلى أشكال جديدة»، داعياً إلى تشكيل حكومة «تستند على تكنوقراط» يقودها رئيس حكومة «شجاع وقوي». وأتى خطاب السيستاني قبل ساعات من موعد تظاهرة عامة دعت إليها تنسيقيات المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأُطلق عليها اسم «جمعة الحقوق»، وشملت البصرة وذي قار والنجف وبغداد وبابل وكربلاء.

وتظاهر عشرات العراقيين في «ساحة التحرير» في العاصمة العراقية، وسط إجراءات أمنية فرضتها قوات الأمن التي استعانت بعناصر حماية ملاعب كرة القدم، لتكوين طوق قريب من المحتجين، إضافة إلى أطواق إضافية تضم قوات الجيش ومكافحة الشغب على الجسر الذي يربط الساحة بالمنطقة الخضراء التي قُطعت كل الطرق المؤدية إليها. وفي النجف، تجمع آلاف المتظاهرين أول من أمس، في ساحة «ثورة العشرين» وسط المدينة، في أكبر تظاهرة شهدتها البلاد، وأتت بعد ساعات على خطاب السيستاني الذي يقطن المدينة، في مؤشر إلى الزخم الذي أعطاه خطابه للمتظاهرين.

وأمهل شيوخ محافظة في ذقار ووجهاؤها خلال تظاهرة ليل الجمعة الحكومتين الاتحادية والمحلية مدة يومين لتحقيق مطالبهم، مهددين بـ «اللجوء إلى الاعتصامات والعصيان المدني»، في حال عدم تنفيذها.

وفي البصرة التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات، تجمع عشرات المتظاهرين أمام مبنى مجلس المحافظة، مطالبين بتوفير خدمات وفرص عمل، فيما توجه متظاهرون آخرون نحو مواقع شركات النفط العاملة في المحافظة. وقال مصدر أمني إن عشرات السكان تجمعوا أمام شركة «لوك أويل» الروسية العاملة في حقل غرب القرنة، وهددوا بـتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقرها، وهو ما يثير مخاوف السلطات من إقدام محتجين على تكرار حادثة اقتحام منشآت نفطية في المدينة قبل أسبوعين.

إلى ذلك، أعلن مكتب «المفوضية العليا لحقوق الإنسان» في البصرة، إطلاق اثنين من الموقوفين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات التي شهدها المحافظة أخيراً، كاشفاً عن وجود ثمانية موقوفين على القضية نفسها، مطالباً بإطلاقهم.

وتراجع عدد المتظاهرين في البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية قياساً بما كانت عليه عند انطلاقها في الثامن من الشهر الجاري. وقالت مصادر إن الحكومة والأحزاب المتنفذة «توسطت لدى شيوخ عشائر ووجهاء ورجال الدين في محافظات الجنوب لتهدئة التظاهرات».

واستقبل رئيس الوزراء حيدر العبادي على مدى الأسبوع الماضي وفوداً من محافظات ميسان وذي قار والبصرة، فيما يتوقع أن يستقبل وفوداً أخرى من الديوانية وكربلاء والنجف، في حين أعرب متظاهرون في هذه المحافظات عن استنكارهم للقاءات هذه الوفود، مؤكدين أنها «لا تمثل المتظاهرين جميعاً».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here