مليارات الدولار صرفت لعمليات التجميل

كان لدى أحد السلاطين ناقة مدللة تسرح وتمرح وتعبث وتأكل مما يعرضه باعة الخضار في الأسواق ولا أحد يستطيع منعها او الاعتراض على ما تفعله، لأنها محاطة دائما بحرس سلطاني.

في أحد الأيام ذهب السلطان لتفقد الرعية بالأسواق. طلب من أحد الباعة ان يقول رأيه الصريح به وبطاقم حكمة، وهل يفكر الناس بالثورة عليه. اجابه البائع بصراحة متناهية قائلا: جناب السلطان إذا اندلعت ثورة ضدك فان الناس ستقتل ناقتك قبل الوصول اليك.

نشرت جريدة الشرق الوسط السعودية بعددها المرقم 14326بتاريخ 2018-2-17 دراسة تقول: ان عمليات التجميل في دول الخليج فاقت تكاليفها المليار دولار سنويا!

كنت انوي تخصيص هذا المقال عن عمليات (التاتو) ونفخ الشفاه وشد الوجه وتجميل النهدين وترتيب المؤخرة، لكني وجدت ان ما صرفته دول الخليج على عمليات التجميل صرفت الأحزاب الحاكمة العراقية والبعض من ساستنا اضعافه لتجميل صورتهم وتحسين سمعتهم امام العراقيين.

ان جردة حساب بسيطة لتكلفة انشاء فضائية واستمرار بثها لسنوات ودفع رواتب العاملين فيها وتكلفة انتاج برامجها اليومية وتكلفة بثها الفضائي يكلف عشرات الملايين من الدولارات لكل سنة بث. ان اضفنا ما يصرف من أموال اثناء الحملات الانتخابية، وما يصرف على المنصات الإعلامية الأخرى من صحف ومواقع الكترونية ووكالات انباء، وما يدفع للبعض من الناشطين على مواقع التواصل من هبات ورواتب سخية، وجردنا اعداد الفضائيات التابعة للأحزاب، لبرزت امام اعيننا حقيقة مرعبة تقول: ان مجموعا تقريبيا لما صرفته الأحزاب والساسة من اموال لتجميل صورتهم البشعة باعين العراقيين وتحسين سمعتهم وتبيض جرائمهم والتغطية على فشلهم وسرقاتهم، يقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

لو صرف نصفها على انشاء مدارس وجامعات ومستشفيات وطرق حديثة لنافس العراق الدول المتقدمة في هذا المجال.

السبب الحقيقي لكتابة هذا المقال هو ما برز من مواقف مخزية للبعض ممن يدعون الثقافة ووقوفهم مع اللصوص والفاشلين من الساسة بالضد من انتفاضة وتظاهرات العراقيين ضد فساد ولصوصية الطبقة السياسية.

هو ديدن كل السلطات في كل العصور ان تحتمي ببعض الكتبة والمثقفين المرتزقة لتجميل صورتها، لكن من المعيب ان يكون اغلب مرتزقة الحكومة والأحزاب الفاشلة من الأكاديميين وحملة الشهادات العليا، الذين يمكنهم تحصليهم العلمي والمامهم السياسي بقلب وتزييف الحقائق والدفاع الظلم والباطل. هؤلاء خانوا الأمانة العلمية قبل ان يخونوا الشعب العراقي.

انا واثق ان الشعب العراقي سينتصر في نهاية المطاف وسيكون مصير هؤلاء المرتزقة مثل مصير ناقة السلطان وهو أسوأ من مصير مشغليهم.

اذكر هؤلاء الابواق بمصير الشاعر فلاح عسكر شاعر صدام الأول ومصير زميله الشاعر هادي العكاشي. اللهم لا شماتة

رحم الله أبو تمام :(إذا جاريت في خلق دنيئا فانت ومن تجاريه سواء).

(سيأتي عليكم من بعدي زمان، ليس فيه شيء اخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب) الامام علي ع

[email protected]

حسن الخفاجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here