وقفة صراحة : ضرورة حظر حزب الدعوة و أمثاله الغربانية إنقاذا لمصير العراق

بقلم مهدي قاسم

أنه لمبعث شعور بارتياح أن تصل المرجعية الدينية العليا الموقرة أخيرا برؤيتها الوطنية إلى نفس النتيجة التي وصل إليها أغلب العراقيين إلا وهي :

أن الطغمة السياسية المتنفذة والفاشلة تماما و قطعا ، لا يُرجى من ورائها أي خيرأو نفع ، باستثناء و فقط مواصلة إحداث الضرر المادي الفادح للبلاد و الأذى و كل أنواع المعاناة للعباد ..

خاصة بعد مرور أكثر من خمس عشرة سنة على عملية الغزو و التغييرات السياسية نحو الأسوأ و الأردأ ..

ففي البداية تصوّر الشارع العراقي معتقدا بأن سبب عدم إجادة هؤلاء ” الزعماء و القادة ” الفطاحل !! ـــ من ساسة الصدفة اللعينة ـ لإدارة البلد بمهارة وبراعة و شطارة نحو مستويات أفضل و أحسن مما كان في السابق قبل مرحلة السقوط ، سببه هو انعدام الخبرة المهنية عندهم ، بحكم كونهم جددا على السلطة والحكم ، سيما على صعيد إدارة الدولة و الحكومة ، فاقتضى الشعور بالإنصاف من ناحية إعطائهم وقتا و فرصة ليتعلموا ويتدرّبوا من أجل اكتساب خبرة و فن إدارة الدولة و الحكومة ..

لذا فكان يُفترض بنوري” سبايكر ” المالكي أثناء عهده الأول أن يتعلم و يكتسب هذه الخبرة و فنون إدارة الدولة و الحكومة ـ سيما خلال عهده الثاني ، إذ حتى في الجامعات يكتسب الطلبة سيما خريجي الهندسة والطب ــ مثلا ــ في غضون السنوات الأربع أو الخمس من الدراسة خبرة ومهارة مهنية كافية تؤهلهم ليقوموا بإجراء عمليات جراحية خطيرة ومعقدة و كذلك الأمر بالنسبة للمهندسين في عملية تصميم وتنفيذ عمارات وأبراج تصل عنان السماء ..

غير أن نوري المالكي بدلا من يتعلم ويكتسب تلك الخبرة والمهارة في الإدارة و القيادة ليصبح رجل دولة بنّاء ليذكره التاريخ ( كما يذكر نصير الفقراء الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ) انتهى عهده الثاني كارثيا مثقلا بنكبات وفواجع و أطلال خرائب ، بحيث سوف لن يذكره التاريخ غير أفشل سياسي قميء لا يستحق غير الازدراء و الاحتقار من قبل غالبية الأجيال العراقية و على مر التاريخ ..

و نفس الشي يمكن أن يُقال عن حيدر العبادي من ناحية فشله في إدارة الدولة والحكومة وتردده الواضح في مكافحة الفساد و الفاسدين بشكل جدي وشامل ، يعني اجتثاثا من الجذور و كذلك نكوصه في إحداث تغيير سياسي و اقتصادي و اجتماعي عميق ومؤثر و ذات نقلة عصرية في تاريخ العراق و ضمن نتائج مثمرة وملموسة من قبل المواطنين ..

إذ كان يُفترض بحيدر العبادي أن يكتسب الخبرة والمهنية بعد وجوده نائبا في مجلس النواب لدورات متتالية و عديدة ورئيسا للجان برلمانية سيما منها المالية ، كان يجب أن يكون متسلحا بهذه الخبرة السياسية ليست قصيرة ـ عندما عُيّن رئيسا للحكومة ، غير أنه بقي يراوح في محله خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى الوراء، يعني إن مظاهر الفساد و التخلف والفقر و التلكؤ في الخدمات و التهرؤ في مفاصل البنى التحتية بقيت كما هي ، لتزداد مؤخرا سوءا و شحة و تدهورا ..

طبعا دون حاجة إلى ذكر عهدي ” والله ما أدري ” و ” كونفشيوس العراق ” القصيرين و المليئين بأسوأ مظاهر الفساد و النهب المنظم للمال العام : نعني علاوي و الجعفري ..

ناهيك عن غالبية نواب ورؤساء وأعضاء مجالس المحافظات والبلديات الذين كان همهم الوحيد هو حشو جيوبهم و إهمال احتياجات الناس المهمة و الضرورية في حياتهم اليومية ..

أما رؤساء الجمهورية ونوابهم فلم يكونوا غير ” شجرة التوت بالبستان هيبة ” مع تسببهم في نزيف خزينة الدولة بمئات مليارات من الدنانير سنويا ، طبعا بدون فائدة أو نفع يُذكر لا للبلاد ولا للمواطنين ..

و هذا يعني أنه منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن استمرت مظاهر الفساد ونهب المال العام والتخلف و الفقر بالتوازي مع تداول هؤلاء الساسة الفاشلين في مواقع السلطة و الحكم و ضمن حكومات فاشلة وسقيمة وعقيمة ، و بدلا من أن يتحسن الوضع ــ ولو بدرجة بسيطة ــ فساءت الأوضاع أكثر فأكثر، بحيث أصبح المواطن محروما حتى من شرب مياه صالحة ، بينما فترات انقطاع التيار الكهربائي أزدادت بمدة أطول و أطول مما كان عليها في السابق ..

فمن هنا الوصول إلى حقيقة مريرة و عنيدة ومفادها بعد كل هذه السنوات الطويلة من فشل فوق فشل و مظاهر فساد سرطانية يتضح تماما :

ــ أن هذه الطغمة السياسية الفاسدة والفاشلة ( بما في ذلك نظامها السياسي الهجين والمشوه ) لا تصلح للحكم ولا لإدارة البلاد التي أوصلتها إلى زقاق مسدود ، ولا عمليات ترقيعها و مكيجّتها بخطوات وهمية وتضليلية ، بل كلما استمرت في مواقع السلطة والنفوذ ازدادت عمليات أضرارها المادي و المعنوي أكبر فداحة ، لتصبح أكثر خطورة و كارثية على مصير البلد ..

فمن هنا ضرورة التغيير السياسي الجذري من قبل الشارع العراقي يعني بالعراقي الدارج :

قلعا و شلعا ..

أجل قلعا و شلعا من الجذور كما هو الأمر لعملية استئصال الخلايا السرطانية ! …

ولكن بدون أعمال عنف دموية ..

إذا ….

إذا لم تتم عملية تدارك الأمورفي اللحظة الأخيرة و السير الصحيح والصائب في طريق مكافحة الفساد و الإصلاح و التغيير الجدي و الجذري الشاملين سواء في بنية النظام السياسي الهجين والمشوه ذاته ، أم في مواقع السلطة و حتى ضمن أحزاب فاسدة اثبتت فسادها المزمن وفشلها الذريع ومع التسبب في معاناة و أضرارة كبيرة و هائلة بحق البلاد والعباد و التفكير الجدي بحظرها النهائي ..

حقا فبماذا يختلف حزب الدعوة أو أضرابه الغربانية أو أفضل من حزب البعث ؟!..

لقد احتاج حزب البعث 40 عاما ليدمر نصف العراق أما نصفه الأخر فقد دمره حزب الدعوة وفروعه و أمثاله في مدة أقل من 15 سنة ! .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here