إلى أنظارالساسة اللصوص : بستة مليارات حلت مصر أزمة الكهرباء

بقلم مهدي قاسم

ما أن بدأت خدمات الكهرباء تتلكأ قليلا في مصر حتى أسرعت الحكومة المصرية بحلها من خلال اتفاق أبرمته مع شركة سيمنز الألمانية بكلفة لا تتعدى قيمتها حدود ستة مليارات دولار فقط ــ رابط الخبر أدناه* ..

بينما العراق صرف حتى الآن أكثر من أربعين مليارا دولارا ( ثمة تقديرات أخرى تقول ستين مليارا ! ) على ” تطوير ” و تنمية الطاقة الكهرباء ولكن عبثا و هباءا في الهباء..

إذ بدلا من أن تتطور الطاقة الكهربائية وتتحسن خدماتها لتكون ذات تدفق يومي متواصل و بلا انقطاع ، فإنها ازدادت شحة وتلكؤا و انقطاعا دائما و لساعات طويلة ، سيما في فصل الصيف الجهنمي القائظ و الساخن اللاهب ، مما تسببت في معاناة شديدة للمواطنين ..

فيا ترى لماذا أفلحت مصر في حل أزمة الطاقة الكهربائية بكلفة ستة مليارات دولار فقط ، بينما العراق لم يفلح في ذلك بعد صرف أكثر من أربعين مليار دولار ؟..

ربما الأبله و الأحمق وحدهما لا يعرفان الجواب الكامن والمعروف أصلا في حقيقة مظاهر الفساد و كثرة اللصوصية المشرعنة والفرهدة المنظمة للمال العام و ضمن مقاولات و مشاريع استثمارية وهمية وعلى نطاق واسع وعبر أربع دورات انتخابية مشبوهة في العراق ، والتي من خلالها انفردت أحزاب الفساد الإسلامية ــ الشيعية ــ والسنّية ، على حد سواء، على عمليات النهب و السلب التاريخية والفريدة من نوعها قديما و حديثا..

بطبيعة الحال ليس قصدنا هنا تكرار الحديث عن مظاهر الفساد هذه والتي بات كل قاص و دان في العالم يعرفها جيدا ، إنما التأكيد فقط على حقيقة عدم وجود أية فائدة لعملية الترقيع والمكيّجة لتجميل أو تحسين بشاعة وقباحة هذه الأحزاب السقيمة و الفاسدة حتى النخاع ، أنما الحل الجذري يكمن في أبعادها عن ممارسة أية سلطة أو مسؤولية ، لأنها أثبتت خلال كل هذه السنوات الطويلة من ممارسة السلطة والحكم و المسؤولية بأنها ليست فاسدة فقط ، أنما فاشلة و عاجزة تماما أيضا عن أن تتغير لتكون نزيهة و مستقيمة و ذات روح إصلاحية و تغييرية جذرية و شاملة ..

لا أبدا ..

إذن فالحل الوحيد هو إبعاد هذه الأحزاب الفاسدة و فروعها المنخورة عن السلطة والحكم و اختيار أناس كفؤين حتى ولو كانوا من غيرعراقيين ..

و ذلك لكون الوضع المـتأزم لم يعد يتحمل أكثر من ذلك ولا طاقة الناس بالصبر الذي نُفد من شدة الخيبة والمهاناة ، ولكون المسألة تتعلق بمصير شعب يبلغ تعداد سكانه ما يقارب أربعين مليونا وهم بحاجة إلى أبسط خدمات في حياتهم اليومية مثل ماء صالح للشرب و كهرباء ورعاية طبية و غير ذلك من أشياء أخرى و ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية..

هذا دون أن التأكيد على أنه بدون وجود خدمات كهربائية متواصلة على مدار اليوم لا يمكن القيام بتنفيذ و تحقيق أي مشروع وطني أو استثمار خارجي حقيقي ناجح و مثمر ..

يعني بدون كهرباء لا يحدث أي تحسن ولا تقدم و لا تطور ولا تحديث ولا أي شيء آخر ..

فيما يلي رابط فيديو حول الاتفاق المصري الألماني لحل أزمة الكهرباء في مصر

#مصر توقع اتفاقية مع شركة #سيمنز بمجال الكهرباء وتعبر الكهرباء قضية امن قومي ،،،

Geplaatst door ‎ابو رعود العراقي‎ op Zondag 29 juli 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here