البصريون مابين طلب مؤدب وجواب صلف

فؤاد المازني

الإعلام الذي تمتهنه الحكومة العراقية على لسان رئيسها يبقى في دائرة الزيف والخداع والممطالة والإستهانة وإمتصاص نقمة الجماهير والتوهيم وذر الرماد في الأعين وإعطاء الوعود بإبتسامات النفاق وكلمات الحزم التي لاتتعدى الترقوة من على المنصات وفي القاعات المغلقة .. هذا مادأبت عليه وإعتادت تمارسه ضمن سلوكيتها في جميع المواقف وإن أعلنت خلاف ذلك على لسان إعلامها الزائف . المسيرة التي إنطلقت في مدينة البصرة الفيحاء أرادت الحكومة وئدها قبل أن تولد وعمدوا لعرقلتها قبل الشروع بها ولكن الإرادة لاتقهر .
رغم الحياة الصعبة والمؤلمة التي يعيشها المواطن البصري بدون أدنى مستويات للخدمات من جانب ومن جانب آخر تمادي الحكومة بأحزابها التي صمت آذانها وإستغشت ثيابها وأدارت ظهرها لكل ماتطلبه المرجعية لهذا الشعب المظلوم المنهك من ناحية ، ومن ناحية أخرى التعدي السافر على المرجعية من قبل مرتزقة وضفتهم جهات من الداخل والخارج لاتريد الخير لهذا البلد ، بكل وقار وإحترام وتأدب بادرت نخبة من المواطنين بتقديم طلب مؤدب ومحترم وبخلق رفيع إلى الجهات المعنية لإستحصال الموافقات الأصولية لخروج هذه النخب مع من خولها للتعبير عن رأيها تأييداً ونصرةً لمرجعيتها ومطالبةً بحقوقها (( إستناداً إلى إلى الصلاحيات التي منحها الدستور العراقي للمواطن وضمنت له حرية الرأي والتعبير وكذلك التجمع والتظاهر وبما لا يتعارض مع النظام العام والآداب العامة وأكدت عليها التشريعات والقوانين اللاحقة وعليه أعتبر التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق من حقوق المواطن .. نحن الموقعون في أدناه نيابة عمن خولنا من الشعب البصري العزيز نقدم طلبنا هذا راجين تفضلكم بالموافقة على منحنا هذا الحق الدستوري والقانوني لممارسته ضمن السياقات السلمية التي نؤمن بها وندعوا لها ونؤكد عليها لكون التظاهر السلمي هو أحد الوسائل الحقيقية للتعبير عن الرأي وصورة واقعية عن الديمقراطية والحرية وهو الصوت المعتدل الذي يطالب بالحقوق أياً كانت حسب منظور القائمين عليه مالم تتسبب في التجاوز على حقوق الآخرين والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة .. آملين منكم الإيعاز الى الجهات المعنية للتعاون معنا في هذه الممارسة الديمقراطية شآكرين لكم كل ماتبذلوه من جهود إستثنائية للحفاظ على أمن المواطن ومدينة البصرة الفيحاء داعين للجميع بالعزة والكرامة ولبلدنا الأمن والتقدم والإزدهار وما التوفيق إلا من العزيز القهار ..)) كان الجواب على هذا الطلب الوقور في نهاية المطاف جاف وصلف جداً (( أن الموافقات مقيدة على الإطلاق ويجب إستحصال الموافقة من بغداد فقط ويجب أن يقدم قبل خمسة عشر يوماً على الأقل لحين ورود الجواب من المركز )) وكأن المطالبين به غير بصريين ولا عراقيين ومن خارج البلد وقادمين من وراء الحدود أو ربما هم يعيشون في رغد ونعيم ويطلبون فوق تطلعات الشعوب ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here