المرجعية تخير الحكومة بين تنفيذ مطالب الجماهير او مواجهتها

المرجعية اعلنت بشكل واضح وصريح انها مع المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي تقوم بها الجماهير الشعبية في محافظات الوسط والجنوب وبغداد ودعت الحكومة الى تلبية مطالب الجماهير الشعبية ودعت المسئولين الى الاسراع في تشكيل حكومة قوية وشجاعة ونزيهة وقادرة على محاسبة ومعاقبة المسئولين الفاسدين الذين سرقوا اموال الشعب ويجب ان يكون رئيس الحكومة شجاعا وحازما في محاربة الفساد والفاسدين ولصوص المال العام والمقصرين والمهملين
لا شك ان هذا الموقف الشجاع والجري والحكيم من قبل المرجعية احدث حالة من الارباك والقلق لدى الطبقة السياسية وبدأت تعيد حساباتها وتغير في مخططاتها وتوجهها واخذ احدهم يرمي الجريمة على الآخر ويبري نفسه وهذا يعني على الفاسدين واللصوص ان يرحلوا ويتخلوا عن المسئولية اما تغيير الوانهم وتزويقها اعتقد لن تجد نفعا ولن تنقذكم من نيران فسادكم فالمرجعية الدينية الرشيدة قررت حرق المسئولين الفاسدين واللصوص بالنيران التي أججها فسادكم ونهبكم لاموال العراقيين
عندما حددت المرجعية الدينية صفات رئيس الحكومة الجديدة ان يكون شجاع وحازم وقوي وهذا يعني ان رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي ومن سبقه لا يملكون شجاعة ولا حزم ولا قوة وهذا يعني اسقاط حلم العبادي بولاية ثانية او غيره من الذين تسلموا رئاسة الحكومة في فترة سابقة وكل اعضاء حكوماتهم وهذا يعني ان دعوة المرجعية الى تأسيس حكومة شجاعة ونزيهة وحازمة وبرلمان نزيه وشجاع وحازم وقضاء نزيه وشجاع وحازم يعني على رؤساء الحكومات والوزراء وعلى اعضاء البرلمان ورئيس البرلمان وعلى السلطة القضائية وعلى اعضاء المؤسسات القضائية ان يتخلوا عن المسئولية لانهم لا يملكون شجاعة ولا حزم ونزاهة
كما ان موقف المرجعية الشجاع والحكيم كان بمثابة قوة ربانية دفعت الجماهير المتظاهرة والمحتجة الى التحدي ونزعت الخوف واليأس وزرعت بدلها الثقة والتفاؤل في النفوس وأنارت العقول وهذا يعني ان المرجعية الدينية اصبحت الناطقة الرسمي باسم الجماهير المنتفضة المحتجة سلميا واصبحت الجماهير المنتفضة المحتجة سلميا هي القوى الممثلة للمرجعية الدينية التي تطبق امرها وتنفذ ارادتها
الغريب ان الذين لا يملكون شجاعة ولا نزاهة ولا حزم بل المطعون في نزاهتهم واخلاصهم ومتهمون بالفساد وسرقة اموال العراقيين اسرعوا الى تأييد ومناصرة رسالة المرجعية الدينية والالتزام بها لا ادري هل يستهدفون بهذه اللعبة الخبيثة تضليل المرجعية الدينية ام تضليل الجماهير المتظاهرة والمحتجة اعتقد انهم اغبياء وحمقى فالمرجعية وصفتهم مسبقا بانهم لا يملكون لا شجاعة ولا نزاهة ولا حزم كما ان الجماهير المنتفضة سلميا وصفتهم بانهم لصوص وفاسدون وقرروا بصراحة انهم لا يكتفون بالمطالبة في اقالتهم فقط بل يطالبون بأقالتهم واحالتهم على القضاء لينالوا جزائهم العادل لما اغترفوه بحق الشعب والوطن من فساد وخراب وسرقة اموال وقتل خلال ال 15 عاما السابقة
نعم المرجعية الدينية الرشيدة أعلنت موقفها الواضح والصريح من الجماهير الشعبية التي تتظاهر وتحتج ودعت الحكومة الى تلبية مطالب الجماهير وحذرت الحكومة من مغبة الاحتيال وعدم الجدية في تنفيذ مطالب الجماهير الغاضبة ومحاسبة الفاسدين وابعادهم عن مناصب المسئولية وتعين عناصر شريفة نزيهة حازمة بدلهم والا فان موقف المرجعية الدينية سيكون اكثر وضوحا وشدة كان هذا موقفها قبل الانتخابات وبعدها حيث حذرت الحكومة بانها اذا تنصلت عن تحقيق ما تعهدت به او تعطل الامر في البرلمان او لدى السلطة القضائية فان الخيار الوحيد امام الشعب هو تطوير اساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض ارادته على المسئولين مدعوما في ذلك من قبل كل القوى الخيرة في البلاد وعندئذ سيكون للمشهد وجه أخر مختلف عما عليه اليوم وهذا يعني ان المرجعية ستنزل الى الشارع وتقود هذه الجماهير الحرة وفرض اراداتها
وهذا يعني ان المرجعية الدينية الرشيدة وضعت الحكومة وكل الطبقة السياسية بين خيارين لا ثالث لهما اما التمسك بخطة المرجعية وتنفيذ مطالب الجماهير المليونية او المواجهة مع العراقيين الاحرار وعلى الحكومة والطبقة السياسية ان تختار
وهكذا اثبتت المرجعية الدينية الرشيدة بزعامة الامام السيستاني انها سفينة النجاة من ركبها نجا ومن عاداها هلك انها الحامية والمدافعة عن القيم الانسانية الحضارية
فانها بموقفها هذا
اولا انقذت انتفاضة الجماهير الحرة من محاولات اعدائهم ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية من اختراقها وبالتالي انحرافها او الاساءة اليها
ثانيا انهت محاولات الاعداء التي بدات تطرح مثل انشاء حكومة انقاذ وطني بقيادة ضابط صدامي والاشارة الى قيام انقلاب عسكري
ثالثا منحت الحكومة خيارين وعليها ان تختار
وهكذا افشلت اخطر مؤامرة كان يعدها اعداء العراق والعراقيين
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here