الوهابية يفترون على الشيعة بالقول في ارتداد كل الصحابة بعد وفاة النبي محمد ص

نعيم

الهاشمي الخفاجي

بحث حول شبهة اتهام الشيعة بالقول في ارتداد جميع الصحابة ماعدى ثلاثة فقط

قضية ارتداد غالبية الصحابة بعد وفاة رسول الله ص، هذا الموضوع يثأر وبكثرة في مجالس ومنتديات ومحطات التلفزة التابعة للتيارات السعودية الوهابية، ويتهمون الشيعة أنهم يقولون في أن كل الصحابة ارتدوا ولم يبقى سوى ثلاثة أنفار فقط ويتم تضخيم الموضوع اكثر من حجمه والغاية إقناع الجمهور السني البسيط أن الشيعة يقولون في ارتداد الصحابة وبعد أن نسج المشايخ والخطباء منزلة في مخيلات العقول لجميع الصحابة منزلة عظيمة بحيث تم عصمة كل الصحابة وبدون استثناء بحيث هناك من الصحابة قتل مئات بل آلاف الصحابة وشتم ولعن صحابي آخر لكن هذا الصحابي وإن طمس في الموبقات والآثام فهو خال المؤمنين ومفترى عليه واسلامه حين وأنه فتح الامصار الإسلامية وقاد معركة بحرية وحقق نصر، وكأن التقوى تقاس في الفتوحات رغم أن التاريخ نقل لنا قصة صحابي قاتل في معركة أحد وكان جريح وأبلى بلاء حسنا في القتال وسأله أحد الصحابة عن صموده قال له إنني لم اقاتل للدفاع عن محمد والإسلام وإنما قاتلت للدفاع عن العرض والحسب ومات وقال لهم رسول الله ص أن هذا الصحابي من أصحاب النار، خلال تصفحي الكتب التاريخية وجدت أحاديث كثيرة تتحدث عن هذا الموضوع نضع اليكم بحثان تطرقا الى هذه القضية المهمة
البحث الأول
أحاديث الارتداد من مصادر الأخوة أهل السنة والجماعة

ارتداد الصحابة من كتب اهل السنة و الجماعة

بعض الادله على ارتداد الكثير من الصحابة بعد وفاة النبي محمد صل الله عليه واله وسلم من مصادر اخواننا اهل السنة و الجماعة

الادله على ارتداد الكثير من الصحابة من مصادر الاخوة السنة

لقد دلت الروايات الكثيرة على أن وقوع التحريف في أحكام الدين قد وقع من بعض صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته .

منها : ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، والترمذي في سننه وصححه ، والنسائي في سننه ، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – في حديث – قال : ألا وإنه يجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول كما قال العبد الصالح : ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) ( 1 ) .
البخاري
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11975
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11976
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11977
سنن الترمذي
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1375&pageID=4115
ومنها : ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيحلون ( 2 ) عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي . فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ( 3 ) .
البخاري
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11190
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11189
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1388&pageID=11188
سنن النسائي الكبرى
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1378&pageID=16009
وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال : يرد علي الحوض رجال من أصحابي ، فيحلؤون عنه ، فأقول : يا رب أصحابي . فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ( 4 ) .
ومنها : ما أخرجه مسلم في صحيحه ، وأحمد بن حنبل في المسند وغيرهما عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا فرطكم ( 5 ) على الحوض ، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم ( 6 ) ، فأقول : يا رب ، أصحابي أصحابي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ( 7 ) .
مسند احمد
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1399&pageID=11312
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1399&pageID=8046
صحيح مسلم
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1390&pageID=7212
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1390&pageID=7213
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1390&pageID=7216
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1390&pageID=7217
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1390&pageID=7218
ومنها : ما أخرجه البخاري – واللفظ له – ومسلم ، عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله : إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم .
قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش ، فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم . فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : فأقول : إنهم مني . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي ( 8 ) .
مسند ابن ابي شيبة
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1402&pageID=246
صحيح ابن خزيمة
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1387&pageID=13
المعجم الكبير للطبراني
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1348&pageID=24747
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1348&pageID=24261
ومنها : ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأحمد في المسند وغيرهم ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليردن علي ناس من أصحابي الحوض ، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي . فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك ( 9 ) . إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي رواها حفاظ الحديث من أهل السنة بطرق كثيرة جدا وبألفاظ متقاربة ، وفيما ذكرناه كفاية ( 10 ) .
سنن ابن ماجه
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1372&pageID=4201
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1372&pageID=5901
الموطأ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=1414&pageID=185
السلسلة الصحيحه للالباني
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2116&pageID=3642
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2116&pageID=3634
تأملات في هذه الأحاديث : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : أقوام يدل على كثرة من بدل وأحدث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنه يستفاد كثرة ما حرف في الدين وبدل ، لأنه إذا كان الذين بدلوا أقواما فلا ريب في أن الذي بدل يكون كثيرا ، لأن ما بدله بعضهم لا يصح نسبته إلى غيره .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أصحابي ظاهر في أن أولئك المبدلين في الدين والمحدثين فيه هم ممن صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخالطه .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ارتدوا على أدبارهم القهقرى : الارتداد : هو الرجوع ، أعم من أن يكون من الدين أو من غيره ، وإن غلب إطلاقه على الرجوع عن الدين ، وهو محتمل في هذه الأحاديث ، إلا أن قوله : أحدثوا ظاهر في أنهم كانوا باقين على الإسلام ، لأن المرتد عن الدين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكنه أن يحدث في الإسلام شيئا ، اللهم إلا إذا كان يبطن خلاف ما يظهر ، ولعل المراد بالارتداد هو الرجوع عن بعض الواجبات الدينية المهمة ، والتنصل منها بعد توكيدها ، كبيعة أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة كما سيتضح في المباحث الآتية إن شاء الله تعالى .
وعلى هذا يكون المراد في هذه الأحاديث : أنهم أحدثوا في الدين ما أحدثوا ، وبدلوا في أحكام الله ما بدلوا . وبما أن هذا المعنى يثير سؤالا ، وهو : أنهم إذا كانوا قد اتبعوا الخليفة الحق المنصوص عليه من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف تأتي لهم أن يحدثوا في الدين ما شاءوا ؟ أجاب بقوله : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى أي رجعوا عن ما وقع منهم أو أمروا به من البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام .
(1) صحيح البخاري 6 / 69 كتاب التفسير ، باب سورة المائدة ، 6 / 122 سورة الأنبياء ، 8 / 136 كتاب الرقاق ، باب 45 .
صحيح مسلم 4 / 2195 كتاب الجنة . . . باب 14 ، سنن الترمذي 5 / 321 – 322 قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
سنن النسائي 4 / 117 وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي 2 / 449 . مسند أحمد 1 / 235 ، 253 .
(2) أي يطردون ويبعدون .
(3) صحيح البخاري 8 / 150 كتاب الرقاق ، باب في الحوض .
(4) المصدر السابق 8 / 150 .
(5) أي سابقكم ومتقدمكم .
(6) أي سأجادل عن أقوام رغبة في خلاصهم فلا ينفعهم ذلك .
(7) صحيح مسلم 4 / 1796 كتاب الفضائل ، باب رقم 9 . مسند أحمد بن حنبل 1 / 384 ، 406 ، 407 ، 425 ، 453 .
(8) صحيح البخاري 8 / 150 . صحيح مسلم 4 / 1793 .
(9) صحيح البخاري 8 / 149 . صحيح مسلم 4 / 1800 . مسند أحمد بن حنبل 3 / 281 ، 5 / 48 ، 50 .
(10) راجع إن شئت صحيح البخاري 8 / 148 – 150 ، وصحيح مسلم 1 / 217 ، 4 / 1794 – 1796 ، سنن الترمذي 4 / 615 – 616 .
سنن ابن ماجة 2 / 1016 . مسند أحمد 1 / 254 ، 402 ، 439 ، 455 ، 3 / 28 ، 102 ، 5 / 388 ، 393 ، 400 ، 412 .
صحيح ابن خزيمة 1 / 7 . مجمع الزوائد 10 / 364 – 365 . صحيح سنن ابن ماجة 2 / 182 . الموطأ ، ص 23 .
مختصر إتحاف السادة المهرة 10 / 594 . مسند ابن أبي شيبة 1 / 86 ، 94 . ( *

البحث الثاني
بحث رائع للاستاذ مروان خليفات تطرق للموضوع بطريقة علمية ومهنية رائعة
ارتد الناس الا ثلاثة !

هذا الموضوع من أكثر المواضيع التي تُثار بين الفينة والأخرى، وهو ناتج عن اساءة فهم للنظرية الشيعية حول الصحابة، وقد يكون الأمر متعمدا لصد الناس عن الحق، سأبين هنا وجهة نظر الشيعة الإمامية وهي مأخوذة عن أئمة أهل البيت ع ، سنبين المقصود بالردة و قضايا أخرى مرتبطة بالموضوع.

روى الشيخ الكليني : ( عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم، ثم عرَف أناسٌ بعدَ يسير. وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا، حتى جاؤوا بأمير المؤمنين مكرَهاً فبايع، وذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾) روضة الكافي: 213-214.

وردت عباراة عديدة في الروايات حول ارتداد الناس، منها : (( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله ) (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر)…

هذه العبارات لها شبيه في مصادر أهل السنة، ومنها ما قاله ابن هشام : ( قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم : أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك)
سيرة ابن هشام، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية ،ج 5 – ص 300.

وجاء في القرآن الكريم بشأن أهل مكة قوله تعالى : ( لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون) سورة يس، 7.
أي استحقوا العذاب !

وروى البيهقي : (قبض رسول الله فارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة ) السنن الكبرى البيهقي ،ج:8 ص:200 .

وقد ذكر البخاري ومسلم حديث الحوض وأنه يؤخذ بالصحابة إلى النار، فينادي رسول الله ( فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)
صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاته.

وفي صحيح البخاري : ( فأقول أصحابي أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم) وفي رواية : ( (قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب في الحوض، و ج 4 – ص 110.

قال ابن حجر في تفسير همل النعم : (قوله (فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه والهمل بفتحتين الإبل بلا راع وقال الخطابي الهمل مالا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال والمعنى انه لا يرده منهم إلا القليل لان الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره )
فتح الباري ج 11 – ص 414

معنى الارتداد

ارتد الناس … قد يرتد المرء عن الإسلام وقد يرتد بمعنى يرجع عن العمل ببعض الواجبات أو الأركان، لأن أصل الارتداد هو الرجوع .

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾
سورة يوسف: 96.

وقال سبحانه :﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾
سورة النمل: 40.

قال الطبري بعد أن ذكر معنيين للأية : (وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : قبل أن يرجع إليك طرفك من أقصى أثره ، وذلك أن معنى قوله يرتد إليك يرجع إليك البصر)
جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج 19 – ص 200

فيكون معنى ارتد الناس أي رجع الناس، والمعنى أنهم رجعوا عن بيعة الإمام علي ع، والذي يدل على ذلك رواية الشيخ الكليني التي ذكرناها .
روضة الكافي، ص 213-214.

فالردة في الأحاديث لا تعني الرجوع عن الإسلام وإنما عن بيعة خاصة لأمير المؤمنين ع وهكذا فسرها العلماء.

قال الشيخ المفيد رحمه اللَّه : ( واجتمعت الشيعة على الحكم بكفر محاربي أمير المؤمنين ، ولكنهم لم يخرجوهم بذلك عن حكم ملَّة الإسلام ، إذ كان كفرهم من طريق التأويل كفر ملَّة ، ولم يكفروا كفر ردّة عن الشرع مع إقامتهم على الجملة منه وإظهار الشهادتين . وان كانوا بكفرهم خارجين عن الإيمان … )
الجمل ، ص 30

وقال الشيخ محمد حسن المظفر : ( معنى الارتداد ؛ والظاهر أنّ له معنيين : حقيقيا : وهو الانقلاب عن الدين بمخالفة بعض أصوله ؛ كالشهادتين عند الجميع ، والإمامة عند الإماميّة . ومجازيا : وهو مخالفة بعض أحكام الدين المهمّة )
دلائل الصدق لنهج الحق، ج 5 – ص 80.

قال الإمام الخميني : ( والظاهر عدم إرادة ارتداد جميع الناس ؛ سواء كانوا حاضرين في بلد الوحي أو لا . ويحتمل أن يكون المراد من ” ارتداد الناس ” نكث عهد الولاية ولو ظاهراً وتقيّة ، لا الارتداد عن الإسلام ، وهو أقرب) .
كتاب الطهارة ، ج 3 – ص 446

قال السيد الگلپايگاني : ( ان قلت : فما تصنع بما قاله الإمام أبو جعفر عليه السلام : ارتد الناس بعد رسول الله إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد .

نقول : أن هذا الارتداد ليس هو الارتداد المصطلح الموجب للكفر و النجاسة والقتل ، بل الارتداد هنا هو نكث عهد الولاية ، ونوع رجوع عن مشى الرسول الاعظم ، وعدم رعاية وصاياه ، ولو كان المراد منه هو الارتداد الاصطلاحي لكان الإمام عليه السلام – بعد ان تقلد القدرة وتسلط على الأمور – يضع فيهم السيف ويبددهم ويقتلهم من أولهم إلى آخرهم خصوصا بلحاظ ان توبة المرتد الفطري لا تمنع قتله ولا ترفعه بل يقتل وان تاب)
نتائج الأفكار ، الأول، ص 196

لقد فسر بعض علماء أهل السنة أحاديث ارتداد الصحابة، بما لا يخرجهم عن الإسلام وهو ما يتوافق مع تفسير الإمامية، فقد نقل الحافظ ابن حجر عبارة عن الإمام البيضاوي في توجيه معنى الارتداد ما نصه: (ليس قوله (مرتدين) نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام، بل يحتمل ذلك، ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة)
فتح الباري، ج11 ص 334.

وقال ابن الجوزي نقلا عن الخطابي : ( ليس معنى الارتداد الرجوع عن الدين ، إنما هو التأخر عن بعض الحقوق اللازمة ، والتقصير فيها )
كشف المشكل من حديث الصحيحين ، ج 2 – ص 356 – 357

وجاء في نهاية ابن الأثير ولسان ابن منظور : ( وفي حديث القيامة والحوض: (فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقرى): أي متخلِّفين عن بعض الواجبات، ولم يُرِد ردَّة الكفر…)
النهاية في غريب الحديث 2/214، لسان العرب 3/173.

لقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم اقتتال الصحابة نوعا من الكفر، فقد روى البخاري : ( عن جرير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
صحيح البخاري ، ج 1 ص 38، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تسمية العبد الآبق كافرا.

هذا بحث اختصرته مأخوذ من كتاب مخطوط ( قيد الطباعة)

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
كلام الاخ الاستاذ مروان خليفات بحث مقنع يوافق المنطق والعقل وبكل الاحوال الصحابة والتابعين ومن خلفهم ومن جاء بعدهم ونحن سوف يستقر بنا المقام نموت ويجمع الله بيننا ويحاسبنا بعدله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا ما أتى الله بقلب سليم اللهم اجعلنا من أصحاب البصيرة والقلوب السليمة والسائرين على نهج وسنة محمد وال بيته الاطهار القادة الهداة باب مدينة علم رسول الله وسفية نجاة الأمة مع خالص تحياتي غايتي من نشر هذا الموضوع ليس لتبادل الاتهامات وانما لاثراء الثقافة ليعرف بعضنا البعض الآخر ومن حق الإنسان المسلم أن يختار المذهب الذي يريد يعبد الله به من خلاله مع تحيات نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here