باقة ورود

بينما كان يجلس في أحدى محطات انتظار الباصات، وهو يحتضن باقة ورود متنوعة الألوان والأشكال، وعيناه الصغيرتان اللتان لم تتجاوزا العاشرة ، تحلقان بعيدا… إذْ جلست الى جنبه فتاة، وعيناها تشعان ابتسامة مصحوبة بملاطفة :
هل انك ستهدي هذه الباقة الى حبيبتك التي تنتظرها؟
فأجاب برقة ممزوجة بشيء من الحزن:
بالتأكيد ..أنّي سأهديها الى حبيبتي، ولكنّي لم أنتظرها، بل انّي طالع اليها.
فأردفت الفتاة وهل أن حبيبتك تدرس معك في نفس المدرسة ؟
ثمة شيء أعاقه في الرد على سؤالها ، وارتسمت دمعة على وجنته ، وبعد هنيهة أجاب:
كيف تدرس معي ، وهي التي وهبتني كل شيء ، وبعثتني للوجود؟!
كان الجواب بالنسبة للفتاة ، لغزا صاعقا، هز مشاعرها وفجر فضولها !
لم أفهم منك شيئا ايها الجميل …
فأجاب : نعم ، أنّي سأضع باقة الورود على قبرها، بعد أن حرمني الأرهابيّون منها في تفجيراتهم ، وأصبحت لا أمَّ لي…

الدكتور ابراهيم الخزعلي
موسكو/ 13.07.2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here