وسط حضور جماهيري حاشد الشيوعيون العراقيون يحتفلون بميلاد صحافتهم الـ 83

أقامت لجنة الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد، صباح أول امس السبت، حفلا جماهيريا في مناسبة الذكرى السنوية 83 لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية.
الحفل الذي احتضنته قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس، حضره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وعدد من قيادي الحزب، إلى جانب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، وجمع من الشيوعيين وأصدقائهم من الإعلاميين والمثقفين والأدباء والناشطين المدنيين.
وبعد الاستماع الى النشيد الوطني، دعا الرفيق حسين النجار عضو اللجنة المركزية للحزب الذي ادار الحفل، الحضور الى الوقوف دقيقة صمت تقديراً لشهداء الصحافة الشيوعية وشهداء العراق.
بعد ذلك ألقى عضو اللجنة المركزية الرفيق ياسر السالم، كلمة الحزب في المناسبة، التي سلط فيها الضوء على تاريخ الصحافة الشيوعية العراقية، ومطبوعاتها، ونضالها، وما واجهها من مصاعب، ووقوفها الدائم إلى جانب تطلعات أبناء الشعب. (نص الكلمة في أدناه).
ثم ألقى الشاعر مهدي القريشي كلمة في المناسبة عنوانها “قلبك يا كامل شياع”، استذكر فيها شهيد الثقافة كامل شياع.
وشهد الحفل ندوة عن مجلة “الثقافة الجديدة”، ودور الكاتبين والصحفيين الرائدين، الراحل د. صلاح خالص والشهيد د. صفاء الحافظ، في تأسيس هذا المطبوع وإصداره. وقد ادار الندوة الشاب فريد حبيب. فيما تحدث فيها الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق، الشاعر ابراهيم الخياط، مستعرضاً تاريخ نشوء الصحافة العراقية، والعديد من المجلات العراقية التي صدرت خلال مسيرتها، ومنها مجلة “الثقافة الجديدة” الصادرة في العام 1953.
وأوضح الخياط ان المجلة في بداية تأسيسها حملت اسم “الطليعة”، لافتا إلى انها، ولكونها رفعت شعار “فكر علمي .. ثقافة تقدمية”، جرى الاتفاق على أن يتحول اسمها إلى “الثقافة الجديدة”.
وفي سياق الحفل، تحدث الرفيق حسين النجار عن “راديو الناس”، الذي أسسه الحزب الشيوعي العراقي عام 2004 تحت شعار “صوت اليوم لغد أفضل”، متطرقا إلى الصعوبات التي واجهها الكادر العامل في الراديو، ومشيراً إلى ان العديد من الاسماء اللامعة عملت في هذا المنبر الاعلامي المهم، أمثال الشاعر الكبير عريان السيد خلف، والاعلامي الراحل احمد المظفر والاعلامي الطبيب د. مزاحم مبارك مال الله، والكثير من الاسماء الادبية والثقافية.
وقدم الرفيق رائد فهمي لوح إبداع الإعلام المركزي للحزب الى راديو الناس وتسلمه المخرج علي عبد الستار. ثم تحدث الرفيق ياسر السالم عن الرفيق جواد كاظم الطائي وجهوده المميزة في العمل سابقاً وحالياً في ادارة جريدة طريق الشعب، ولجهوده قدم له الرفيق الدكتور صبحي الجميلي لوحاً آخر.
بعدها تحدث الرفيق عادل شبيب، عضو لجنة الاعلام المركزي عن الرفيق عاصي دالي، وتقديراً لجهوده في رفد الجريدة بالكتابات والتغطيات الصحفية قدمت عضو المكتب السياسي للحزب الرفيقة شميران مروكل لوح ابداع الاعلام له.
وفي الختام أدت “فرقة أنغام الشبيبة” الموسيقية، باقة من الأغنيات الوطنية والتراثية.

كلمة الحزب في احتفالية عيد الصحافة الشيوعية *

نرحب بكم في هذه الأصبوحة التي نستذكر فيها تاريخا مديدا من النضال العنيد والعمل الدؤوب والابداع المتجدد.. تاريخ 83 عاما على صدور “كفاح الشعب” يوم 31 تموز عام 1935، الجريدة الأولى لحزبنا الشيوعي العراقي الوليد آنذاك.
وسجلت تلك اللحظة انطلاق مسيرة الصحافة الشيوعية العراقية، التي تعددت أسماؤها وفق متطلبات المرحلة النضالية للحزب، فكانت: كفاح الشعب، الشرارة، القاعدة، العصبة، اتحاد الشعب، صوت الشعب، الفكر الجديد، الثقافة الجديدة، طريق الشعب، أزادي، ريكاي كردستان، كفاح السجين، رسالة العراق، نهج الأنصار.. وغيرها من الصحف والمجلات التي أصدرها الحزب لا سيما المتخصصة منها والمناطقية، التي حمل كل مطبوع منها سمته الخاصة، من دون أن ينحرف النهج الأساس أو يحيد.
وبقيت صحافتنا الشيوعية، متصلة اتصالا وثيقاً بهموم الوطن، وبالفكر الماركسي، والتراث الاشتراكي. وعبر هذه المسرة المعطاء، غدت مدرسة متميزة همها الأول والأخير الشعب وطموحاته وما يواجه الوطن والعالم من قضايا ملحة.
وكان وراء هذا التألق رفاق وأصدقاء ومناضلون، شيوعيون وديمقراطيون وتقدميون، نعتز ونفتخر بهم ، انهم الرواد الذين اسسوا هذه المدرسة بتقاليدها ونهجها وعطائها المتألق، وهي في كل هذا تستمد العزم والقوة والإصرار من دعم جماهير شعبنا وإسنادهم، ومن سياسية ومواقف الحزب وقيمه ومبادئه واهتمامه اللامحدود بإعلامه ورعاية العاملين فيه.
اننا ننظر باعتزاز وافتخار الى المسيرة الحافلة لصحافتنا الشيوعية، والمدرسة الصحفية التي ارست أسسها وطورتها. وفي العيد الثالث والثمانين للصحافة الشيوعية العراقية نتذكر ونمجد شهداءها وروادها ورموزها، كما نتذكر ونمجد شهداء ورواد ورموز الصحافة العراقية جميعا.

الأعزاء جميعاً..
لا يخفى على أحد الظروف العصيبة التي مر بها وطننا، بعد التغيير في العام 2003، والتغييرات التي حصلت في النظام والمجتمع.
ومع تشابك الاحداث وتعقدها وتطورها، وسوء إدارة الحكومات المتعاقبة واصرارها على التشبث بالمنهج الفاشل ، منهج المحاصصة الطائفية – الاثنية ، وما نجم عن ذلك من تدهور في الخدمات الاساسية واتساع البطالة واستشراء الفساد ، شهدت مدن البلاد في السنوات الماضية والوقت الراهن احتجاجات شعبية واسعة تشترك فيها قطاعات وشرائح اجتماعية عدة، ترفع مطالب عادلة.
إن حزبنا الشيوعي العراقي اذ يقف مساندا للاحتجاج السلمي ذي المطالب العادلة والمشروعة، ويؤكد وقوفه مع المضطهدين بالفقر والعوز والحرمان، يدين الممارسات القمعية ضد المتظاهرين ويطالب باطلاق سراح المعتقلين منهم وابطال التعهدات السيئة ومختلف اشكال التعذيب والملاحقة والحرمان من الوظيفة . ان الحكومة مطالبة بتلبية مطالب الناس وخاصة الآنية والملحة منها.
ان الرسائل التي بعثت بها انتخابات مجلس النواب والتظاهرات الحالية تؤشر بان استمرار الحال من المحال، وتؤكد الحاجة الى التغيير وان تكون الحكومة المقبلة، حكومة كفاءات بلا محاصصات ولا فساد ، وان يكون لها برنامج اصلاحي حقيق بسقوف زمنية للتنفيذ. ان السير على خلاف هذا هو عنوان للفشل والمزيد من الازمات.
ومن أجل عراق اخر مختلف يستحقه العراقيون يطرح الحزب مشروع الاصلاح والتغيير ويسعى إلى تحقيقه مع القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية والوطنية، لاقامة الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية .
لقد غطت الصحافة الشيوعية بمنابرها المتعددة (جريدة، مجلات، وإذاعات وموقع إلكتروني)، جميع الاحداث التي رافقت الحراك الاحتجاجي في انطلاقاته المتعددة، وكانت أخبار هذا الحراك وشعاراته، تعلو صفحات الجريدة وتتصدر نشرات الإذاعة وتتقدم أخبار الموقع. فاعلام الحزب ، كما الحزب ، منحاز الى الناس وطموحاتهم وتطلعاتهم .
وهذا ليس بجديد على صحافة تحمل ارثا نضاليا بحجم أرث الحزب الشيوعي العراقي.

إيها الأحبة..
لقاؤنا اليوم، ليس مجرد احتفاء واستذكار وتكريم على أهمية ذلك، أنه تجديد للعهد بالمضي على ذات النهج والطريق.. “طريق الشعب”.
وتأكيد على مواصلة ما كانت الصحافة الشيوعية في سفرها الطويل، صحافة من حبر ودم، وصوتا يقول ما تصغي إليه العقول والقلوب.. هذه هي صحافتنا: محرض ومحفز ومنظم، وداعية واداة تنوير، ومسيرة رائدة، وتاريخ حافل، ومواقف شجاعة ومبدئية.
ففي زمن الخيارات الصعبة، أيام كان الحزب يلجأ إلى النضال السرّي، كانت الصحف الشيوعية بمثابة خندق متقدم من خلالها تعلن المواقف ويحرض الناس على الفعل السياسي المبدئي، وينظم الحزبيون صلاتهم عبر تداولها.
وعلى مر الأزمنة، ومع تبدل الأحوال والانظمة، لم تضيع الصحافة الشيوعية بوصلتها. فهموم الناس اهتمامها، والفكر التقدمي زادها، ووجهتها الوطن الحر والشعب السعيد.. وعلى هذا الطريق ماضية تتجدد.
تحية اجلال في عيد الصحافة الشيوعية، لمؤسسيها وجميع من ساهم في مسيرتها الخالدة.
المجد لشهداء الصحافة الشيوعية والعراقية عموما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القاها الرفيق ياسر السالم
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة “طريق الشعب” ص الاخيرة
الاثنين 30/ 7/ 2018
غالي العطواني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here