البقرة والضفدعة والقوة الرادعة!!

في قراءة الصف الثاني الإبتدائي في مدارس العراق أيام كان هناك وطن وشعب , كنا نقرأ قصة البقرة والضفدعة , وخلاصتها , أن الضفدعة أرادت أن تكون بحجم البقرة , فأخذت تنفخ نفسها , بم, بم , بم وتنتهي الحكاية بهذه العبارة “وانفجرت الضفدعة وماتت”.

تحضرني هذه الحكاية كلما إستمعت إلى خطابات وتهديدات العصافير للنسور المهيمنة على فضاء الوجود البشري والفاعلة بأهله وفقا لمشيئتها وما تقرره مصالحها.

نسور إن شاءت الإنصيال على أية شجرة أو دوحة أو بستان فلا أحد يمكنه أن يمنعها أو يقف بوجهها , لكن العصافير الموجودة فيها تدفع بعصفور أهبل للتحدي والمطاولة فيكون فريستها الأولى أو مقدمة لمسيرة إفتراس العصافير.

وكلما دارت إسطوانات تهديد العصافير للنسور يتحقق شيئان لا ثالث لهما , فأما العصافير غبية والنسور في منأى عنها , أو أن العصافير والنسور قد إتفقتا على أن تقوم العصافير بتقديم وجبات جاهزة للنسور , وبذلك تضمن العصافير الخائنة الخائفة حياتها بتقديم أضعف العصافير وأهبلها للنسور التي تريد طعاما شهيا.

لأن النسور كما تعلمون عندما تصول على العصافير لا تنذرها أو تتحاور معها , وإنما هو إستهداف مباغت وصولة سريعة خاطفة تنشب النسور مخالبها في أبدان العصافير , فهل وجدتم نسرا يتفاوض مع عصفور على إفتراسه؟

إنها لعبة تسويقية لتمرير الأهداف والمشاريع القاضية بأكل العصافير التي فقدت قوادمها وراحت ترتعش , تبحث عن ملجأ بين الأشجار والصخور , والعصافير ذات القوادم توهمها بالحماية والعناية , وما هي إلا تأخذها إلى حيث تفترسها النسور.

تلك حكاية البقرة والضفدعة في قوانين السياسة والتفاعلات الغابية المعاصرة , والمجتمعات التي إختارت أن تكون عصافير بلا قوادم هي التي قررت مصيرها وصارت فرائس للنسور , والضفادع التي لا تعرف حجمها وماهيتها وتريد أن تكون أبقارا كذلك هي التي قررت مصيرها وإنفجرت , وهذه هي اللعبة التي تنطلي على المنومين والمسيّرين بخطابات العمائم وفتاواها أجمعين!!

فهل من عصفورٍ أمين يا أمة الأنين؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here