تموز00 مهرجان الشمس 00 وهتافات الجراح- تموز مدونة سومرية

في سلسلة كتابات عبقرية ، ومقالات النخبة:
بقلم – رحيم الشاهر – عضو اتحاد ادباء ادباء العراق(1)
انا اكتب اذن انا كلكامش (مقولة الشاهر) (2)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد( مقولة الشاهر)
من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ!( مقولة الكاتب الشاهر)
انا كتاب متجول اشياؤه الحكمة ، فلا تبخسوني أشيائي!( مقولة الشاهر)
اذا تأملتَ تموز العراق ، سترى منه العجب ، وستتساءل: هل انبثق هذا الشهر من غلواء الزمان؟ ام من غلواء الجياع، والمقهورين والمظلومين ، والمهمشين وو000 الخ ، من ابناء هذا البلد المظلوم محليا وإقليميا ودوليا ؟
تموز صحب ثورات العراقيين ، منذ الأزل ، فهو في أيديهم مرة سيفا ، ومرة رمحا ، ومرة هراوة ، ومرة( فالة) ومرة ( مكيارا)، ومرة فانوسا ، ومرة قنديلا ، وقلما تراه سراجا وضاء ، وتخبرك حروفي اني لاارى ان تموز هو شهر تموز ، وإنما هو حزيران وآب ، وقليل من هذا الشتاء ، وبعضا من ذاك الشتاء 0 وفي تموزنا هذا 2018 ، كادت السماء ان تنطبق على الأرض ، وكادت الجبال ان تتدكدك ، وكادت الأرض أن تنطوي ، و كادت النجوم ان تهوي على بعضها، وكاد القمر ان يتلاشى الى الابد، لقد انفجرت النفوس وجن جنون المقهورين والمظلومين ، فلم يكتف تموز بالحرارة ، وإنما لذع النخيل بالملوحة ، فجعله يتجندل مصروعا كالفارس الهاوي في ساحة المعركة ، ومر بشعلته اللاهبة على وجهي دجلة والفرات وهما يطلبان الماء ، ويقولان (يااردوغان)، نحن أبناؤك وامتدادا دجلتك وفراتك! ،فلا تبخسنا حقنا وتتسبب بمقتلنا ومقتل آلاف الكائنات ، لادخل للماء بالسياسة الماء من حقوق الانسان والحيوان والنبات ، فلا تقحم هذا بهذا! وهنا زادت قساوة تموز على النهرين المقتولين عراقيا، فزاد لهيبهما لهيبا ، وتسبب بظمأ النهار والشطوط ، وتسبب بمقتل الأسماك والحيوانات ، وهجرة الطيور، وظهر في تموزنا هذا عوز الكهرباء وعجزها ، وتبيين ان كهرباء الشتاء ، لاتكفي فاتورة واحدة من فواتير طلبات الصيف ، وظهر كذلك ان الصبر ليس له سوى هتافات المقهورين والمظلومين 0
تموز من اكثر اشهر العام أثرا وخلودا في الزمان ؛ لأنه يكتب على صفحات الجراح ويدون على صفحات القلوب ، فهو الوحيد الذي باستطاعته ان يلثم وجه الشمس دون ان يحترق0
تموز في جنوب ووسط العراق عبارة عن مدونة سومرية ، عمرها أكثر من 7آلاف عام ، حفرت في ألواحها كل حروف حضارة العراق ، وكل حلاوة العراق ومرارته ، فكان نصيب مرارة العراق في مدونة تموز اكثرشجنا ، واشد وقعا 0 تموز لايكذب ان صرح ، بأن اهل العراق هم من اكثر الشعوب شقاء وعطاء وظلما ؛ لذلك تدفقوا بالشعر الحزين ، الذي تتقطع به نياط القلوب ، وكذلك تدفقوا بالغناء الحزين والنواح الحزين ، فكانت حنجرة الحقل والهور تظهران شجن القلوب وتملآن الرحاب وجعا وحزنا ، وهم اذا ماقدموا عبر آلاف السنين ، مروا بواقعة الطف ، فصار للدموع قضية ، وللدموع فرات خاص بها ، وللدموع حسين ع كما للصهيل وللسيوف حسين ع، فعجبا لهذا العراق يعطش وكادت انهار الدموع أن ترويه ، ويسرق وفيه نبي موعظة وجراح كالحسين ع ، ويظلم ابناؤه وفيه هتاف حسيني تنحت عن مداره القرون!
ان ميزة تموز في هذه الأيام ، انه يصول بخيوله في حومة تغيرات المناخ ، بمعنى انه جاء في خلل من فقدان الطبيعة لتوازنها ، فظهر اشد بطشا وقسوة ، مما دعى إلى التفجر ، فنحن بحاجة الى حكومة تفهم ماهو تموز في العراق ، لأنها حينئذ ستقف عند الهور وترى جماله المهدد بالانقراض ، وتقف عند الثروة الحيوانية وترى براءتها كيف تهدد ، وتقف عند الخضرة الجميلة التي ترسم ملامح الحقول الجميلة وكيف تتحول الى يبس متهالك 0
تموز مارشال من مارشالات الزمان ، علمته الشمس ان يحرق بياضه من اجل النبوة التي بعث من اجلها : نبوة ان تعيش حرا ، او تموت حرا00

31/7/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here