مجالس الشور ..فلسفةُ أخلاقية تربوية ..في فكر المحقق الصرخي

احمد الركابي

الشعائر: مفرد شعيرة، وهي سلوك يمارسه الفرد أو الجماعة بدلالات خاصة بها، تنشغل تلقائياً بين المجتمعات من جيل لآخر، على وفق التزامات ثابتة لممارستها, وتنطوي تحت الشعائر جميع المراسيم بأشكالها وأنواعها التي تلعب دوراً هاماً في جميع نشاطات الإنسان الاجتماعية، سواء كانت دينية أو وضعية قانونية هدفها ضبط تتابع بعض السلوكيات أو الحركات أو الأقوال الموجهة لتحقيق غاية معينة, ولم تقتصر الشعائر على دين بعينه أو مجتمع ما، بل تتعدى إلى ما هو أعم وأشمل وهي الانسانية.
إن مسألة الاهتمام بالشيء الجديد من ناحية زرع مفاهيم روحية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية المجالس الحسينية عن طريق إشراك الشباب في برامج تربوية لا تقتصر على شهر محرم الحرام, وإنما تمتد على طول السنة بحيث يستشعر الشباب روح النهضة الحسينية ويعملون على تجسيدها بممارسات إنسانية وتعايش سلمي وتصرفات سويّة بناءة.
فربما لا نستطيع تدارك الأمور لسرعة فتكها بالإنسان نفسه أو بالمجتمع الذي يعيش فيه , ولا يخفى على جميع المسلمين الأسباب الرئيسية لتلك الحالة النفسية والتي أساس تدبيرها هي القوى العالمية لإفساد المسلمين ولتشوية صورة الاسلام الحنيف في نظر المسلم وغير المسلم , من خلال ادخالها الثقافات والممارسات التي من شانها تؤدي الى الانحلال والتسافل والابتعاد عن الأخلاق الاسلامية الحميدة شيئا فشيئا , بالإضافة الى تحريك اجندتهم السياسية والدينية للضغط والقسوة على الشعوب الاسلامية وتكريههم بالحكم والتشريع الاسلامي من خلال استخدام الكذب والخداع والقتل والوعود الكاذبة والتشجيع على الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية ولأتفه الاسباب , وهنا تقع المسؤولية العظمى لصد تلك الهجمة الشرسة على عاتق العلماء ورجال الدين واستخدام العقل والحكمة في مدارات الشباب والحفاظ على كيانهم وانفسهم وعقائدهم , ولا اعتقد ان هناك شيء اقرب الى نفوس الشباب من الشعائر الحسنية ومجالسها رغم الاختلاف في مستوى التدين.
ومن هذا المنطلق كان الانصار المحقق الاستاذ الصرخي الدور في تعظيم شعائر الحسين( عليه السلام) من خلال الشور و البندرية التي لها وقع في النفوس واستلهام مبادئ الثورة الحسينية المباركة وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :

((مجالس ومهرجانات الشور والبندرية وسيلة مثالية لغاية حتمية، وهذه الغاية تقوائية ..وسطية.. أخلاقية.. تقويمية.. تطويرية
لقد خصّت مجالس ومهرجانات الشور والبندرية التقوى والوسطية والأخلاق بحيّز كبير من اهتماماتها وانشغالاتها، إلى الحد الذي دفع بها إلى عدّها موضوع التربية الأخلاقية والثقافة الأدبية، الجوهر الأساس لإقامتها، لأهميتها في تحصين الفرد والمجتمع، فقد اعتمدت في نهجها فلسفة أخلاقية تربوية بحراكها الذي توزّع على جميع محافظات ومدن وقرى العراق، بل تعدّى حدوده لفائدته الإصلاحية والتعريفية والتنويرية عالميًا، باعتباره وسيلة مثالية لغاية حتمية، وهذه الغاية تقوائية ..وسطية.. أخلاقية.. تقويمية.. تطويرية، تهدف إلى انتشال الشباب من براثن الفتن الإلحادية والشذوذ الإباحية، فتحملت مسؤولية التوسط بين روادها ومحبيها والعمل على تقريب وجهات نظر المختلفين والمتخالفين في موضوعة الشور والبندرية الفكرية والأدبية والزمانية، بتعايشهم وتقاربهم ومجادلاتهم بالتي هي أحسن، طوال فترات تواجدهم القولي والأدائي والحركي، الذي أجازه المحقق الصرخي شرعيًا وبيّن أهمية أطوار الشور و البندرية لغويًا وبلاغيًا وأخلاقيًا باستفتائه الموسوم (الشور .. سين سين .. لي لي .. دي دي .. طمة طمة).))
أنصار المرجع الأستاذ الصرخي

في الحقيقة إذا أردنا أن نحفظ أبناءنا فالطريق هو إقامة مجالس سيد الشهداء عليه السلام بعيداً عن الإساءة الى الشعائر الحسينية ،حيث تمثل الطريق الناجح لبناء الإستقرار الأخلاقي والنفسي للشخصية الإنسانية وخاصة الشباب ، كما أنها تشكل حصناً منيعاً للحفاظ على الهوية الإسلامية أمام الغزو الثقافي وعواصف الإلحاد ورياحها العاتية
https://e.top4top.net/p_870guego1.jpg
—–

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here