ضابط عراقي يكشف سرا “لأول مرة” حول المتورط في حرق آبار النفط الكويتية

كشف قصي المعتصم، الضابط في الجيش العراقي السابق، اليوم الخميس، سرا “لأول مرة” حول هوية المتورط في حرق آبار النفط الكويتية.

وأكد قصي المعتصم براءة قوات الجيش العراقي، التي كانت متواجدة في الكويت بعد الغزو من تهمة إشعال النيران في آبار النفط الكويتية، بحسب تصريحات نقلتها عنه وكالة (سبوتنيك) الروسية وتابعتها (بغداد اليوم).

واتهم الضابط العراقي، الولايات المتحدة الأمريكية بأنها هى من قصفت تلك الآبار لتأجيج الصراع.

وقال المعتصم في مقابلة، “بكل أمانة وصدق وهذا الكلام يقال للمرة الأولى، وربما لا يعرفه الكثيرون، وحتى الكويتيين ومن أجل إعادة التاريخ إلى وضعه الطبيعي”.

وتابع، “الكويت لم يحررها التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، إنما من قام بتحريرها هم أفراد الجيش العراقي، الذين رفضوا قتال القوات العربية أو القتال بشراسة حتى الاستماتة، والتي كانت ستدمر الكويت، والدليل على ذلك أننا إلى أن خرجنا من الكويت لم تدمر بناية واحدة ولم تدمر البنى التحتية للدولة”.

وأضاف الضابط في الجيش العراقي السابق، إن “أول يوم بدأت فيه الطائرات الأمريكية بضرب آبار النفط والمنشآت النفطية الكويتية، هو في 17 كانون الثاني 1991، والتي تم الإدعاء بعدها بأن العراق هو من قام بتدميرها وهذا غير صحيح”.

ومضى: وأنا أقول لكم هذا السر لأنني شاهد عيان عليه، فقد أرادت أمريكا تضخيم الأمور في تلك اللحظات وقطع الطريق على كل مبادرات المصالحة، وكانت القمة العربية التي عقدت من أجل الغزو حريصة على إدانة العراق والسماح للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات وضع العراق تحت البند السابع.

وبين، أن”هذا كان أبلغ دليل على التخبط العربي وعدم الرؤية الحقيقية للحالة، التي كان يمكن حلها حتى لو تم الانتظار لفترة أطول”.

وأشار الضابط العراقي إلى أن العرب ساهموا في “عدم الحل، بل وتأجيج الصراع لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المستفيد الأول والأخير من كل ما حصل”.

يذكر أن الجيش العراقي، بدأ في صبيحة الثاني من اب 1990، غزواً للكويت بأوامر مباشرة من رئيس النظام السابق صدام حسين، واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت بإستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 اب، ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين خلال 4 – 8 اب تحت مسمى جمهورية الكويت.

وأعلنت الحكومة العراقية يوم 9 اب 1990، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة رقم 19 للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشأت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.

وتمكنت واشنطن بعد ذلك من بناء ائتلاف يتجاوز حلفاءها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكانت حصيلة هذا التحالف: 38 دولة، و750 ألف جندي (75% منهم أميركيون)، و3600 دبابة، و1800 طائرة، و150 قطعة بحرية، لاخراج القوات العراقية من الكويت.

وحين اكتملت الترتيبات الميدانية لقوات التحالف، وانقضت المهلة الممنوحة للعراق للخروج من الكويت؛ تحولت الأزمة إلى مرحلتها الأخيرة التي تمثلت في استخدام القوة العسكرية لإرغام العراق على هذا الانسحاب، وكانت أهم محطاتها:

– فجر السبت 17 يناير/كانون الثاني 1991: قوات التحالف تبدأ حملة جوية مكثفة شملت الأراضي العراقية كلها سمتها “عاصفة الصحراء”، وكانت أحيانا بمعدل ألف غارة جوية في اليوم. في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس العراقي صدام حسين -عبر الإذاعة العراقية- أن “أم المعارك قد بدأت”.

– 18 يناير/كانون الثاني 1991: العراق يرد على الحملة الجوية ضده بإطلاق ثمانية صواريخ أرض/أرض من طراز سكود على أهداف داخل إسرائيل. كما باشر إطلاق العشرات من صواريخ سكود على عدة مدن سعودية، مثل العاصمة الرياض والجبيل البحرية والظهران وحفر الباطن، وعلى مملكة البحرين.

– 20 يناير/كانون الثاني 1991: العراق يقرر إلغاء كافة المواثيق التي عقدها مع السعودية منذ 17 يوليو/تموز 1968 بسبب مشاركتها في التحالف.

– 23 يناير/كانون الثاني 1991: العراق يبدأ عملية سكب ما يقارب مليون طن من النفط الخام في مياه الخليج العربي.

– 29 يناير/كانون الثاني 1991: وحدات من القوات العراقية تسيطر على مدينة الخفجي السعودية ذات الأهمية الإستراتيجية (معبر لحقول النفط شرقي السعودية)، لكن سرعان ما قامت قوات سعودية وقطرية باستعادتها. وقد سُميت هذه العملية “معركة الخفجي”.

– 30 يناير/كانون الثاني 1991: وزيرا خارجية الاتحاد السوفياتي وأميركا يصدران بيانا مشتركا -في ختام اجتماعهما بواشنطن- قدما فيه عرضا للعراق بقبول التحالف وقف القتال، إذا تعهد العراق “على نحو لا لبس فيه” بالانسحاب من الكويت وتنفيذ القرارات الأممية.

– 13 فبراير/شباط 1991: طائرتان أميركيتان من نوع “أف-117″ تلقيان قنابل ذكية على الملجأ رقم 25 في حي العامرية ببغداد، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص معظمهم من النساء والأطفال.

– 22 فبراير/شباط 1991: صدام يعلن قبوله اقتراحا روسياً بالانسحاب من الكويت خلال ثلاثة أسابيع على أن يشرف مجلس الأمن على الانسحاب. ولكن أميركا رفضت العرض.

– فجر يوم 24 فبراير/شباط 1991: انطلاق الحملة البرية عبر عدة جبهات، وقوات التحالف تشن هجوما على أجنحة الجيش العراقي الذي كان متمركزا غربي الكويت، ثم قامت بالتوغل مسافات داخل الكويت وجنوبي العراق.

– 25 فبراير/شباط 1991: العراق يعلن موافقته على كل شروط الانسحاب.

– 26 فبراير/شباط 1991: الجيش العراقي يبدأ مغادرة الكويت وفق خطة انسحاب غير منظمة، مما أدى إلى تزاحم دباباته ومدرعاته وناقلات جنده على طول الطريق بين البلدين، فكانت هدفا مكشوفا لطيران التحالف الذي قصف أرتال جنوده فدمر 1500 عربة عسكرية عراقية وقتل المئات من الجنود.

– 27 فبراير/شباط 1991: الرئيس الأميركي جورج بوش الأب يعلن وقف إطلاق النار و”تحرير الكويت”.

– 14 مارس/آذار 1991: أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يعود إلى وطنه بعد أشهر من أداء حكومته أعمالها مؤقتا انطلاقا من السعودية.

– 3 أبريل/نيسان 1991: صدور قرار مجلس الأمن رقم (687) القاضي بوقف رسمي لإطلاق النار بعد حرب “تحرير الكويت”، وبتدمير “أسلحة الدمار الشامل” العراقية، وإنشاء صندوق خاص بتعويضات المتضررين من غزو الكويت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here