في ذكرى تراجيديا الـ 3 من أب ؛ لازلتم أقوياء

خضر دوملي
ما كنت أريد الكتابة عن الذكرى الرابعة للتراجيديا الكبيرة لإبادة الايزيدية هذه السنة، لأن التراجيديا مستمرة والابادة مستمرة، لكن استوقفتني بعض المنشورات التي نشرها زملاء واصدقاء هنا وهناك كل واحد منهم ينقل صورة من صورة المأساة، فقلت لأدلو بدلوي بطريقة مختلفة، لأقول : لاتزال الروح الانسانية للايزيدية هي الاقوى، ولايزال ذوي الضحايا والسبايا هم الاقوى بأنسانيتهم.
في الـ 3 من أب 2014 تصور مجرمي تنظيم داعش الارهابي، أنهم يعلنون نهاية وجود الايزيدية في سنجار فخسئوا، أعلنوا أنهم سيقومون بإبادتهم ويتمون اطفالهم، فأصبح اليتامى يجوبون اصقاع العالم من استراليا الى كندا من ألمانيا الى امريكا ليخبروا العالم اي نوع من البرابرة قد واجهوا، واي نوع من الجرائم نجوا منها… السبايا الناجيات اصبحوا سفراء السلام والمحبة وسفراء المطالبين بتحقيق العدالة نعم قالتها نادية مراد – تحقيق العدالة في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش – لم تقل فقط للجرائم التي ارتكبها التنظيم ضد الايزيدية حصرا، السبايا الناجيات اصبحوا رموز مؤتمرات عالمية يلتقون وزراء الخارجية ويبنون الصداقات ويرسلون رسائل محبة للعالم ويقولون لهم، نحن باقون وسنبقى وسنعود اقوى، ينقلون لهم اي نوع من المجرمين والوحوش نجوا من قبضتهم، الذين لم يعرفوا الانسانية في منازلهم فأصبحوا عتاة يبعيون السبايا وهم يتصورون انها فرحتهم الازلية بالفوز بنعمة الجلوس مع الله في جنات النعيم، والله من براء.
لازال الناجين والنازحين هم الاقوى، أليسوا هم اكثر قوة وانسانية واكبر تنظيم ارهابي يخاف منهم، لقد كسروا شوكة الارهابيين واصبحوا فرجة للعالم، وهم الذين هزموا الجيوش و دمروا المدن، ولكن عندما جاؤا لجبل سنجار تقهقروا وتراجعوا وذلوا … ألستم اكثر قوة من يوم الابادة ولازلتم.
تصور المجرمين والمتهاونين الذين رموا بأنفسهم في مزبلة التطرف أنهم سيتقاسمون الغنائم وينعمون بالسبايا أبد الدهر وسيحيون ظواهر يندى لها جبين الانسانية – سبي الفتيات وقتل الرجال وأجبار الاطفال على تغيير ديانتهم، ونسيان لغتهم الأم – تصوروا بانهم سيرقصون على اعتاب السيدة زينب* في سنجار ويدمرون قباب شرفدين** لأنهم مجردين من الروح الانسانية ولايقبلون ان يعيش غيرهم على هذه الارض ألا على طريقتهم … !!.
ألستم اقوى؟؟ فقد اراد الدواعش ومن ساندهم ان يسكتوا صوت الايزيدية على مدى الدهر، ليصحوا ولعنة القتل الجماعي في حردان وكوجو وسبي الاطفال الصغار تهز مضجعهم، وتشوه خلقهم وخالقهم في المحافل الدولية، حتى وهم يهربون من جحر الى أخر، ومن ليلة ظلماء لأخرى، هي أخر ليالي حياتهم .
تزدادون قوة ويزدادون خذلانا وتشويها، ارادوا أن يدمروا الرموز الدينية فأصبحت اكثر شموخا في بعشيقة وبحزاني بهمة الغيارى بعد لن أعادوا بنائها بعرق جبينهم، الصورة التي أذهلت العالم، متسائلاً كيف ينتفض شعب غبار الابادة على وجنتيه ليبنى رموزه مجددا وهي أكثر زهور ؟؟ فلم يجدوا الاجابة ولن يجدوها !!! ، ، أظهروا وحشيتهم بمجازر القتل الجماعي في كوجو فأصبحت كوجو تلاحقهم في مضاجعهم حيثما كانوا، واصبحت رمزا لكشف وحشيتهم وعداوتهم للانسانية … ارداو ان يسبوا النساء والاطفال ويلقنوهم دروسا في الايمان الكاذب، فأصبح هؤلاء يكشفون عورتهم وخستهم كيف أنهم كانوا باسم الدين يغتصبونهم ويرتكبون الفواحش.
لازلتم الاقوى في سنجار كما في بحزاني في ديربون كما في مهت في شيخان كما سنونى وباعدرى*** نعم انتم الاقوى، فالعالم كله ينظر بعين كيف يقوم بأنصاف الايزيدية وبعين اخرى كيف ينصف بقية ضحايا داعش، دون ان ينسى ليقول لابد ان يتم دعم الايزيدية ومساندتهم..
في الـ 3 من آب اغسطس وبعد مرور اربعة اعوام على غزوة داعش على الايزيدية بهدف إبادتهم،،، ينتفض الايزيدية خطوة خطوة، يتقدموا المحافل الدولية يساندون الناجيات، يحيون الذكرى ورؤوسهم مرفوعة وهم يقولون لن نسكت الى ان تتم محاسبة أخر مجرم تلوثت أياديه بسبي النساء وخطف الاطفال وعودة أخر مخطوفة، وبعدها لازلنا الاقوى لاننا نمتهن فن التسامح والعفو لمن يستحق العفو، لازلتم الاقوى وانتم تقولون فليتقدم من يريد تحقيق العدالة ليقول لنا نحن معكم في محاسبة المجرمين والقصاص العادل والتعويض والانصاف المعتدل لكل من اصبح ضحية جرائم داعش، نعم لكل ضحايا أرهابيي داعش بعيدا عن أنتمائاتهم، هذه رسالة الايزيدية يطلبون الخير لغيرهم قبل ان يحددوه لأنفسهم، أليست هذه ابرز علامات القوة.
*مزار السيدة زينب واحدة من مزارات الشيعة في مدينة سنجار تم تدميره من قبل تنظيم داعش بعد غزوته لسنجار.
**مزار شرفدين واحد من المزارات المهمة للايزيدية في شمال جبل سنجار حاول تنظيم داعش مرارا وتكرارا مهاجمته والسيطرة عليه اثناء احتلاله سنجار لكنه فشل للمقاومة الكبيرة التي ابداها الشجعان هناك في الدفاع عنها.
*** مجموعة مدن وبلدات ومجمعات سكنية ومناطق ومواطن الايزيدية في العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here