العراق في خطر من ينقذه كيف ننقذه

لم يتغير لم يتبدل شي في الآليات في الواقع في الظروف التي خلقت الفساد وجعلت منه قوة كبيرة ونفوذ قوي لا يمكن مواجهته ووقف تمدده واتساعه بل جعلته منتصرا وفائزا ومنتشرا في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة ما نسمعه من مهاترات ومن عبارات رنانة من هذا وذاك المسئول بالقضاء على الفساد والفاسدين انه مجرد هراء نسمعه منذ تحرير العراق قبل 15 عام وحتى الآن في حين نرى الفساد يتسع ويتفاقم وعدد الفاسدين يزداد ويزدادون قوة ونفوذ
لا توجد في العراق احزاب سياسية كما هو موجود وما هو معروف في العالم فالاحزاب السياسية تنشأ لخدمة الشعب والتضحية في سبيله وخلق السبل والوسائل في بناء الوطن وسعادة الشعب والمعروف جيدا يقوم كل حزب سواء كان قديما او جديد النشأة بطرح برنامجه خطته رؤيته في كيفية بناء وطنه وسعادة شعبه والذي ينتمي اليه يعني انه مطلع بشكل جيد على برنامجه على خطته على رؤيته وان هدفه خدمة الشعب من خلال تنفيذ برنامجه وخطته ورؤيته لا يريد مالا ولا نفوذا ولا منصبا لهذا نرى عدد الاحزاب قليلة لا تتجاوز عدد اصابع اليد اما الاحزاب في العراق فانها مجرد عصابات وشبكات للفساد والرذيلة والدعارة هدفها نشر الفساد وخداع الشعب وسرقة ثروته سرقة طعامه وشرابه وعلاجه ودوائه سرقة حليب وكتب اطفاله واقلامه وحتى رحلته ومدرسته
وما هذا العدد الكبير من الاحزاب التي نشأت في العراق بعد تحرير العراق في 2003 كان نتيجة للحرية التي حلت بالعراق بعد التحرير فاسرع اللصوص وعناصر شبكات الدعارة والتزوير وأهل النصب والخداع وقطاع الطرق واهل الرذيلة بكل انواعها وحتى الخونة والعملاء كما قامت دول وجهات خارجية لها مطامع خاصة بتشكيل احزاب وتيارات سياسية وعصابات خاصة بها وتعمل وفق خططها وبدأت حركة سياسية لا مثيل لها في العالم حتى اصبحت السياسة مهنة من لا مهنة من يبحث عن المال والنفوذ والقوة والنساء عليه ان يتنمي الى احد الاحزاب السياسية فقط يعلن انتمائه حتى لو لم يعرف اسمه وهكذا اصبح عدد الاحزاب كثير لا يمكن حصرها وعدها ولا يمكننا معرفة اسمائها قيل انها بلغت اكثر من 200 حزب ليس لها خطة و لا رؤية واضحة ولا برنامج
وهذا يعني ان هذه الاحزاب غايتها وهدفها سرقة اموال العراقيين الذين اطلقوا عليها عبارة الكعكة وكل حزب يريد ا لحصول على الحصة الأكبر في زمن اقصر هذه هي خطة الاحزاب السياسية هذا لونها وشكلها ولكن حقيقتها وجوهرها انها مجرد اوكار عصابات للسرقة وشبكات للفساد والدعارة وهذا هو برنامجها وهذه هي رؤيتها وهذا هو منطلقها لهذا نرى كل اللصوص وعناصر عصابات السرقة والرشوة والاحتيال والتزوير واهل الدعارة والرذيلة قرروا الانتماء الى هذه الاحزاب اي عصابات السرقة وشبكات الاحتيال لحماية انفسهم ومساعدتهم في عمليات السرقة والاحتيال والاغتصاب وحتى القتل والدعارة لهذا اصبح لكل منصب في الدولة له ثمن وهكذا نشأت اسواق شبيهة بأسواق النخاسة في الاردن في دول اخرى لبيع المناصب لمن يدفع اكثر
هذه هي حال الاحزاب السياسية وهذه حال السياسة والسياسيين في العراق هل يرجى خيرا من هكذا طبقة سياسية لا شك اذا استمرت هذه الحالة بنفس الآليات والظروف لا يرجى اي خيرا بل ان الامور تسير الى الأسوأ
السؤال من ينقذ العراق كيف ننقذ العراق من الهاوية التي يسير اليها
لا بد من خلق طبقة سياسية جديدة صادقة نزيهة شريفة غايتها خدمة الشعب وحمايته لا خدمة نفسها هدفها مصلحة الشعب لا مصلحتها وخلق آليات جديدة في اختيار من يمثل الشعب تسد الابواب بوجه الفاسدين والذين في نفوسهم مرض
تخفيض رواتب اعضاء البرلمان والمسئولين الى درجة لا يتجاوز عن ضعف اقل راتب في العراق والغاء الامتيازات والمكاسب والتقاعد ووضع عقوبات رادعة بكل من يخون امانة المسئولية اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وهكذا اغلقنا الباب بوجه الفاسدين والمنحرفين والذين في نفوسهم مرضا والذين يريدون للعراق والعراقيين شرا من شياطين الانس والجن وفي نفس الوقت فتحنا الباب امام الشرفاء والمخلصين والصادقين
كما يجب العمل بكل جد واخلاص على ترسيخ ودعم الديمقراطية والتعددية وحكم الشعب واحترام الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية ورفض العنف والقوة وعدم التجاوز على الدستور والمؤسسات الدستورية
وهذا يتطلب رفع مستوى العراقيين من خلال التخلي عن القيم العشائرية والتخلق بالقيم الديمقراطية
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here