السيد رئيس الوزراء المحترم.

د. عبدالحميد العباسي

كما تعلمون, ليست هناك تجربة جديرة بالاستنساخ ولاهناك تجربة او سابقة يجوز تجاهلها. كان الملك فيصل الاول يُثير (يُحرض) العشائر العراقية, من طرفٍ خفي ثم يقول للمحتل *لابد لي ان ألبي بعض مطالبهم في الاقل والا تحول الاحتجاج الى تمرد. بقاء التظاهرات مستعرة يمكن اشهاره او التلويح به بوجه الطغمة الفاسدة وفي ذلك عون لك على الاصلاح إن عزمت وتوكلت. وهناك امرٌ اخر, فقد بولغ تأوبل الاعتداءات على الممتلكات الحكومية وعزوها الى اياد مندسة واجنبية, فاقول ان الاعتداء على ممتلكات الدولة مرفوض, تماما ولكن فد بختلط الامر على البعض المخلص, قيرى في ممتلكات الحكومة او مقرات الاحزاب, برى قيها رموزا للسلطة التي انتفض عليها فيصب غضبه عليها وهذه ظاهرة عفوية ليست غير مألوفة في التظاهرات العارمة في العالم وقد يكون ما يرمز الى السلطة الظالمة اشد ايلاما
كلنا نتذكر كيف راح الناس يهشمون الجداريات إبان الانتفضة الشعبانية حتى قبل اطلاق سراح سجناء ذلك العهد لانها, الجداريات كانت في نظرهم ترمز الى السلطة الغاشمة. والملفت ان السلطة, نفسَها عندما استعادت سطوتها بادرت مباشرة الى ترميم الجداريات, رمز وجودها وقد أوجز المتنبي هذه الظاهرة بقوله * احتمال الاذى ورؤية جانيه++ غذاءٌ تُسلى به الاحسامُ. وبعد اكثر من الف سنه على مقولة المتنبي, هذه كُشف عن الالية البايولوجيه لما تحدثه رؤية العدو او ما يرمز اليه او يُذكِرُ به, ما تحدثه من احباط ولوعة في النفس وخراب في الجسد. وقد عَرَّجتُ على ذلك, سابقاً في مقالة من على هذا الموقع * اساليب الدكتاتور القمعية غير المرئية* واذا رحنا الى التاريخ البعيد نجد, مثلا ان القرامطة في ثورتهم, نقلوا الحجر الاسود من مكَّةَ الى البحرين, باعتباره رمز السلطة العدوة ومبرر وجودها. ثم لماذا يلوذ الاجنبي بهذه الجموع البائسة التي انهكها الجوع والعطش والحر واساليب التطهير العرقي التي سآتي اليه قريبا والتي خٌصَّ بها هذا الجزء من الوطن, اقول لماذا يلوذ الاجنبي بهولاء وعنده برلمانيون ووزراء وقادة وكتل , كلهم طائعون. و اخيرا اقول: كلنا أملٌ الا يكون نعتُ التظاهرات بان ورائها اياد اجنبية, الا يكون ذريعة لسحقها ومطالب الشعب الحقة وان تستمد الحكومة من هذه التظاهرات العون للقيام باصلاحات شاملة والا صار التغيير الجذري أمراٌ لا مَناصَ منه وفقكم الله الى ما فيه خير العراق وشعبه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here