اكذوبة العصا السحرية تكشفها الادارة القوية شبكة الاعلام العراقي أنموذج

معن البدري

قبل اكثر من سنة كانت شبكة الاعلام العراقي تعاني من مشاكل داخلية وصراعات سياسية تمتد جذورها لسنوات عديدة، كما انها لم تستطع ان تتجاوز عقدة البرامج ونشرات الاخبار الكلاسيكية اضافة الى انعدام التخطيط الاعلامي المدروس.

وعلى الرغم من المحاولات التي قام بعا مجلس الامناء عام ٢٠١٦ بقيادة رئيس المجلس انذاك مجاهد ابو الهيل لتطوير اداء الشبكة والنهوض بواقع عملها الا ان جميع تلك المحاولات اصطدمت بتراكم البيروقراطية في جميع مفاصل المؤسسة خاصة وان رئيس الشبكة انذاك لم يكن على قدر كاف من المهنية التي تؤهله للتفاعل مع محاولات التطوير التي سعى اليها مجلس الامناء وكذلك لم يستطع ان يستوعب الطاقات الاعلامية والاجهزة التقنية التي تنفرد بها الشبكة، وظلت الشبكة طوال تلك المدة تواجه طعنات الفاسدين من بعض العاملين واتهامات الراي العام لها بانها قناة تدافع عن الحكومة ولا تستجيب لمتطلبات الجمهور.

ولكن هذه المعادلة تغيرت بعد منتصف عام ٢٠١٧ وتحديدا عندما تسنم مجاهد ابو الهيل رئاسة الشبكة حيث انطلقت اكبر ثورة اعلامية في تاريخ المؤسسة وبدأت حركة العمل تتطور بشكل تدريجي على الرغم من محاولات التعطيل التي قام بها بعض اعضاء مجلس الامناء في محاولة لعرقلة العمل وادخال الشبكة في صراعات جديدة غير ان صدور امر ديواني من مجلس الوزراء في شهر شباط الماضي بانهاء عضوية اعضاء اربعة اعضاء من مجلس الامناء ممن تجاوزت مدت عملهم اربع سنوات حسب الفقرة السادسة من المادة ٢٦ من قانون الشبكة والتي تنص على ما يأتي(تنهى عضوية أقدم اربعة أعضاء في مجلس الأمناء الحالي خلال ستة أشهر من نفاذ القانون وتطبق الإجراءات المنصوص عليها بالنسبة لاختيار اعضاء جدد) حتى انطلقت مرحلة جديدة من العمل انتهت معها الصراعات السياسية والعشوائية واخذ التخطيط والتنفيذ يسود عمل الشبكة في جميع مفاصلها وانطلقت ثورة الاصلاح بتوحيد الخطاب الاعلامي تحت هوية اعلامية انبثقت من رحم الغرفة المشتركة التي اسستها ادارة الشبكة وبدات خطوات النجاح تشق طريقها، واخذ الجمهور يتحسس ثمرة التغيير في التعاطي الاعلامي مع الانتخابات التي تمت تغطيتها باسلوب مهني عكس الرؤية الجديدة للعمل القائم على الحيادية والموضوعية في نقل الحدث، كما اتضحت ملامح النجاح في برامج رمضان التي جاءت مغايرة عن السنوات الماضية بما حملته من مواضيع هادفة واسلوب طرح ناضج وكذلك في تعاطي وسائل الشبكة الاعلامية مع التظاهرات ونقل مطالب الجماهير بمهنية عالية، واطلقت الشبكة خلال هذه المدة القصيرة العديد من المبادرات الثقافية والاعلامية والوطنية، لكن ما حصل قبل يومين من رعاية الموسم الاول لصندوق دعم الدراما يمثل ابرز النجاحات التي حققتها الشبكة بعد ان تم التوقيع على انتاج ثلاثة اعمال درامية.

فكيف استطاع رئيس شبكة الاعلام العراقي مجاهد ابو الهيل ان يحقق كل هذا النجاح في زمن قياسي؟ فهل يملك عصا سحرية ام انه اعتمد على الارادة والتخطيط؟

لقد استطاع ابو الهيل ان يكذب نظرية العصا السحرية بعد ان حقق معجزة اعلامية وبموارد مادية محدودة مما يدلل على ان وجود الشخصيات التكنوقراط المستقلة على رأس الهرم الاداري هو مفتاح النجاح والنهوض بالواقع المؤسساتي واعادة بناء المنظومة الوظيفية بالشكل السليم والابتعاد عن المحاصصة التي ارهقت البلاد.

ان ظاهرة ابو الهيل يجب ان تعمم في جميع مؤسسات الدولة لان الرجل اثبت ان الادارة القوية والواعية لمتطلبات النجاح هي من تستطيع العمل باصعب الظروف وهو ما يستدعي دعم شبكة الاعلام العراقي ومساندة توجهات الادارة المهنية الشابة ومنحها المزيد من الوقت لان البلد بحاجة ماسة الى وجود اعلام وطني قادر على دعم توجهات البناء والاعمار وتحقيق التوازن بين متطلبات الشعب والاجراءات التنفيذية لتلك المتطلبات وهي دعوة تتلاءم مع انجازات الرجل وقدرته على انتزاع الشبكة من قيود المحاصصة والبيروقراطية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here