غزوة عشيرة بني مالك على عشيرة بني كعب؟!

علاء كرم الله
عذرا عزيزي القاريء، قد تتصور بأن المقال سيتحدث عن فترة من فترات الجاهلية والتخلف التي كان يعيشها العرب قبل الأسلام في قريش! أو أن يتحدث المقال عن العراق قبل تأسيس الدولة العراقية (1921) أو حتى قبل هذا التاريخ بمئات السنين عندما كانت القبائل العربية تغزوا بعضها البعض أما طلبا للثأر واما للحصول على الغنائم، أو قد يتصور البعض بأن المقال هو عنوان لفلم سينمائي لأحد الأفلام العربية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي!. المضحك المبكي عزيزي القاريء هو لا هذا ولا ذاك بل انني أتحدث عن واقعة حقيقية جرت أحداثها في الألفية الثانية في صبيحة يوم 5/8/2018!! وفي وسط بغداد، حيث شهدت العاصمة بغداد هجوما عشائريا وقع في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد كما يقال، قامت به (عشيرة بني مالك) بالهجوم على (عشيرة بني كعب)، وأمام مرأى ومسمع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدولة!؟. وأستعملت عشيرة (بني مالك) التي كانت ترفع راية العشيرة وتهز بها بالهواء!، كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة!. وتبين فيما بعد أن سبب الغزوة، له علاقة بحادثة مقتل عائلة في منطقة الطالبية!، عندما قام مسلحون مجهولون قبل أسبوع بقتل عائلة مكونة من 6 أشخاص بينهم 3 أطفال ولاذوا بالفرار!.وقد أستطاعت الأجهزة الأمنية مشكورة وبعد 3 أيام من الحادث من ألقاء القبض على المسلحين وأعترفوا بأرتكابهم الجريمة البشعة والتي كانت بدافع سرقة مبلغ من المال، وتم تدوين اعترافاتهم وأحيلوا الى القضاء. ولكن الموضوع لم ينتهي الى هذا الحد! ،لأننا ومنذ الأحتلال الأمريكي للعراق وسقوط النظام السابق عام 2003 أزددنا تخلفا وتراجعنا الى الوراء كثيرا وأصبحنا مجتمعا عشائريا دينيا مذهبيا طائفيا محضا يحمل كل صور التخلف والجهل! وهذا ما لمسه الناس أجمعين وأعترف به عموم العراقيين بما فيهم السياسييون أنفسهم الذين قادوا البلاد من بعد 2003!. ولأن العائلة المقتولة هي من عشيرة (بني مالك)، والقاتل الذي نفذ عملية القتل هو من عشيرة (بني كعب)، فلم تكتفي عشيرة (بني مالك) بأجراءات الحكومة والأجهزة الأمنية والقضاء العراقي، فقامت بشن هجمتها العشائرية ثأرا لقتلاهم وردا لأعتبار وكرامة العشيرة!، مستعملين في هجومهم الكاسح!، كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة طبعا ترافقها الهوسات والأهازيج لشد أزر المهاجمين وأستمروا بالرمي على بيت القاتل الذي هو من عشيرة (بني كعب) لأكثر من ساعة!. المصيبة أن كل مشاهد الغزوة ورمي الأعيرة النارية حدثت امام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية للحكومة كما ذكرنا آنفا والتي وقفت موقف المتفرج!!، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد وليس له علاقة بحفظ النظام والأمن الداخلي!. فتصوروا الى أين وصلت الأمور في البلاد؟! وماذا سيقول العالم عنا عندما يشاهد مثل هذه الصور ويسمع بمثل هذه الأخبار المعيبة والمخجلة؟. أن كل هذه المشاهد وغيرها من قصص الأنفلات الأمني والعشائري والأجتماعي الذي تعيشه العاصمة بغداد وبقية المحافظات بشكل يومي تقريبا بسبب غياب الدولة وضعف الحكومة وعدم وجود لشيء أسمه القانون!، بقدر ما تعتبر هذه أحد كوارث العراق المدمرة، ولكن هناك الكارثة الأكبر التي تنتظرنا والتي ندعوا الله عز وعلا أن يقينا شرها وشرورها؟!، ألا وهي الخوف كل الخوف أن تقتضي المصالح القومية العليا لكل من أيران وأمريكا بأعتبارهما اللاعبين الرئيسيين في العراق وتتطابق أرائهما وتتفق على تجديد الولاية الثانية لرئيس الحكومة (العبادي)!؟. اللهم لا نطلب منك رد القضاء وأنما اللطف به.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here