إسقاط البصرة من الإيرانيين معروفة ولا حاجة لذكرها !

د . خالد الفره غولي ..
هناك فرق كبير بين أهل البصرة من جهة وكل أهل العراق من جهةٍ أخرى قياساً بما تحمله البصريون من كوارث الحرب الظالمة والعدوان الإيراني المتكرر على البصرة والمعارك الكبرى التي خاضها أبطال العراق الغيارى من أسود جيشنا الباسل في التصدي لقوات العدو ودحر محاولاته المستميتة لإسقاط البصرة .. ليس هذا وحسب بل وقامت قوات العدو بقصف جميع مناطق البصرة بأسلوب همجي قلَّ نظيره أدى إلى هجرة بعض أهل البصرة إلى مدن العراق العظيم .. ويتذكر العراقيون تلك الأيام جيداً .. قصف البصرة بالمدفعية بعيدة المدى والراجمات والهاونات وصواريخ أرض -أرض ومن البحر ومن الجو ومئات التعرضات والمحاولات اليائسة التي كبدت العدو خسائر كارثية .. في عام 1987 وتحديداً في الشهر الثاني من هذا العام شهد العراق طقساً وأجواء عجيبة تمثلت بموجات من هطول أمطار غزيرة وبخاصة في البصرة ولأيام متتالية إمتزج فيها تراب البصرة بدم الشهداء الطاهر وهم يخوضون واحدةً من أهم ملاحم الأمة العربية في معركة الحصاد الأكبر وإقتراب القوات الإيرانية لمسافة كيلومترين من مركز المدينة وقد شارك في تلك الملحمة التاريخية الدفاعية والتي تحولت إلى هجوم مباغت لدفع قوات العدو إلى مسافة أبعد .. قوات الفيلق الثالث والفيلق السابع وقطعات من الفيلق الرابع والسادس والثاني والأول والخامس والحرس الجمهوري وقطعات أخرى أوقفت هجوم الإيرانيين وكانت بداية النهاية للحرب وتحرير كل أراضي العراق المغتصبة .. لكن الخسائر في صفوف قواتنا الباسلة كانت كبيرة جداً .. هذا مأعلن عنه بعد الحرب .. أكثر من ربع مليون شهيد وجريح ومفقود وخسائر مادية لايعوضها إلا الحفاظ على أرض العراق الطاهرة .. وسبب تكرار محاولات إسقاط البصرة من الإيرانيين معروفة ولاحاجة لذكرها .. معركة واحدة وبأيام قلائل قدم فيها العراقيون باقات وافواج من شبابهم مازالت دماؤهم لحد الآن آثارها باقية .. مع كل هذا يظهر سياسيُ عراقي يدافع عن قصبة كاظمة التابعة للواء البصرة ( الكويت حالياً) ليكرر نكتة غير مضحكة والنكات غير المضحكة طعمها مر وتُحزن العقل والوجدان لأنها عكس التوقعات .. يقول هذا الكذاب أن دول الخليج العربي دعمت العراق مالياً ! طيب فلنفترض هذا .. لماذا اذن خرج العراق مديوناً بــ(117) مليار دولار على أقل تقدير بعد الحرب ومن سيعوض دماء الشهداء والأمهات الثكالى واليتامى والمعوقين الّذين يقبعون الآن بين الفقر والمرض والعوز ؟ كيف يمكن لمنطق أو عقل واحد أن يتصور يوماً أن هذا الأمر قد حدث لو لم يكن تآمراً على قلب الموازنات لتكون دول الخليج هي صاحبة الفضل في تلك الحرب الضروس التي كان الكويتيون يشربون النركيلة ويلعبون الورق ويتفرجون على أبناء عمهم في البصرة كيف يتقطعون ويذبحون على بعد أمتار ؟ لماذا هذا الحقد الأسود على العراق وتكرار التآمر عليه ؟ فليطمئن أبناء العم بأن القوات الإيرانية اذا أرادت أن تسقط الكويت فسيكون بربع ساعة والدول المتبقية سوف لن تسقط بل سيرقن قيدها ( تعبير جامعي) إلى الأبد .. ونصيحة لكل العرب إمسكوا بالعراق وتمسكوا بأهله .. والسلام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here