رئيس وزراء..أم بقرة بني إسرائيل؟

 

أحمد عداي

قوي، شجاع، حازم.. هل عجزت الكتل عن إيجاده؟

تعاملنا مع المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، كتعامل الأولاد مع والدهم، يحبونه ويحترمونه، لكن لا يطيعوه في كثير من توجيهاته، ليس تمرداً، بل جهلاً بحكمته، و إذا أخطأوا، رجعوا ولاموه، لأنه- حسب رأيهم- لم يكن واضحاً في توجيهاته! فهل كانت المرجعية غير واضحة في توجيهاتها؟
كانت المرجعية منذ تأسيسها، ملجأً للشعب العراقي في أزماته، وخلاصه يتحدد بمقدار، إستماعه لتوجيهاتها، وإخلاصه في تنفيذ أوامرها، فلولاها لحصل ما لا يحمد عقباه، فالحمد له تعالى على وجودها بيننا.
تتدخل المرجعية، في ما يخص مصلحة الشعب، بحدود التوجيه والنصح، لأنها ترى بأن على السياسي المنتخب، مسؤولية العمل لتطبيق برنامجه الحكومي، كما وعد الشعب، ويحاسَب فيما بعد، على وفائه من عدمه، لذلك وضحت الخطوط العريضة للناخبين، عمن يصلح لأن يمثلهم، ثم أعطت مواصفات، لشكل الحكومة، وما مطلوب منها.
المشكلة، أننا -شعباً وكيانات سياسية- نريد من المرجعية، أن تقول ما يناسبنا، واذا لم يحدث ذلك، رحنا نفسر كلامها، بما يلائم قناعاتنا ومصالحنا، أو نكتفي بلومها على عدم وضوح كلامها، فنتخبط بين الاختيار الخطأ، والانعزال الخطر على مستقبل البلد.
كانت المرجعية واضحة جداً، في كلامها قبيل الانتخابات الأخيرة، في تحريمها لانتخاب الفاسدين، لكن لكل شخص منا قناعة خاصة، بفساد هذا او نزاهة ذاك، فلم تتوحد الآراء على أشخاص، نعتبرهم نزيهين فننتخبهم، أو فاسدين فنرفضهم، لأن النزيه في نظر فلان، هو راعي الفساد برأي علان، فالأمر متعلق بقناعاتنا، وليس بوضوح توجيهات المرجعية.
بعد الانتخابات، تاهت الكيانات السياسية، في عاصفة تشكيل الحكومة، من هم أطرافها؟ من المعارضون؟ ما هي مواصفات شخوصها؟ والأهم مواصفات رأس الهرم؛ فجاء كلام المرجعية واضح مجدداً؛ حكومة تقوم على أساس الكفاءة والنزاهة، و تحدد توقيتات زمنية، لإنجاز عملها؛ و رئيس قوي وحازم و شجاع، يستطيع إدارة كابينته، دون الخضوع للضغوط، وهذا لا يطابق، أي من الأسماء المطروحة.
مرت فترة طويلة، لم نلمس أي تقدم، في تشكيل الحكومة، بحجة انتظار نتائج العد والفرز اليدوي، التي أظهرت منذ بداياتها، ألا فرق يذكر بينها وبين الإلكتروني، وها هي تقترب من الإعلان عنها، فهل تُزف لنا بشائر تشكيل الحكومة، بالتزامن مع النتائج؟
أسوف تسرع الكتل، بتشكيل الحكومة الجديدة؟ أم ستحتاج إلى إيضاح أكثر؟ فتذهب إلى أمام جمعة كربلاء المقدسة، قائلة: قل للسيد السيستاني يبين لنا ما هو، “فإن البقر تشابه علينا”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here