طريق الشباب (حلقة ثقافية) ـ الضمير الاجتماعي !

* د. رضا العطار

من التعابير المألوفة ان يقول احدنا : انه ليس لهذا الرجل ضمير. وانه بذلك لا يبالي ان يقترف اية جريمة. ولكن الصحيح ان لكل منا مهما بلغ فساد ضميره، ضميرا، حتى المجرم له ضمير شخصي. اي انه يقتصر على مصالح شخصه،، ولكن الضمير العام بين الناس هو الضمير العائلي، إذ اننا جميعا نتجاوز مصالحنا الشخصية الى مصالح زوجاتنا واولادنا واخوتنا.

وليس لنا فضل في هذا الفضل العائلي، لاننا ننتظر من اعضاء عائلتنا مثله، او نحن نستمتع بما يشبه الاقتناء والامتلاك حين نرعى مصالح ابنائنا وبناتنا وزوجاتنا.

وقليل منا من يمتازون بالضمير الاجتماعي، اولئك الذين يفكرون في الاغراب والبعداء ممن لا تربطنا بهم قرابة او صداقة. وهذا الضمير يحتاج الى تربية وثقافة. ولذلك نراه على يقظة وحيوية في الامم المتمدنة. وعلى سبات وتخدر في الامم التي رزخت تحت سيطرة الطغيان والاستبداد. وعاشت قرونا في الفاقة والذلة حتى صار هم كل فرد ان يقول: انا وحيد. اوعلى الاكثر انا واولادي.

وقد اثمر الضمير الاجتماعي في اوربا الى اصلاحات سلمية مثل، منح المسنين الذين يبلغون الستين معاشات. ومثل، منح المتعطلين اجورا وقنت تعطلهم، ومثل، منح الحوامل اجورا وهن مرتاحات بالبيت نحو شهر قبل الوضع وشهر بعد÷، ومثل، تعويض المعتوهين عن عاهاتهم. ومثل، التعليم بجميع مراحله بالمجان. ومثل، المعالجة المجانية بالمستشفيات، هذا هو بعض مظاهر الضمير الاجتماعي في اوربا.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here