مواقف مختلفة للقوى العراقية بخصوص العقوبات الأمريكية على إيران

تباينت ردود افعال القوى السياسية العراقية ازاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران ما بين القبول والرفض والتحذير والنأي بالنفس والترقب.

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي يوم امس الثلاثاء (7 اب 2018)، ان “العراق ضد العقوبات الاقتصادية الامريكية على ايران ولا نتفاعل ولا نتعاطف معها وهي غير صحيحة، لكننا سنلتزم بها لاننا لا نريد ان نعرض مصالح العراقيين للخطر” .

واضاف، ان “العراق ضد العقوبات الاقتصادية على ايران لانه دفع اكبر ثمن لعقوبات ظالمة فرضت عليه مدة 13 عاما، ولان فرض العقوبات الاقتصادية على الدول لاتضعف الانظمة، بل تضعف الشعوب، ولايجوز معاقبة شعب كامل وتجويعه بسبب عمل سياسي”.

واوضح، انه “لا نتفاعل ولا نتعاطف مع العقوبات الاقتصادية ضد ايران وهي غير صحيحة، لكننا سنلتزم بها لاننا لا نريد ان نعرض مصالح العراقيين للخطر”.

وتابع، ان “الحصار والعقوبات تدمر المجتمعات ولا تحقق اهدافها، و نقف مع المظلومين والمستضعفين، ولكن شعبنا ايضا يحتاج ان نقف معه لا ان نقف مع المستضعفين وننسى شعبنا فمسؤوليتنا امام الله هي رعاية شعبنا، مؤكدا ان العقوبات ضد ايران عقوبات ظالمة”.

اما رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم فقد قال إن “ظروف العراق وطبيعة علاقاته مع إيران تجعل من الصعب عليه الالتزام بتنفيذ العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران.”

وفي المقابل استقبل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، اليوم الأربعاء (8 اب 2018)، السفير الإيراني لدى العراق “ايرج مسجدي، وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة ومن بينها العقوبات”.

وطالب المالكي الحكومة العراقية بأن لا “تكون طرفا في العقوبات الأمريكية على إيران.”

وشدد بيان لمكتب المالكي، على موقف الأخير الرافض للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، داعياً المجتمع الدولي إلى رفض “سياسة التجويع” التي تفرض على الشعوب.

كما ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، الى عدم الالتزام بالعقوبات على إيران، فيما عدها تهديدا لاستقرار المنطقة.

وقال حمودي في بيان صحفي، إن “حماقات الرئيس الامريكي دونالد ترامب طوال فترة حكمه فتحت جبهات خلافية كثيرة وخلقت مشاكل عميقة حتى مع حلفائه”، منوها ان “فرض الحصار على ايران هو جزء من مخططات كبرى لإثارة الفوضى في المنطقة وابتزاز ثرواتها”، فيما دعا لـ”ادانتها وعدم الالتزام بها”

وجدد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم الدعوة للتوجه نحو حوار جدي بين ايران والولايات المتحدة ومغادرة سياسات التصعيد وتجويع الشعوب .

وذكر الحكيم في بيان، “لقد أكدنا مراراً أنَّ التصعيدَ في العلاقةِ بين الولايات المتحدة والجمهوريةِ الإسلامية الإيرانية لا يصب في مسارِ تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق تطلعاتِ شعوبها في التنميةِ والازدهار”.

كما ورفضت عصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي، موقف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بشأن العقوبات الامريكية على إيران، مشيرة إلى أن هذا الموقف هو غير ملزم للحكومة العراقية المقبلة.

وذكر بيان صادر عن العصائب اليوم 8 آب 2018، أن “اسلوب فرض العقوبات على الشعوب هو اُسلوب مرفوض وان ما أصدرته الادارة الامريكية يشكل انتهاكا للقيم والاعراف الانسانية والقانونية”.

واضاف البيان أن “وضع العراق الحساس ومصالحه المتداخلة تقتضي على قادة البلد اتخاذ القرار المناسب الذي يلاحظ فيه مسألتان أساسيتان؛ الاولى سيادته الوطنية في اتخاذ قراراته بدون خوف او تبعية لطرف ما، والثانية تقديم مصلحته على مصالح الآخرين في ظل الظروف المعقدة والمصالح المتداخلة”.

كما وأعلنت كتائب سيد الشهداء في بيانٍ، أن العمل جارٍ لكسر الحصار المفروض على إيران، والذي فرض عليها نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، منذ أمس الثلاثاء.

وانتقد البيان، موقف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ووصفه بالمحبط وموقف الخذلان، إزاء ما قدمته إيران للعراق على حد تعبيره.

وأضاف البيان أنه لولا إيران لما كان العبادي في سدة الحكم، مشيراً إلى أن من واجب الحكومة العراقية الوقوف إلى جانب إيران لكسر الحصار الاقتصادي.

وفي ذات السياق أعلن حزب دعاة الإسلام في بيان، اليوم الأربعاء، أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب من فرض عقوبات أحادية على إيران يعد انتهاكا لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية.

ودعا البيان، الدول الإسلامية إلى رفض العقوبات والعمل على توسيع العلاقات بين الدول لمواجهة هذه الغطرسة السياسية والاقتصادية، بحسب البيان.

كما وطالب، الحكومة العراقية لتقديم الدعم الممكن لإيران، ورفض هذه العقوبات والإعلان الصريح بعدم الالتزام بها، محذراً المجتمع الدولي من الآثار السيئة لمثل هذه السياسة، أحادية الجانب وتداعياتها على الوضع السياسي والأمني في العالم والمنطقة.

ودعا تحالف “الفتح” الممثّل السياسي لميليشيات الحشد الشعبي حكومة العبادي بموقف صريح مساند لإيران ضد العقوبات.

وقال حسن سالم، العضو بالتحالف، الأربعاء، في بيان، إنه “يتوجب على الحكومة العراقية من باب الوفاء ورد الجميل أن تقف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفا شجاعا ومبدئيا لمساندة الشعب الإيراني الذي قدم الأرواح والمال والسلاح في محنة العراق الأمنية بدخول عصابات داعش”.

كما ودعت رئيس حركة ارادة حنان الفتلاوي الحكومة الى عدم التعاطي مع العقوبات الأمريكية، وقالت في بيان صحافي، إن “العقوبات الأمريكية الظالمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الشعب الإيراني، سيعاني منها الشعب، كما عانى منها الشعب العراقي سابقا في التسعينيات من القرن الماضي”.

اما كرديا فقد اكد رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي امس الثلاثاء، ان موقف حكومته تجاه العقوبات الامريكية على ايران سيكون باطار الموقف العراقي”.

واضاف، ان “العقوبات الامريكية على ايران ليست واضحة المعالم بعد بالنسبة لكوردستان، وان موقف الاقليم بطبيعة الحال سيكون ضمن اطار الموقف الرسمي للعراق”.

وقد اثرت العديد من الاحزاي والقوى السياسية الاخرى الصمت والنأي بالنفس وتترقب تطورات الاوضاع خلال الايام المقبلة.

وبدأت الرزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على طهران فجر الثلاثاء، وتشمل قدرة إيران على شراء الدولار والذهب والمعادن الثمينة والصلب والسيارات.

وحسب مسؤولين أمريكيين فإن الولايات المتحدة لن تمنح إعفاءات أو استثناءات من تطبيق هذه العقوبات، لكنها ستنظر في أي طلبات بشكل فردي.

ا.ح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here