المرجع الخالصي يدعو المجتمع الدولي والبلاد الاسلامية إلى وضع مقررات تحرّم العقوبات العشوائية.

دعا المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، المجتمع الدولي للسعي إلى وضع تشريعات ومقررات تحرّم العقوبات العشوائية، والتي تفسد النظام العالمي وتعتبر تدخلاً فضاً غير مشروع في الشؤون الداخلية لها، واكد سماحته على البلاد الاسلامية بأن تقود هذه المبادرة لأنها الدول المستهدفة قبل غيرها لهذه الممارسات العنصرية الجائرة، كما واستغرب سماحته من بعض الساسة المسؤولين العراقيين الذين اعلنوا استجابتهم لهذه العقوبات الظالمة مع اعترافهم بأنها خطأ استراتيجي ومناقضة لجميع المقررات الدولية متذرعين بقاعدة (اولية درء المفاسد على جلب المصالح).

وأشار المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 28 ذو القعدة 1439هـ الموافق لـ 10 آب 2018م، إلى سياسة العقوبات التي تعتمدها الدول المغرورة بقوتها الاقتصادية والعسكرية لإخضاع سائر الدول لإملاءاتها الامبريالية الاستبدادية مما يعتبر من اسوء الانتكاسات في العلاقات الدولية، وتذكر بعهود الاستعمار وشرائع الغاب على النطاق الأوسع.

وأشاد سماحته (دام ظله) بالدول التي استنكرت هذه العقوبات العشوائية الظالمة، وأكدت عدم الانصياع لها، مثل الصين، روسيا، الاتحاد الاوروبي وتركيا، مما يعني فرض العزلة الدولية على الدولة الممارسة لهذه المظالم.

ودعا سماحته (دام ظله) المجتمع الدولي للسعي إلى وضع تشريعات ومقررات تحرّم هذا النوع من الممارسات التي تفسد النظام العالمي وتعتبر مناقضة لسيادة الدول وتدخلاً غير مشروع في الشؤون الداخلية لها، مما يهدد النظام الدولي والسلام العالمي بأفدح الأخطار.

وأكد سماحته (دام ظله) بأن العالم الإسلامي يجب ان يكون مبادراً إلى أمثال هذه المساعي لأنها الدول المستهدفة قبل غيرها لهذه الممارسات العنصرية الجائرة، لا سيما في زمن النظام الأمريكي المتصهين بقيادة الإدارة العتيدة التي لا تخفي عنصريتها وعدوانيتها واحتقارها لسائر الدول والشعوب، بينما تبدي منتهى انحيازها للكيان العنصري الصهيوني ولسائر الأنظمة الشمولية الاستبدادية الانقلابية المتخلفة.

كما ابدى سماحته استغرابه من بعض الساسة المسؤولين العراقيين الذين اعلنوا استجابتهم لهذه العقوبات الظالمة مع اعترافهم بأنها خطأ استراتيجي ومناقضة لجميع المقررات الدولية، كل ذلك بدعوى كون هذا الموقف لمصلحة البلاد!!، والأغرب من ذلك التذرع في هذا الموقف المتناقض المتخاذل بقاعدة (أولية درء المفاسد على جلب المصالح)، مع ان الخضوع للعقوبات الأمريكية الأحادية الاعتدائية من أعظم المفاسد التي ينبغي درءها خصوصاً على العراق والعالم الإسلامي جميعاً، لأنها جزء من (صفقة القرن) الجائرة التي يلوّح بها الحاكم الأمريكي الصهيوني العنصري الجائر لمصلحة الكيان الصهيوني وسائر الانظمة الشمولية الاستبدادية المتخلفة في مصر والسعودية والخليج، وما التصعيد العسكري الوحشي على غزة واليمن الجريح وسائر الاصقاع بواسطة هذه الانظمة إلاّ صفحات أخرى من (الصفقة) التي ينبغي لساسة العالم استشعار أخطاءها والتعاون للوقوف في وجهها.

(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الانفال:25)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال:27)

صدق الله العظيم، وصدق رسوله النبي الكريم، وإنّا على ذلك من الشاهدين والشاكرين، والحمد لله رب العالمين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here