حكم التزوير ببراءة التزوير!!!…

حسن حاتم المذكور

[الـ (80%) لم يقاطعوا الأنتخابات, بل صوتوا للعراق, المتبقي صوتوا لرموز التبعية والفساد, اذن العراق هو الفائز, الحكومة التي ستتشكل (ابنة حرام), مر على سرير صناديقها اكثر من عابر سرير, لم يعترف بها العراق, ويرفضها العراقيون, ومن المقاطعة ابتداءت الأنتفاضة]

1 ـــ التزوير الأخير كانت فيه الوقاحة عالية, رفعت الأقنعة عن الأقنعة, ومسحت نقطة الحياء عن وشم سيماء السجود, يتحدث العراقيون في المحافظات: “يوم 12 / 05, كان عادي والناس مشغولون بأعمالهم وهمومهم, في اماكن متباعدة يشاهدون تجمعات من الأجهزة الأمنية والمليشيات الحزبية, وقليل من موظفي الدولة, يدخلون ويخرجون, يقال انها مراكز انتخابية” بعض المتابعين ظلموا الحقيقة عندما افترضوا ان حجم المشاركة في الأنتخابات قد بلغ الـ (20%), حتى ولو اقتنعنا بهذا الأفتراض, فكم هو حجم الفائزين فيها؟؟؟.

2 ــــ حصة الفائز الأول (سائرون) من عدد الذين يحق لهم الأنتخاب, لا تتجاوز الـ (4%), وحصة ائتلاف الفتح (3%), والنصر اقل قليلاً, اما الكتل الأخرى فبين الواحد والصفر, هنا سقطت هيبة الدولة وشرعية الحكومة ومصداقية العملية السياسية الى الحضيض, ومن اجل الضحك على ذقون الضحايا, شكلت اطراف الفساد والتزوير لجنة من (القضاة المنتدبين!!) للتحقيق في التزوير ومراقبة العد والفرز الجزئي, التزوير يدقق في التزوير!! ,هنا خسر العراق في دولته وحكومتة ومجتمعه, وهو الفائز بـ 80%, وربحت امريكا الأنتخابات ومعها ايران والجوار الأقليمي بنسبتها المتدية (20%), وستتشكل اسوأ حكومة لأسوأ فضيحة تزوير في التاريخ العراقي, وسيدفع الشعب ضريبتها معاناة اضافية على امتداد الأربعة سنوات القادمة.

3 ـــ كل شيء في العراق مزور, الدولة والحكومة والعمليتين السياسية والأنتخابية ومعهما الدستور وهريسة الديمقراطية, حتى اسم الله والقيم السماوية, لم تكن بعيدة عن مشروع التزوير, لم تبق في الواقع العراقي الا حقيقة واحدة سليمة من اصابات الفساد والتزوير, هي روح الأنسان ومعاناته والجرح التاريخي للذات العراقية, خسرنا معهم في جبهات الوعي والتوازن المعنوي, عُرّينا عن كل شيء, من ثرواتنا وجغرافيتنا وسيادتنا وتراثنا وحرياتنا وافراحنا وادميتنا, واستبقوا علينا نقاب الشعوذات والتخريف الشرائعي.

4 ـــ لم نخسر انفسنا بعد, الرفض والمقاطعة الباسلة, صدى المعدن العراقي, الذي ستعبر على جسره الأرادة الوطنية, أمريكا ومهما كان جبروتها, ليس بأستطاعتها ان تمنع شعباً جربها من رفضها, العراقيون يضمدون الآن واقعهم من اصابات تورمت كيانات طائفية عرقية فاسدة مرتشية, يبقى المثقف الوطني, هو الطريقة والطريق والطليعة لقيادة المجتمع نحو الأصلاح والتغيير واعادة البناء, اين هم مثقفينا, هل جرفهم احباط الأمر الواقع, الى قمة الترقب السلبي, ام توزع بعضهم على جيوب الفساد, ام (ماذا…؟؟) والشعب لا زال حياً يتنفس الرفض والمقاطعة والأنتفاض, برئة العراق الواحد.

10 / 08 / 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here