تركيا الواجهة الأولى للسياح العراقيين والالاف منهم يزورونها اسبوعيا

على مدى أشهر الصيف، تتجه يوميًا حافلات تابعة لشركات السفر من العاصمة العراقية بغداد إلى تركيا، تنقل مئات السياح لأغراض الترفيه، وهربًا من حرارة الجو التي تجاوزت 50 درجة مئوية.

وأصبحت إسطنبول وجهة السياح العراقيين الأولى، بالنظر إلى تبسيط إجراءاتها الخاصة بمنح التأشيرات، وقرب تقاليد البلد المسلم من تقاليد العراقيين، وفق أصحاب شركات سياحية ومختصين.

وأحد هؤلاء العراقيين، عبد المنعم رحيم، وهو معلم في الرصافة (شرقي بغداد)، غادر الشهر الماضي إلى تركيا ضمن فريق سياحي انطلاقًا من بغداد بإتجاه اسطنبول.

وقال رحيم في حديث للأناضول: “لأول مرة أغادر إلى تركيا للسياحة، قرأت واطلعت وسمعت الكثير عن تركيا، ومناطقها الطبيعية والسياحية الجميلة، لذا قررت هذا العام قضاء عطلة الصيف فيها”.

وأضاف: “قصدت شركة للسياحة والسفر في بغداد، توقعت أن تستغرق إجراءات السفر طويلًا، لكن الغريب أن الشركة أبلغتني بأن لديم رحلات سياحية يومية إلى تركيا ضمن فرق (مجموعات) سياحية بتكاليف مخفضة”.

وتابع رحيم: “الأجواء كانت جميلة جدًا، خصوصا في إسطنبول رغم زحمة الشوارع وكثرة السياح، لكن الأماكن السياحية الجميلة، وخصوصًا منطقة السلطان أحمد التي تضم مساجد وكنائس ومطاعم تاريخية قديمة، تضفي على الرحلة الكثير من المتعة”.

بدوره، تحدث حيدر عبد الأمير، وهو مهندس في وزارة الصناعة والمعادن، عن رحلته مطلع تموز/يوليو الماضي، التي استغرقت أسبوعين.

وقال عبد الأمير، “أنا أكرر السفر مرة واحدة على الأقل سنويًا إلى تركيا منذ عام 2008، للاستمتاع بالصيف هناك، وأخذ قسط من الراحة بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية في بغداد”.

وأضاف عبد الأمير، “وجهتي المفضلة دائما هي مدينة إسطنبول، حيث أقضي أوقاتًا ممتعة في منطقة منطقة تقسيم، التي تضم خليطًا من المتاجر والأسواق والمطاعم والمقاهي”.

وتابع: “بعد أيام من السياحة في الأماكن المكتظة بالسكان وسط مدينة إسطنبول، توجهت إلى مكان أكثر هدوءًا، وهو جزيرة الأميرات عبر ميناء كابطاش الواقع على بحر مرمرة، وهناك قضيت أوقاتًا ممتعة وسط المناظر الطبيعية، والهدوء”.

ووفقًا لإحصائية خاصة بشركات السفر والسياحة في بغداد، فإن أكثر من 22 ألف عراقي يتوجهون أسبوعيًا إلى تركيا.

في هذا الصدد، قال حسن علي، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات “بانياس” للسفر والسياحة (خاصة) ومقرها بغداد، إن التسهيلات التي قدمتها الحكومة التركية خصوصًا في قضية منح تأشيرة السفر، كانت أبرز العوامل التي جعلت العراقيين يتوجهون إلى تركيا للسياحة أكثر من باقي دول الجوار.

وأضاف أن “جميع التسهيلات متوفرة في المطارات للسائحين، إلى جانب المقومات السياحية التي تتمتع بها تركيا، ما يجعلها المقصد الأول للعراقيين الراغبين بقضاء العطلات الصيفية”.

وأشار إلى أن “إحصائية لشركات السياحة والسفر تشير إلى أن 22 ألفا و500 عراقي يتوجهون أسبوعيًا إلى تركيا لغرض السياحة”.

وأوضح أن “مدينة إسطنبول هي وجهة العراقيين الأولى، وتستحوذ على أكثر من 80% من المسافرين، حيث يتوجه أسبوعيًا من العراق إلى إسطنبول لأغراض السياحة، ما لا يقل عن 18 ألف شخص”.

وتابع: “بعد مدينة إسطنبول، تأتي بالدرجة الثانية مدينة أنطاليا من ناحية رغبة السياح العراقيين للإقامة هناك، ثم طرابزون، ثم سامسون”،

ونوّه إلى أن “غالبية السياح العراقيين يتوجهون إلى تركيا عبر الحافلات الخاصة بشركات السياحة والسفر بدلًا من الطائرات، لارتفاع تكاليف الأخيرة”.

وتؤكد هيئة السياحة في العراق (حكومية)، أن تركيا باتت وجهة العراقيين السياحية الأولى، لجملة من الأسباب منها قلة التكاليف الخاصة بالسفر مقارنة مع باقي الدول.

من جهته، قال رئيس الهيئة محمود الزبيدي، إن “العراقيين يرغبون بالسفر إلى بلدان تكون قريبة نوعًا ما إلى البيئة العراقية، وتركيا دولة معروفة بالنسبة للعراقيين”،

وأشار إلى أن “غالبية السياح العراقيين يتوجهون حاليًا إلى تركيا وإيران وجزء قليل منهم إلى لبنان”.

وأوضح الزبيدي، أن “طبيعة الأسواق والأجواء كلها عوامل مهمة تدفع بالعراقيين إلى السفر لقضاء العطلة الصيفية في تركيا”.

ونوّه إلى أن “تبسيط الإجراءات الخاصة بالسياح من قبل الحكومة، له دور كبير في مواصلة السفر إلى المدن التركية”.

وعن الإحصائيات الرسمية لأعداد السائحين العراقيين المتوجيهن إلى تركيا، أكد المسؤول العراقي عدم توفر أرقام دقيقة حتى الآن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here