شباب الشور والبندريــــــــة رجـــــــــــال المهدي وأنصـــاره..في فكر المحقق الصرخي

فاضل الخليفاوي

لقد أراد الله عزوجل أن تكون حركة تاريخ الأمة وفقا للمسارات الألهية عبر تاريخ الرسالات السماوية، غير أن أنحراف كل أمة عن المسار الألهي أدى الى سقوطها في وحل الأنحطاط نتيجة لتخليها عن المثل العليا، وقد شهدت الامة الاسلامية هذا الانحراف بعد فترة وجيزة من رحيل الرسول الخاتم ( صلى الله عليه واله وسلم ) بل أن التأسيس للأنحراف قد بدأ مبكرا في عصر الرسالة ثم تحولت مفاهيم الخلافة الى ملك دنيوي مما أبعدها عن مصادرها الالهية.

فالأنتظار هنا جزء من صيرورة الأمة وتحركها نحو المستقبل مما يعني حاجة الأمة الى استمرار الوعي في علاقتها بالله عزوجل باعتبار أن التعبد لله علاقة واعية ومسؤولة في أدراكها لقيمة تحرك الأمة كفعل عقائدي وتشريعي لأحداث التغيير من منظور الهين حيث سيكون الامام المهدي قائد فعل التغيير وفقا للشروط الالهية مما يعني ازالة التناقضات الاجتماعية ليتم ترسيخ بناء جديد وواقعي.

لم يعُدِ الإسلام الخلق سلوكًا مجرَّدًا، بل عده عبادةً يؤجر عليها الإنسان، ومجالاً للتنافس بين العباد؛ فقد جعله النبيُّ(صلى الله عليه واله وسلم ) أساسَ الخيريَّة والتفاضل يوم القيامة، فقال: ((إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون)).

فالشعائر المقدسة بالأضافة الى كونها تطوّر روح الايمان لدى الانسان، وتدفعه لكي يكون مدافعا عن الحق ولا يخشى الحكومات المستبدة، فإنها تساعد في الوقت نفسه على بناء الانسان وتطوير قدراته المعنوية والفكرية، وتدفعه لتصعيد مقارعة الأنحراف مهما كانت اشكاله أو صوره، وهذا نتاج نفسي في جوهره، تتحكم به رغبة الأنسان النفسية في التطور والأستمرارية، أعتمادا على التأثير الجمعي للشعار الحسينية المقدسة.ومن هذه الشعائر طور الشور والبندرية الذي يعطي صورة منهجية رسالية تربوية نابعة من صمييم الوجدان تعيش الم المصيبة وأحداثه المختلفة
ولعل الشي المهم الذي بينه أحد المحققيين الاسلاميين المعاصرين حول أهمية الشور المقدس الذي يصنع أنصاراَ للمهدي ( عليه السلام ) ، وبهذا كان لأنصار المحقق الصرخي دور في أبراز المعاني الراقية حول الشور والبندرية وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :

((سيتشرف العالَمون بخروج الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) وستكون أعمال الناس معروضة عليه، وسيجد أن الشور من جملة العلاجات الناجعة التي تحصن الشباب خاصة، من الانحراف العقائدي والسلوكي، والأطروحات الإلحادية والميولات الإباحية والانحلالات الأخلاقية، التي فتكت بأخلاق الشباب، حتى صار مجتمعنا متهمًا بالانحلال الأخلاقي، و سيجد أن الشور هو توعية تربوية صحيحة مبنية على أسس شرعية وأخلاقية معتدلة، لأنتشال الشباب من الضياع، وأن أسمى عمل ممكن أن يهتم به الشباب، هو ارتياد مهرجانات ومجالس الشور والبندرية.))
أنصار المرجع الأستاذ الصرخي

goo.gl/aDStCZ

ومن هنا لابد من إعادة النظر في سلوكنا وإعادة تصحيح مسار حياتنا ولنبدأ بأطفالنا وشبابنا ونغرس فيهم القيم والأخلاق الحميدة حتى تترسخ في عقولهم ونفوسهم وتصبح ثقافة لا يمكن التخلي عنها بالتربية والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر لا يمكن أن يزول حتى أمام تقلبات الطبيعة وتعرياتها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here