التيار الصدري والفرصه التاريخيه

د.عبد الكريم السوداني

تاريخه ،قادته ، أبناءه ، شعاراته ، مواقفه ، معارضته ، حتى الانتقادات الموجهه اليه ، كل شئ معروف عن التيار الصدري فلا داعي للخوض في ذلك اذ ان الاهم والاهم ثم الاهم هو الخطوه القادمه لهذا التيار.فبعد ان فاجأ الجميع بما حققه من نتائج في الانتخابات البرلمانيه الاخيره بحصوله على الموقع الاول في عدد المقاعد البرلمانيه والتي بلغت(57) مقعدا فانه تسرع في اعلان نيته بتشكيل الحكومه القادمه مع انه يمتلك كل الحق في ذلك في الوقت الذي كنا ومازلنا نجد ان مستقبل العمليه السياسيه مرهون بتشكيل كتله معارضه قويه وحقيقيه ذلك ان الجميع يعول على عمل هذه الكتله في تحقيق الاصلاح الحقيقي وبدونها سوف لن نجد حكومه قويه على الاطلاق!!
والسؤال هنا من ذا الذي يستطيع تشكيل كتله المعارضه القويه الحقيقيه غير التيار الصدري؟
ان اي كتلة معارضه بدون التيار الصدري لاتساوي شيئا ذلك ان هذا التيار ولد ونشا وتربى على المعارضه .
ان اعلان التيار الصدري بتشكيلة كتله المعارضه الان (قبل تشكيل الحكومه) سيجعل منه التيار الاول في تاريخ العراق حصل على الموقع الاول في الانتخابات واختار المعارضه دون الحكومه ..
وان اختياره هذا لوتم الاعلان عنه قبل تشكيل الحكومه سيضع جميع الكتل والاحزاب امام اختبار حقيقي فمن يلتحق معه في كتلة المعارضه سيكون صادقا في كل شئ ومن ينتظر تشكيل الحكومه ثم يلتحق بالمعارضه بعد عدم حصوله على احدى الوزارات سيكون كاذبا في كل شئ ومتلونا وباحثا عن مصلحته ومصلحة حزبه قبل اي شئ وهذا سيكون ضد المعارضه اكثر مما هو معها…وايضا اذا ماتحققت حكومة الاغلبيه باي شكل من اشكالها ودرجاتها فإنها ستحسب للتيار الذي اعلن عن تشكيل المعارضه قبل ان تحسب للاحزاب والكتل التي ستشكل الحكومه !!
انها الفرصه التاريخيه تفتح ابوابها امام التيار الصدري وامام قائده سماحة السيد مقتدى الصدر في ان يكون اول من اعلن موقفه بتشكيل المعارضه قبل الاعلان عن تشكيل الحكومه واول من فاز بالانتخابات البرلمانيه واختار المعارضه دون الحكومه واول من وضع الاحزاب والكتل السياسيه في اختبار حقيقي واول من سيعمل على اصلاح العمل البرلماني بشكل حقيقي والذي سينعكس بدوره على عمل الحكومه وهذا بالتاكيد هو الفوز الحقيقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here