الليرة التركية تهوي بسرعة,وتضع النقاط على الحروف

قبل وقت قريب كتبت مقالة ,تحدثت فيها عن شخصية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

واتهمته باستغلال مصائب المنطقة من اجل الكسب غيرالمشروع,ولأجل بناء مجد شخصي
,وانه استغل وفرة المال السحت الحرام الذي جناه من تجنيد وتدريب المنظمات الاسلامية المتطرفة كالقاعدة والنصرة وداعش,,ومدهم بالدعم اللوجستي,وبالتعاون مع مشيخة قطرالتي تولت تمويل النشاطات التركية,من اجل تغذية الفتن والحروب,والتي جعلت دول المنطقة الغنية مضطرة الى صرف اموالا طائلة لشراء السلاح,وللدفاع عت امنها وبقائها,كل ذلك لقاء عمولات من شركات صناعة السلاح العالمية وتجار ادوات الشروالدمارالتي تسببت بوقوع افضع الجرائم بحق شعبي العراق وسوريا,والى حد ما الشعب اليمني.
لقد كان واضحا منذ البداية ان المشروع الامريكي كان مدفوعا من قبل صناع السلاح واهمهم مؤسسة روتشيلد
ويتمثل باحتلال العراق ومن ثم نشرالفتنة الطائفية
وفتح حدوده امام المتصارعين من كل الجهات والميول والمذاهب والمطامع,
حتى يكون بؤرة للحروب البينية التي لايمكن ان تتوقف الا بعد استنزاف كل خزائن العرب
,حتى ولوعلى حساب تدميرالبشروالحجروتحطيم البنيةالنفسية والتحتية لشعوب المنطقة,وهو ماحصل,ومالازال يحدث حتى الان
لقد استغل اردوغان سيطرة حلفائه الدواعش على ابار النفط,في سوريا والعراق,
واستمر بشرائها باقل من 20% من سعرها الحقيقي وتاجر بها وجنى ارباحا طائلة,سخرها للبناء والاعمار,تهيئة لاعلانه الخلافة,ووليصبح سلطان تركيا الجديد.

كذلك تعاون مع سراق العراق من حكامه,وساعدهم بغسل وتهريب الاموال التي سرقوها من قوت الشعب المظلوم,,

كذلك استغل الوضع الامني المتردي في العراق وسوريا,وفتح الباب واسعا امام الاستثمار,ومع دعاية ان الاقتصاد التركي يحقق قفزات رائعة,مما جعل رؤوس الاموال تتقاطر الى تركيا وساهم في زيادة المعروض من العملة الصعبة التي دعمت الليرة التركية

حتى استطاع ان يجني ثروات كبيرة واموالاطائلة هبطت عليه بسرعة وانتظام
و هيأ لتوليه سلطات مطلقة,وتأسيس دولة اردوغانية وراثية

,هي في حقيقة الامر
كسراب واحة,او عمارة اساسها من رمل,
اذ انه لااساس واقعي منطقي متين يسنده
لايمكن تجاهل امر في غاية الاهمية,وهوانه كان هناك افعلا,وواقعا,اصلاحات اقتصادية ملموسة في بداية عهد حزب العدالة والتنميةولكن الفضل لم يكن لاردوغان بل للخبيرالاقتصادي المتميز,ورفيق اردوغان في حزب العدالة والتنمية,الدكتورعبد الله غل, الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية,والذي له لمسات واضحة,علىالوضع الاقتصادي,لكن اردوغان سرعان ما عزله خوفا من منافسته اياه على زعامة الحزب والدولة,كما عزل كل القيادات المتميزة,أي تماما كما كان يفعل صدام حسين
كما انه يجب القول,
ان ماقدمه ,وانجزه الدكتور عبد الله غل ماكان في مستوى ىيمكن ان يشكل قفزةعملاقة كما روج لها الاعلام الاردوغاني المسيس والمدفوع الثمن,
من خلال ماسمعته من دعايات واخبار متواصلة عن التقدم الهائل في مجمل النشاطات الاقتصادية في تركيا,
اخذني الشوق والفضول في رحلة الى اسطنبول,اول ماتفاجأت به هو نوعية الطائرة والخدمات التي قدمتها الخطوط الجوية التركية ,حيث كنت قد سمعت انها الاولى على العالم,بينما وجدت انها ذو مستوى اقل من المتوسط!
نزلت الى مطار اتاتورك,فوجدت ان هناك شباكين فقط لمراقبة الجوازات,بينما كان عدد الواصلين اكثر من 500 مسافر,وقد استغرق الامر 90 دقيقة منذ وصولي ,وحتى اتمام كل اجرائات السفر,,وبعد ان قتلني الملل وطول الانتظار
في اليوم الثاني نزلت الى مركزالمدينة ودخلت السوق المغطى(قباغلي جارجي)فلاحظت ان هناك كل انواع الماركات المقلدة,من الملابس الى الكماليات,الى العطور,كلها ماركات عالمية مشهورة,شكلا ومغشوشة اصلا!
فأية دولة اقتصادها قوي ومتين لايمكن ان تحترم حق الملكية الفكرية؟
في وسط المدينة وفي منطقة ليلالي,لاحظت كثرة تجار الجنس وعارضي اللحم البشري الرخيص,وفي وضح النهار,كما ان محلات بيع المشروبات الروحية هي اكثر من ان تعد,والاكثر من ذلك اني لاحظت في شارع الاستقلال منطقة تقسيم,ان هناك مجاميع من الشاذين جنسيا ,والذين يلبسون ملابس النساء ,بينما يزعم اردوغان بأنه اسلامي,وعضو في جماعة الاخوان,ويسعى لتحويل تركيا الى دولة اسلامية عن طريق تربية جيل جديد يعتمد القيم والشريعة الاسلامية!بينما رأيت ان ماحصل خلال غيابي لعدة سنوات عن تركيا ان الامور تسير عكس مايصرح به تماما!
اليوم حلت ساعة الحقيقة التي لامهرب منها,وذلك عندما فقدت الليرة التركية,20%من قيمتها فجأة,ولازال الانحدار مستمرا
تعرت الليرة التركية من ماكانت تكتسى به من اموال السحت التي كانت تأتي عمولات,وثمن لاشعال الحروب,وتبني المنظمات الجهادية الارهابية
ذلك الامر بدا اليوم واضحا,وذلك بعد فترة تلت عملية القضاء على داعش,وانقطاع المصدر المالي الحقيقي الوحيد الذي كان يدخل الخزينة التركية
كما ان اردوغان اعترف بانه صادرقافلة كبيرة من الشاحناتاكانت قادمة من ايران,على اساس انها محملة بالفاكهة
وتبين انها تحوي 17مليار دولار,كانت مهربة لحساب احزاب عراقية(اسلامية)حاكمة,وعن طريق ايران!
رب قائل:-ان ماربحه اردوغان صرفه على شعبه وبلده,وذلك عن طريق بناء واعمار,وانه فعل ذلك خدمة لامته,وليس لمنفعته الشخصية,كما يفعل حكام العراق اليوم
ذلك يذكرني بمن حاجج بان صدام لم يسجل اي من قصوره باسمه بل بديوان رئاسة الجمهورية,
وكذلك تحججوا بمافعله قبلهم رئيس وزراء العراق السابق عبد الكريم قاسم!الذي مات مفلسا!
غير منتبهين الى مسألة في غاية الاهعمية,وهي:- ان كل من اولئك الزعماء,كانوا يتصرفون وكأن العراق كله ملك لهم من زعيمهم الاوحد وابن الشعب البار الى القائد الواحد الاحد الفذ’والذي اذا قال هو,قال العراق!
كذلك اردوغان ,فكل سلوكه يدل على انه جاء ليبقى ولتحكم ذريته بعده خصوصا عندما استغل مادخل من مال سحت حرام,واستطاع شراء ولاء الطبقات الفقيرة الريفية البسيطة ,من الشعب التركي,ليجعلهم ينتخبونه كديكتاتور (حيث ان الصلاحيات التي منحت له,تجعله يحكم كديكتاتور,بكل المقاييس),حتى عندما تنكشف عورته وحقيقة امكانياته الادارية والقيادية يكون قد سبق السيف العذل.واصبح ديكتاتورا منتخبا بحكم الدستور.

,كذلك صمم ونفذ مسرحية الانقلاب العسكري,والذي لم تؤكده اية جهة محايدة عالمية,وجعله حجة للقيام بحملة تصفية لخصومه,خصوصا الطبقات المثقفة والواعية وكبار ضباط الجيش,وحتى يضمن سيطرته المطلقة على حاضر ومستقبل تركيا دون حسيب او رقيب
كما انه كان يزعم انه زعيما اسلاميا,رغم انه لم يقدم للمسلمين غير الاتراك غير الموت والدمار,مع ذلك لازال البعض يتغنى به وبامجاده
خصوصا من الاخوة غير الاتراك,
ولاادري كيف عبرت عليهم الاعيبه المكشوفة
حيث استغل ماحصل عليه من مال لشراء اعلام مفبرك لم يتوقف يوما عن سرد المزاعم البطولية والانجازات العملاقة للسلطان,حتى جعل النفس تمل وتشمئز من خلال الوصف الدقيق لكل تحركاته اليومية!
حتى وصل الامر الى حد المبالغة وذكرنا بسلوك صدام حسين
وصدق البعض,بل ذهبوا بعيدا في استثمار اموالهم في تركيا,متوهمين ان قوة اقتصاد تركيا اصبح فعلا رقم 16 عالميا,والحقيقة ان ذلك لم تؤكده اية مراكز بحثية اقتصادية مرموقة في كل العالم
وعلى الاخوة الاسلاميين ان يروني اي اجراء او قانون اسلامي فرضه على الشعب
يقولون انه سمح بالحجاب وفتح الكتاتيب,ولاادري كم ساهم ذلك في دفع وتطويرالاقتصاد التركي؟!
انه خداع للبسطاء وضحك على الذقون,حتى خطاباته الحماسية لصالح الاسلام وفلسطين الذي اطرش اذاننا لم تكن اكثر من هواء يخرج من الفم,ولم يتخذ اي اجراء عملي يترجم اقواله افعال
لو كان انسانا مسلما مخلصا لعمل بصمت ,وتواضع,تماما مثل سلطان عمان,والذي يعمل كل يوم 18 ساعة لاجل نهضة بلده وسعادة شعبه والذي حقق قفزات ملموسة,مع ذلك لايظهرالى العلن الا نادرا
كذلك الزعيم الكبير مهاتير محمد,,والذي كان زعيما مسلما حقاوقولا وفعلا
هاهي الليرة التركية,تسقط بسرعة فاقت سرعة سقوط التومان,رغم ان الاخير يتضخم بسبب العقوبات الدولية القاسية,بينما الليرة لاتتعرض الى اي ضغط خارجي,

فقط سمعنا تبريرا هو من السخافة بحيث لايستحق ان يذكروحيث يزعم بعض مريدي اردوغان,ان سبب تضخم الليرة,هو قيام الامارات بشراء بنك تركي!

تصوروا ان دولة اقتصادها قوي جدا,يمكن لبنك واحد ان يفقدها 20$من قيمتها خلال ساعات!

اتمنى على الاخوة والمستثمرين العراقيين والسوريين بشكل خاص,والذين ساهموا في الاستثمار في العقارات في تركيا ان يسارعوا ببيع ,املاكهموحرصا على ماتبقى,لان مايحدث الان هو انبلاج حقيقة الامر,ويكشف قوة الاقتصاد التركي الحقيقية

والقادم اسوأ,ولاعزاء لمن خدعوا ووظفوا اموالهم في تركيا,وانصحهم مرة اخرى بالاسراع في سحب ودائعهم بالليرة,قبل ان تصبح شقيقة للتومان

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here