نجاح متميز لحفل توقيع كتاب ” المندائيون ، سر البقاء والحياة منتصرة”

لمؤلفه الأستاذ ماجد فندي المباركي

الترميذا يوهانا (علاء النشمي): – يعتبر الكتاب صوت حقيقي من داخل الطائفة.

الأستاذ جمال الحلاق:- تناسلت معاني كلمة الصابئة من معنى واحد إلى عشرة خلال خمسمائة سنة.

برعاية مشتركة من جمعية بغداد الثقافية ومركز البحوث المندائية ، تم مساء السبت في الرابع من آب / أغسطس 2018 وعلى إحدى قاعات نادي الماونتيز بضاحية ماوت بريجارد بغرب مدينة سيدني اقامة حفل توقيع كتاب الأستاذ ماجد فندي المباركي الموسوم بـ ” المندائيون ، سر البقاء والحياة منتصرة”. حضر الإحتفال السيدة حسناء القسام ، القنصل في القنصلية العامة لجمهورية العراق في سيدني ممثلة عن القنصل العام ، كما حضر الإحتفال بعض من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في سيدني ، عدد من رجال الدين المندائيين ، وحشد كبير من الجمهور ضاقت بهم القاعة حتى أن بعضهم أضطر لمتابعة فقرات الحفل وقوفاً، وبذلك يكون الجمهور قد أستحق الشكر والثناء كونه العامل الأساسي في نجاح هذا الحفل.

أعتمدت إدارة الإحتفال إسلوباً جديداً في تنفيذ هذا الحفل حيث قامت بإستضافة ثلاثة محاورين بالإضافة لمؤلف الكتاب وهم الأساتذة صبحي مبارك ، الترميذا (يوهانا) علاء النشمي ، وجمال الحلاق ، وطلبت منهم تقديم مداخلات متنوعة ، تأريخية أو ثقافية أو فلسفية لها علاقة بالكتاب أو موضوعه كل حسب وجهة نظره ، بهدف فتح محاور لنقاش علمي وثقافي بقصد الإفادة والإستفادة.

في البدء تحدث السيد علاء مهدي ، رئيس جمعية بغداد الثقافية الذي تولى إدارة الإحتفال حيث رحب بأسم الهيئة الإدارية لجمعية بغداد الثقافية ومركز البحوث المندائية بالحضور ، كما شكر جريدة العراقية على نشرها إعلانات الحفل ، كذلك شكر برنامج “أستراليا اليوم” الذي يقدمة الأستاذ غسان نخول والسيدة منال العاني مساء كل يوم عبر القسم العربي لمحطة الأس بي أس على دعمهم من خلال إستضافتهم للأستاذ مؤلف الكتاب. رحب مدير الحفل بالأستاذ المباركي وقدم نبذة مختصرة عنه تضمنت فقرات عن حياته الدراسية بين العراق موطنه الاصلي والإتحاد السوفيتي السابق حيث حصل على درجة الماجستير من معهد الهندسة المعمارية ، وكذلك حصوله على شهادة دبلوم بدرجة أمتياز من جامعة نوتردام في هولندا عام 1974. كما أشار إلى مؤلفاته السابقة التي تضمنت كتباً ومجلات علمية وثقافية متنوعة ، منها كتاب ” تطور البيت العراقي خلال مائة عام” وكتاب ” رجال الدين المندائيين 1830- 2000″ وكتاب ” دراسات مندائية”. أيضاً أشار إلى عضويته في نقابات هندسية معمارية في العراق والكويت وأستراليا. أسس مركز البحوث المندائية عام 1994 ، كما أفتتح مدرسة لتعليم اللغة المندائية. وكان أول من أستقدم رجل دين مندائي الى استراليا (شيخ هيثم سعيد) بتاريخ 9-3-1996.كما حقق اهم انجاز مندائي باستنباط برنامج للحرف المندائي في الكمبيوتر. ومن خلاله تم طبع كتاب (كنزا ربا) بحروف مطبعية لاول مرة في العالم عام 1998. وكذلك كتب اخرى ودواويين مندائية. اعاد رسم وتوثيق (ثمانية) دواويين مندائية بالحجم الطبيعي. وقد ساهم مع براين مباركي باصدار قاموس مندائي – انكليزي بتخويل من جامعة اوكسفورد – بريطانيا. يعمل حالياً على اصدار الطبعة الثانية من كتاب (رجال الدين المندائيين في ثلاث قرون).سيصدر قريباً المجلد الثاني من كتاب المندائيون: (صباغة هيبل زيوا).

بدوره تحدث الأستاذ ماجد فندي المباركي عن كتابه بصورة موجزة بدءً من أختيار صورة الغلاف والإهداء وتطرق لمحاور وفصول الكتاب بإختصار مشيراً إلى عدد الصور التي أحتواها الكتاب وكذلك الوثائق التي أعتمدها كمصادر رئيسية. كما تحدث ببعض الإيجاز عن المراحل التأريخية التي مرَّ بها المندائيون عبر حياتهم الطويلة في منطقة الشرق الأوسط تاركاً للقارئ الكريم الإطلاع على تفاصيل ذلك من خلال صفحات الكتاب.

وكان للاستاذ صبحي مبارك مداخلة عنوانها ” الحركة الإستشراقية ودورها في دراسة التراث المندائي الإجتماعي والديني ، حيث عرجَّ على تعداد أسماء وتواريخ تعود لعدد غير قليل من المستشرقين المهتمين بالديانة المندائية ودراستها والعيش أتباعها بغية التعرف عن قرب على مفاهيم الديانة والعادات والتقاليد المتوارثة والمتبعة من قبلهم. مداخلة ثرية بالمعلومات التي أستفاد منها وتمتع بها الحضور.

بعده تفضل الترميذا (يوهانا) علاء النشمي ، حيث تحدث بصورة عامة عن نظرية الإحباط والعنف ونظرية كبش الفداء في تحليل واقع الأقليات في العراق وخاصة المندائيين ، كما تحدث عن حوادث تأريخية ووقائع وأحداث وتحاليل لنصوص ومفاهيم مندائية. أيضاً أعرب عن وجهة نظره بأن كتاب ” المندائيون سر البقاء والحياة منتصرة ” بكونه يعتبر صوت حقيقي من داخل الطائفة. وعرج في مداخلته على مفهوم أهل الكتاب وتأثيرات ذلك على الطائفة المندائية كفكر ومجتمع. كان حديثه مستنداً على وقائع وأحداث حقيقية أثرت في الحضور الذي أستمع له بعناية وتركيز وإهتمام.

أما الأستاذ جمال الحلاق فقد أختار موضوع “الصابئة في القرآن” ، حيث أشار إلى الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكرهم وبين وجهة نظره بشأنها وفق منظور علماني متجرد. تحدث بتركيز عن “التراكم الدلالي لمفردة – الصابئة – إبتداءً من أبي عبيدة (توفي 210 هـ) إلى أبن منظور (توفي 711 هـ) وكيف تناسلت معاني الكلمة من معنى واحد إلى عشر معان خلال خمسمائة سنة ، وكيف ساهم هذا التعدد في المعنى إلى تعدد في القراءات ، فتم قراءة – الصابئين – الصابيين ، و- الصابئ- الصابي ، أي تحول من خارج على الدين بمعناه الأول إلى منغمس في الماء أي متعمد.

بعدها تم فتح المجال للحضور لتوجيه أسئلتهم لمؤلف الكتاب والاساتذة المحاورين ، وكانت هنالك محاورات ونقاشات ممتعة ومفيدة أعرب الحضور عن إرتياحهم لها وإعجابهم بالندوة وطالبوا بالمزيد من هذه النشاطات الثقافية الممتعة.

شكر وتقدير خاص للحضور بصورة عامة ولمن قدموا الحلويات والمعجنات بهذه المناسبة السعيدة وهي مبادرات نالت إستحسان الحضور والقائمين على الإحتفالية. كما تشكر إدارة الندوة السيدة ماجدة الماجدي والسيد عواد رزق على الكيكة الكبيرة التي قدموها للأستاذ المباركي والحضور والتي عبرت عن حسن كرمهم وذوقهم.

¯¯¯

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here