أردوغان لاعب كرة القدم السابق

بقلم : د . خالد القره غولي ..
قلب موازين ومبادئ وتعاليم الدولة العلمانية التركية رأسا على عقب وفرض أهداف حزب العدالة والتنمية بصمت وهدوء وفتح أبواب تركيا أمام الجميع بدءا بقوافل المندفعين من كل بقاع الأرض للقتال في العراق وسوريا ومرورا بتحويل الموانئ البرية والبحرية والجوية التركية إلى ميادين لإستقبال وتوديع المهاجرين والنازحين من آسيا وأفريقيا ثم وصولا إلى جعل الساحة التركية مدينة ألعاب يدخل إليها من يشاء وكيف يشاء ومتى شاء وهو أمر عادي جدا لبلد جميع سكانه من المسلمين ويرفع العلمانية أساسا لمنهجه الدستوري ونظامه السياسي.. ففي تركيا أهم القواعد العسكرية الأمريكية ، وسفارة بإعتراف كامل للسلطة الفلسطينية قريبة من سفارة الصهاينة القريبة ! وفي تركيا جمع شمل الأحزاب الإسلامية والقومية والشيوعية ، وأحزاب المعارضة لجميع دول المنطقة وفي تركيا الجوامع قريبة جدا من المواخير والملاهي وفنادق الخمسة نجوم وفي تركيا يلتقي مؤيدو داعش مع سياسيين عراقيين وسوريين في مقهى واحد.. نقيض فوق نقيض وشوارع متخمة بكل جنسيات الأرض! تستطيع في تركيا أن تفتح محلا لبيع الهواء مثلا أو لبيع الخوص فلاتتوقع أن أحدا سيمنعك، تركيبة إجتماعية عجيبة على ركام بقايا دولة تحتضر كان لابد من إنقاذها كما يصرح بعض مؤيدي الانقلاب ممن تمكن من الهرب.. إنقلاب عسكري منظم ومخطط له بدقة وبعلم الولايات المتحدة التي نفت علمها بعدما ظهرت ملامح فشل المحاولة منذ ساعاتها الأولى ! أعضاء كبار في الدولة وكبار القادة العسكريين في القوات الجوية والبحرية والبرية كانوا المنظمين الأساسيين للإنقلاب وعشرات الآلاف من الضباط والمراتب والجنود أعلموا بالإنقلاب وسار كل شيء على مايرام وأردوغان ومخابراته والمؤيدون له يغطون في نوم عميق لولا أن إنتبه أردوغان إلى أن الأمر يجب أن يحسم من جانب آخر! فإختفى في مكان مجهول ومن هذا المكان دعى السيد رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية أنصار حزب العدالة والتنمية إلى التصدي للإنقلابيين والنزول إلى الشوارع، فبدأت معركة من نوع آخر لم يكن يتوقعها أحد.. آلاف المسلحين الشباب خاضوا حرب شوارع سريعة ضد الإنقلابيين تم على أثرها قتل المئات منهم وإعتقال الآلاف وهروب العديد منهم إلى دول مجاورة أو أماكن مجهولة ولولا تدخل قوات الشرطة وموقفها المحايد لسالت في شوارع إسطنبول وأنقرة أنهار من دماء.. المحاولة الإنقلابية فشلت لكن عقيدة التمرد والثورة ضد أردوغان مازالت مستمرة وقائمة إن لم يغلق الرئيس التركي مدينة ألعابه المجانية!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here