أيران الخميني اساءت لشيعة العراق ما عدا عملائها

بقلم: أ.د. سامي آل سيد عگلة الموسوي

قبل ثلاثين سنة من الان أي في عام ١٩٨٨ قبل خميني على مضض إيقاف الحرب ضد العراق ووصف قبوله ذلك بجرعة السم بعد ان قبلها العراق منذ اليوم السادس للحرب فقط. استمرت تلك الحرب القذرة ثمان سنوات سالت فيها الدماء من الطرفين وقتل فيها اكثر من مليون انسان وتم تدمير البنى التحتية والاقتصاد لكلا البلدين العراق وايران. ليس ذلك فقط فقد أدت تلك الحرب كنتيجة حتمية لحرب أخرى هي حرب الخليج الثانية اي احتلال الكويت التي اريد منها تدمير العراق وقوته العسكرية التي نتجت عن الحرب الخمينية – الصدامية. ولاشك ان حرب الخليج الثانية أدت بدورها لظهور الوضع الراهن في المنطقة وخاصة العراق. اذن فأن خميني وتربعه على كرسي الشاه هو الذي جلب الوضع الراهن والتردي الحاصل في المنطقة وخاصة العراق والان ايران كذلك. الحرب العراقية الايرانية استمرت ثمان سنوات بسبب تعنت خميني وعليخ فعلى ايران الخميني ان تدفع تعويضات لكل من قتلته من العراقيين الشيعة والسنة وغيرهم بعد اليوم السادس من الحرب لان العراق قبل بوقف اطلاق النار بعد ان أعاد أراضيه المحتلة من قبل ايران. وايران تتحمل جميع ما تهدم وتضرر بعد ذلك. إضافة الى ذلك يجب ان تقوم لجان دولية بالتحقيق في عملية دخول داعش من سوريا الى العراق واحتلال الموصل لان لإيران ايدي في ذلك لتقليل الضغط على النظام السوري آنذاك ولكي يتسنى لها ولعملائها انشاء موطأ قدم اكبر في تدخلها بشؤون العراق بشكل مباشر بل وعسكري مشرعن.

كانت ايران قبل مجيء حكم الملالي تحتل أراضي عراقية وجزء من مياه شط العرب التي تعود للعراق. فعندما سقط الشاه وجاء الشاه المعمم خميني كان المفروض به لو كان هو رجل دين صادق ان يبدأ علاقات جيدة بعيدة عن العنف والدماء مع جيرانه وهذا هو مبدأ اهل البيت والإسلام وكان المفروض به ان لا يتدخل بالشؤون الداخلية لجيرانه ولكنه عمل خلافاً لذلك بمحاولة تصدير ثورته التي في دماغه مما تسبب باشعال الفتن والحروب ضناً منه انه سيكتسح المنطقة ويكون نائباً لله في الأرض. لو كان الخميني رجل دين يحترم الدين ولا يريد اسالة الدماء لعمل على حقن دماء المسلمين وتجنب الحرب التي أدت بالمنطقة لما هو عليه الان. لو كان الخميني يقدر دماء المسلمين لاصدر فتوى منذ البداية بتحريم إراقة الدم العراقي والإيراني واعلن على ذلك الأساس إيقاف الحرب منعاً لاراقة الدماء المسلمة.

لقد اساء الخميني لشيعة العراق بقتلهم في جبهات القتال علاوة على إعطاء الفرصة للنظام العراقي آنذاك باتخاذ تدابير قمعية ضد كل من يراه مهدداً له وخاصة الشيعة مما تسبب بحملات قمعية راح ضحيتها الالاف من الشباب الذين اندفعوا بشكل مباشر او غير مباشر من ايران خميني. بل ان النظام الايراني اساء لجميع الشيعة في المنطقة بزجهم في حروب وممارسات كان ممكن تجنبها لو لم يكن ذلك النظام مصدراً للازمات. ان مشكلة هذا النظام انه يجعل الشيعة يتعرضون لمجازر وهو يكتفي بالمتاجرة اعلامياً بدمائهم وليس له القدرة اكثر من ذلك فهو يقدمهم قرابين لسياساته المتعجرفة.

منذ عام ١٩٧٩ بعد استلام خميني السلطة في طهران بقيت العقلية الحاكمة تمارس نفس الأسلوب المتشدد تجاه علاقاتها خاصة مع أمريكا. وكان من الممكن بعد فترة ان تغير هذه العقليات من تفكيرها وتستمع الى علي بن ابي طالب (عليه السلام) لو كانت هي فعلاً تتبعه عندما قال (لاتكن ليناً فتعصر ولاتكن صلباً فتكسر) ولكنها بقيت تنهج ذلك النهج الصلب المتشدد. اننا لسنا مع السياسات الامريكية الخاطئة ولكن اية دولة لاتقبل بأن يهان علمها ويسحق بالاحذية وتهدد بالموت صباحاً ومساءً كما فعلت ايران الخميني على مدى عقود من الزمن. هذا خطأ وهي اليوم تجني نتائج اخطائها التي قد تسقط نظامها من قبل نفس الشعب الذي اسقط نظام الشاه لاسباب اقتصادية وغيرها.

وفي العراق فأن ايران ساعدت مجموعة من الفاسدين والعملاء على البقاء في السلطة منذ عام ٢٠٠٣ وكان لها دور في ادخال داعش الى العراق لتحقيق مآرب معروفة وكذلك في وخراب الاقتصاد العراقي بشكل مباشر او غير مباشر من قبل الذين سندتهم من الفاسدين بينما بقيت تتفرج على شعب يجوع ويفتقر وتمزقه الخلافات المذهبية وهي تدمر بيئته وتسرق نفطه من الابار المزدوجة وتصدر اليه منتجاتها البائسة لانها دمرت زراعته واقتصاده بواسطة عملائها في السلطة. هي تدخلت بشكل سافر في شؤون هذا البلد حتى على مستوى سفيرها الصلف الذي يجب ان يحترم الأعراف الدبلوماسية ولايتدخل في شؤون البلد المضيف له ولكنه من الصلافة بحيث يتدخل بشكل علني بل واستعلائي. الشعب العراقي بشيعته قبل سنته اليوم رافض لإيران بسبب أفعال ايران التي انكشفت له وجعلت منه شعباً بائساً يعيش في دولة فاشلة ذات اقتصاد سقيم رغم الثروات الهائلة التي يمتلكها. لماذا يخرج المتظاهرون العراقيون يرددون هتافات (ايران برة برة بغداد تبقى حرة !) ؟ ليس ذلك عن لا شيء بل بسبب التدخل الايراني الذي دمر العراق وهذا بالضبط ما ارادته ايران وذلك باضعاف العراق وجعله تابعاً لها وتحكمه عصابات أحزاب تصدر لها الاوامر من ايران ولا تملك هي من امرها شيئاً الا بما يمليه الولي الفقيه الايراني. هي كالدمى التي تحركها ايران حيث شائت وانى شائت وكيف شائت لانها أمهم كما يقول هؤلاء العملاء علناً ودون خجل.

ايران وبسبب السياسات المتعنتة لحكامها وملاليها فشلت فالخميني الذي ما انفك يردد بأنه سيحرر القدس عبر كربلاء اصبح اتباعه يرون القدس تصبح عاصمة لإسرائيل بينما يد داعش تقترب على بعد امتار من كربلاء. وكربلاء تلك أصبحت تعيش اتعس ايامها من البؤس والفقر والحرمان والتلوث وانعدام الخدمات والاوساخ والبنى التحتيه المنهارة كما هو حال باقي المناطق في العراق ناهيك عن الخراب الذي حل في المدن الغربية وحدث ولاحرج… وماذا جنت ايران من تصريحاتها تجاه الشيطان الأكبر اليوم غير انها تجلب على شعبها البؤس والحصار والجوع وعدم الاستقرار؟ يبدو ان ايران دخلت طريق اللاعودة الذي سوف يعصف بها ان لم هي تبادر بتبديل نهجها بشكل جذري بعيد عن التدخل بالشؤون الداخلية للاخرين مثل العراق والا فان شعبها سوف يرفضها في المستقبل القريب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here