ديـــدنـي مـــا زلــتُ فــيــه

<center><font size=6>

ديـــدنـي مـــا زلــتُ فــيــه

ضفافُـكِ حـينَ تَـمطُرُها الـقـوافي

أشِــــمُّ عَـبـيــــرَ جَــنّـــتِـــهــا الـخُــــــــرافـي

وتَـلـتَـئمُ الـغـيومُ نَـديفَ شــوقٍ

تـــراكَــمَ جـمــــرُهُ فــــوقَ الــشِــغَــافِ

حُـروفًا بلْ قُـطوفًا في عُـرُوشٍ

لأجَــــنـي جَـــــنـيــــهــــا ولــهـــا قِــطـــافـي

لأهـديها الحبيبَ إذا اســتـقـاهـا

نَمــــــيرًا مِن مَعــــينِ الـحُـــــبِّ صــــافـي

وغـاليـــــتي تـــــروحُ بهــا وتـغـــــدو

فَـــتُـمـرِعُ في ســوانِحـهـا اللــطــــافِ

عليها قـد جَعلتُ الـعُمرَ وقـفًا

وزيّــنــــتُ الـمـــــــآربَ بــــالـــعــــفـــــــــــافِ

وحُـبّي ما يـزالُ وسـوفَ يـبـقى

نـــديًّـــــــا فـي الـرخــــــاءِ وفي الـجـفافِ

أحِـجُّ الى الحبيبةِ وهي عُـمري

وحَـــــــولَ رُبُــــــوعِـها أبـــــــدًا طَــــــوافي

فــألـثـــمُ ثَـغـــرها وأشِـــمُّ نَـحــرًا

وأجـمَــعُ في قــــوادِمـــهــــــا الخــــوافي

هنالكَ تَـرشـحُ الذكرى حنينًا

تُـــلَـمْــلِـمُــــهُ جِـــــــراحــــــاتُ الـمـــــنــــافي

وتَنطلقُ القوافِلُ وهي ظمأى

بصحــــراءٍ تجـــوبُ بــهـــا الســـوافي

عـسى تحظى بواحاتِ الاماني

عـلى أمَـــــــلٍ عـفــــــا وسَـــــلاهُ عـــــافي

لأحمـلَـــهُ الى وطـــــنٍ تَـــردّى

على أيـدي الجُــــنـــاةِ وكُلِّ جــــافِ

الى دركٍ وقـــــامَ عـليـهِ نـــاسٌ

تَـبـــيّــــنَ كُــــلُّـــهــــــــمْ عــــــــــــارٍ وحـــــــافِ

فـقُلتُ مُـحـدّثًـــا نـفسـي أراني

ســـأصبحُ بينَ جـــوقِ من خِــــرافِ

فـغادرتُ الـمُنى وبــــلادَ غـــاقٍ

عـلى وجَـــــــلٍ لأســـــعـدَ بالكــــــــفـــافِ

أبى طبــعي أكــــونُ بـــــهِ غُــــرابًـــــا

أضــــــــاعَ الـمِــــشْـــيَـتــيــنِ لِـــمــــا يُـــنــــافي

وَلَـــنْ أرضـى كإمّــــعــــــةٍ تَـبـــيــعًــا

أعـيــشُ الـعُـمـرَ كالأشـناتِ طافـي

وهـذا ديـــدني مـــــا زلـتُ فـيــه

حـرائـقَ ليـس تُـطفـيــهــا الـمـطــافي

عـراقي قـــد تَـعــرّقَ في ذحولٍ

وأشـكالِ الـضــــغــائـنِ والـخِــــلافِ

متى ما طُـبّبَتْ سـتَطيبُ نفسي

وذا حُـــــلُـــــــــــمــــي وأنّــــــــــى للـتــــــصـــــــافي

وفـيــه مَنْ يـخــونُ ومَنْ يُـــرائي

ومَـنْ يـــسـعى بــأجــــــــــــرٍ للـتجــــــــــافي

وفـيه الـفـاسـدون لـهم طُـبولٌ

تُـعَـضِـدُها الـمنــاصبُ باحـــــترافِ

فـيـا وطـني الـعـراقُ عـليـكَ وجــدي

أرى الاوبــــــــــاشَ عــــــــادوا بـالــتـــفـــــافِ

**********************************

الدنمارك / كوبنهاجن السبتْ في 5 / آيار / 2018

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here