ومضات خاطفة : انهيار النظام الإيراني المحتمل سينعكس ايجابيا على الوضع العراقي ..

بقلم مهدي قاسم

بطبيعة الحال سأكون أنا من بين الناس الفرحين و المبتهجين لانهيار و سقوط النظام الثيوقراطي القمعي في طهران من جراء فرض عقوبات اقتصادية ترامبية ضده ، و ذلك وببساطة لكون هذا الانهيار سينعكس إيجابيا على العراق و يحرره من الهيمنة السياسية و الاقتصادية و العسكرية ( عبر المليشيات المسلحة التابعة له ) و يجعل تحركات و خيارات العراق ومواقفه السياسية المحلية والعربية و الدولية أكثر رحابة و حرية و انطلاقا و أقرب إلى سيادة وطنية وبعيدا عن وصايا جار تتحكم بالعراق كوصمة عار !..

و هذا التحرر يجب أن يكون بتواز مع التحرر من التدخلات و النفوذ الأمريكي و السعودي و التركي أيضا ..

إذ لا توجد هيمنة أجنبية إحداها أفضل و أحسن من غيرها على صعيد الاستقلال الوطني الكامل ..

إذن فهذه الفائدة الأولى والرئيسية و المهمة من نتائج هذا السقوط الافتراضي للنظام الإيراني ..

أما الفائدة الثانية فسوف تكمن في حماية المال العام العراقي ــ الذي سوف يُقدم على صينية من ذهب ــ من خلال عشرات مليارات دولارات ، لدعم الاقتصاد الإيراني لمواجهة الأضرار المالية التي ستسببها تلك العقوبات الاقتصادية ، في حالة إذا تشكلت الحكومة العراقية القادمة سواء برئاسة نوري المالكي أو برئاسة أحد جنرالات قاسمي و نعني هادي العامري ..

غيران احتمال انهيار و سقوط النظام الإيراني سيبقى ضعيفا جدا بحكم وجود خبرة كبيرة في مجالات العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على إيران من قبل إدارات أمريكية سابقة ، فضلا عن سطوة و جبروت وسائل القمع والعنف الباطشة التي يتمتع به النظام بواسطة الحرس الإسلامي و أجهزة أمن قمعية أخرى ومتعددة ..

هذا دون أن نذكر المليشيات الذيلية و التابعة للنظام الإيراني سواء في العراق أو لبنان أم باكستان مثلا ، في حالة إذا فشلت أجهزة القمع الإيرانية في السيطرة على الوضع في حالة انفلاته الخطير و انتشاره على عموم إيران و تهديده المباشر و الحتمي للنظام بالسقوط ، فيمكن آنذاك الاستعانة بهذه المليشيات المسلحة التي اكتسبت خبرة جيدة في حرب الشوارع بعد محاربة عصابات داعش وسوف تستخدم هذه ” الخبرات ” لضرب و سحق الانتفاضات الشعبية الإيرانية المفترضة بكل قسوة ووحشية ، وهي التي لم تردد في ضرب متظاهرين عراقيين وقتل عددهم منهم ..

مثلما فعلت عصائب الحق في النجف قبل اسابيع بحجة الدفاع عن مقرها، فكيف الأمر بمتظاهرين إيرانيين ؟..

كما يجب على بعض العرب و العراقيين أن يدركوا أن الإيرانيين ــ عموما ــ يختلفون عنهم على صعيد الوعي الوطني و القومي ، لكونهم أكثر مبدئية ووطنية من العرب ..

فمثلما أشرنا مرارا في مقالات سابقة لنا أن هذا الوعي القومي عند غالبية الإيرانيين يتقدم فوق الوعي الديني و المذهبي و له الأولويات في الإخلاص و الوفاء للوطن وحده فقط ، حتى ولو كانوا من الناقمين و الكارهين للنظام بشدة ، فسوف لا يتواطئون مع جهات أجنبية بهدف تخريب وطنهم أو إسقاط نظامهم مع أنهم قد يتمنون و ينتظرون هذا السقوط ، و لكن على أيدي الشعب الإيراني و وفقا لإرادته الحرة ، و ليس بدعم من تدخلات أجنبية سواء كانت خليجية أو غيرها ، ولا سيما إذا كانت على أيد أمريكية تحديدا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here