الفتح يحاول توحيد “الشيعة” وتشكيل كتلة تجمع الصدر والمالكي

بغداد/ محمد صباح

يَعدُ تحالف الفتح بقيادة هادي العامري لعقد اجتماع في الأسبوع المقبل تحضره جميع القوى الشيعية الفائزة في الانتخابات للبحث عن آلية لتسوية الخلافات بين المعسكرين الشيعيين وتشكيل الكتلة الأكبر.

وتأتي تحركات تحالف العامري لتوحيد صفوف القوائم الشيعية وإنهاء حالة القطيعة بين رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لهذا، تستعدّ أوساط العامري لإرسال دعوات إلى كلّ القوائم الفائزة للحضور إلى جلسة كبرى مقرر لها أن تعقد بعد عطلة العيد مباشرة.
وفي هذه الاثناء تتحدث مصادر تحالف النصر الذي يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايته حيدر العبادي عن اتخاذه قراراً تصفه بالمهم والمفاجئ، مؤكدة أنه “سيُعلن عنه خلال الأسبوع المقبل”.
ويكشف قائد قوات سرايا الجهاد والأمين العام لحركة الجهاد والبناء حسن الساري، وهي قوات لها ذراع سياسي منضوٍ في تحالف الفتح، لـ(المدى) أن “الفتح سيوجه الأسبوع المقبل دعوات إلى جميع القوائم الفائزة في الانتخابات التشريعية للحضور إلى جلسة مشتركة توضح خلالها التفاهمات النهائية لتشكيل الحكومة الجديدة”.
ويضيف الساري، وهو قائد قوة سبق أن انفصلت عن تيار الحكمة “في هذه الجلسة سيقدم الفتح مشروعه المقبل إلى القوائم المجتمعة لتأسيس الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً”، لافتاً إلى أن “الخيار متروك لكل القوائم بالمشاركة من عدمها في التحالف الذي سينبثق قريبا”.
ويستبعد القيادي في تحالف الفتح أن “يكون التحالف المرتقب تشكيله مبنياً على أساس طائفي ،إذ سيكون فيه ممثلون عن المكون الكردي فضلاً عن الشيعة والسُنة”، مؤكداً أن “ائتلاف دولة القانون وسائرون والنصر أبدوا موافقتهم على المشاركة في هذا الاجتماع”.واشتدت حدة المواجهة غير المعلنة بين القوائم الشيعية الفائزة في الانتخابات على منصب رئاسة الحكومة مما تسبب في انقسامها إلى فريقين الأول يضم سائرون والحكمة والثاني الفتح ودولة القانون.
ويكشف الساري عن مساعٍ يبذلها تحالف الفتح لتقريب وجهات النظر بين القوى الشيعية عبر عقد اجتماعات ثنائية يضم الأول الفتح ودولة القانون والثاني الفتح مع سائرون للإعداد للجلسة الأكبر التي ستكون بعد عطلة العيد تجمع سائرون ودولة القانون، مؤكدا أن “هذين الاجتماعين المنفصلين يأتيان لحل الخلافات وتوحيد الصفوف بين سائرون ودولة القانون”.
وتوصلت قوائم الفتح ودولة القانون خلال مشاوراتها البعيدة عن دائرة الأضواء إلى اتفاقات متقدمة مع أطراف سنّية وكردية تمخض عنها حسم توزيع بعض المناصب والمواقع مما سيعجّل بإعلان التحالف بينهم.في هذه الأثناء، تشير أوساط مقربة من دائرة القرار في ائتلاف دولة القانون الى “المساعي الكبيرة التي تبذل لعقد الجلسة الكبرى بمشاركة كل القوائم الفائزة في الانتخابات”، مشيرة إلى أن “مواعيد هذا اللقاء لم تحدد بعد ومازالت قيد البحث والنقاش”.
وتبيّن هذه الأوساط العليمة بتفاصيل الحوارات لـ(المدى) ان “تحالف الفتح وائتلاف دول القانون باتا من التحالفات الستراتيجية وأصبحا كتلة واحدة تسعى لتشكيل التحالف الأكبر داخل مجلس النواب”، وأن ” هذا التحالف سيكون مكوّناً من 183 مقعدا في مجلس النواب”.
وتكشف هذه الأوساط عن “وجود تقارب كبير بين الحزبين الكرديين الرئيسين وتحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية ونواب من تحالف النصر مع الفتح ودولة القانون لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر خلال الأيام المقبلة”.وفي بداية تموز الماضي خاض وفدان من الفتح ودولة القانون في مدينة أربيل مباحثات مع أعضاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني قبل ان يتوجهان إلى مدينة السليمانية ويلتقيان بأعضاء من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وتضيف الأوساط العليمة أن “هذه التحالفات اتفقت من الناحية المبدئية على العمل ببنود الدستور لتسيير الحكومة المقبلة ولم تناقش شروطا معينة”، لافتة إلى أن “هذه الحوارات مازالت مستمرة بين هذه القوائم “.
وتتابع أنه “في نية الفتح ودولة القانون جمع كل القوائم الفائزة في جلسة واحدة من أجل تشكيل الحكومة خلال الفترة المقبلة”، مشيرة إلى أن الخيار متروك للقوائم بالذهاب إلى المعارضة البرلمانية أو المشاركة في الحكومة “.
وتتحدث هذه الأوساط عن تراجع حظوظ رئيس تحالف النصر حيدر العبادي في شغل رئاسة الحكومة مؤكدة أن “حظوظه تكاد تكون ضعيفة أو معدومة بعد الاتفاق مع مجموعة من مرشحي تحالف النصر بالانضمام إلى الفتح ودولة القانون”.
في المقابل يؤكد قيادي في تحالف النصر أن تحالفه “مازال متماسكاً ويعمل بفريق واحد من خلال مشاوراته مع بقية الكتل الفائزة في الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة”، مضيفاً ان “تحالف النصر قرب جداً من اتخاذ قرار مهم”.
ويرى المرشح الفائز عن تحالف النصر يوسف الكلابي لـ(المدى) أن “الحراك القائم بين مختلف التحالفات والقوائم الفائزة في الانتخابات أمر طبيعي”، رافضاً التحدث عن “القرار المهم الذي سيتخذه النصر قريبا”.
ويؤكد أن “النصر ككتله وليس أفراداً تجري مباحثات مع الفتح ودولة القانون وسائرون والحكمة من أجل الاتفاق على رؤية مشتركة لتشكيل الحكومة”، متوقعاً “تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن على وفق التوقيتات الدستورية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here